2024-04-30 08:20 م

الأداة التي تذبح من الوريد إلى الوريد ؟؟

2015-05-21
بقلم: الإعلامية مها جميل الباشا
من منا لا يتذكر دور رجل الدين في القرون الوسطى عندما كان يلعب في مصائر الدول .. ومن منا لا يتذكر قول ول ديورانت أن صكوك الغفران كانت توزع على المشتركين في الحروب الصليبية ضد المسلمين، وانه لم يكن يحظى بالحصول على صك الغفران إلا أحد اثنين: • رجل ذو مال يشتري الصك من الكنيسة حسب التسعيرة التي تحددها هي. • رجل يحمل سيفه ويبذل دمه في سبيل نصرة الكنيسة والدفاع عنها وحراسة مبادئها. وما من مراقب اليوم لا يشاهد ويسمع ما تقوم به الجماعات المتشددة تحت اسم الدين من قتل وذبح وسبي وتشريد ودمار بغية إقامة خلافة إسلامية، إلا ويستهجن أفعالها التي تقوم على إثارة الفتن ومشاعر العداء والكراهية بين الشعوب العربية بمختلف طوائفها خدمة للصهيونية. فما هي أوجه الشبه بين ما ذكرت وبين ما نعيشه اليوم ؟؟؟ في القرون الوسطى كانت الضحية الإسلام واليوم ضحيتهم الإسلام .. في القرون الوسطى الحروب سياسية من أجل السلطة واليوم حروب سياسية من اجل السلطة. في مفهومهم من يمتلك السلطة يمتلك الأرض. في القرون الوسطى اعتمدوا في حروبهم على توزيع صك الغفران على المشتركين... في يومنا هذا اعتمدوا على الحصول على صك الجنة (حورية الجنة) على المشتركين كما فتاها رجل الدين العصري. نعيش واقعاً يضاهي واقع عصر الجهل والتخلف ولا يمكن لأي إنسان يمتلك عقلاً ناضجاً إلا أن يفسر الحروب القائمة اليوم من أفعال تمارس سفك الدماء وانتهاك الحريات تحت مسمى الدين إلا ان يتذكر عصر الانحطاط والاستبداد الذي مر في القرون الوسطى. في القرون الوسطى استخدم رجل الدين صك الغفران كما ذكرت آنفاً أما في قرننا الحالي يستخدم رجل الدين بدعاً واقوالاً لأشخاص لا يعترف بهم دين نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم الذي أتى لترسيخ مبدأ المواطنة من منطلق قول الحق " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً" كما ان شعار إسلامنا هو قول الحق " لا إكراه في الدين" ، الإسلام قام على تربية الناس على قيم المواطنة السامية، الأوطان للجميع والدين لله" . كما قال جبران خليل جبران .."أيها المراؤون .. توقفوا عن الدفاع عن الله بقتل الإنسان، ودافعوا عن الإنسان كي يتمكن من التعرف إلى الله" الفرق الوحيد بين ما حصل في القرون الوسطى والقرن الحادي والعشرين هو ان الكنسية هي من كانت تقوم بالحروب وقتئذٍ بينما الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها الصهيونية مستخدمين آل سعود وآل ثان وآل نهيان وآل خليفة القابعين فوق أرض شبه الجزيرة العربية، هم من يشنون ويموّلون الحروب على سورية والعراق ومصر واليمن. باسم الدين يراد السيطرة على أوطننا لصالح الحلف الغربي الذي تمثله أمريكا وحلفاؤها، باسم الدين نشروا الفوضى في بلداننا بغية استنزاف ثرواتنا النفطية والمائية بالدرجة الأولى واستنزاف جيوشنا بالدرجة الثانية. الصهاينة فشلوا في الحروب التقليدية لذلك خططت لحروب الجيل الرابع (تنظيم مسلح بالدبابات والصواريخ والسيارات المصفحة والسيارات الرباعية الدفع والأسلحة المتنوعة التي حصل عليها من الجيش البريطاني والأمريكي) والجيل الخامس (الاعتماد على قوة الكيانات الصغيرة المدربة والتشكيلات العصابية والجماعات الإرهابية ذات التسليح المتطور لتفشيل الدولة وتفتيت قواها)، الله يجيرنا من حروب الجيل السادس والسابع في استخدام مناهج "حرب الأشباح". هذا ما تقوم به كلٌ من الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية وحلفائهم على الأرض العراقية والسورية والمصرية واليمنية بغية استنزاف جيوشهم حتى الرمق الأخير. وإلا ماذا نفسر اتجاهاتهم بفتح جبهات إدلب وجسر الشغور وآخرها تدمر في سورية والرمادي في العراق وسيناء في مصر ومساحات شاسعة من اليمن. ما من جيوش في العالم تخوض معارك بإمكانيات بسيطة تحاصرها الخيانات من كل الجهات والفوضى تارة إلا وتسقط، لكن الجيوش السورية والعراقية والمصرية واليمنية تقاتل بشراسة كما لو انها قاتلت وتدربت في ميادين حرب الشوارع والتي هي من اصعب الحروب. هذا هو الواقع الذي تعيشه أوطاننا، لا مفر منه إلا بالنضال والقوة والعزيمة، وما نشاهده من معارك ضارية على أرض سورية ما هي إلا معارك وجودية أن نكون أو لا نكون. ، اليوم فزنا هنا وغداً في مكانٍ آخر أو قد لا يحصل كما مر معنا خلال السنوات الأربع الماضية لكن في النهاية تقدمنا وأحرزنا نقاطاً مهمة واليوم وغداً سيكونان كما الأمس (القصير وبابا عمرو والقلمون الشرقي وحمص وكسب ووو وغدا إدلب وجسر الشغور وتدمر وريف حلب). إن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الغرب على حد سواء لا يمكن أن يسمحوا للعالم العربي بأن يتحد وأن يكون قوة وفكراً يضاهي احدى دول الغرب وإن كانوا يلبسون ثوب الديموقراطية والتحرر إلا أنهم من أكثر دول العالم عنصريةً وتشددا وإرهاباَ. هذه الحرب تتطلب منا جميعاً حسب إمكانيات كلٍ منا، أن يشارك في الدفاع عن سورية حتى الرمق الأخير، وهذا ما نتمناه من الشعبين المصري والعراقي، في النهاية يجب توحيد جيوش تلك البلدان حتى نتمكن من دفن كل مؤامراتهم وجشعهم غير المحدود.