تحاول كلّ من الرياض وواشنطن الإيحاء بأنّ كل الأمور على ما يرام، وأنّ غياب الملك السعودي سلمان عن قمة «كامب ديفيد» الخليجية ـ الأميركية، التي تبدأ اجتماعاتها المكثفة في واشنطن اليوم، لم يكن إلّا صدفة فرضتها الهدنة في اليمن وحرص الملك على «إنجاحها». ولكن يبقى أكيداً أنّ غياب أربعة من قادة دول الخليج سيلقي بظلاله على القمة التي فقدت بعضاً من زخمها.
لم تولِ واشنطن بشكل علني أهمية كبرى لغياب قادة الإمارات وسلطنة عمان والبحرين عن القمة التي يفترض أن تبدّد مخاوف الخليجيين، قبيل التوقيع على اتّفاق شامل مع إيران بشأن برنامجها النووي، في حين تشير التقارير إلى أنّ دول مجلس التعاون الخليجي ليست راضية عن ذلك التوجه، فضلاً عن أنّ القمة المزمعة لن تحقق النتائج المرجوة، خصوصاً أنّها تأتي في وقت تحاول الرياض فيه الخروج من مأزق اليمن، فيما تنتظر طهران نتائج إيجابية قبل انتهاء المهلة المحددة للتوقيع على الاتفاق النهائي مع مجموعة «5+1» في 30 حزيران المقبل.
وبينما يبقى سقف التوقعات منخفضاً، خرج وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليوضح، يوم أمس، أنّ القمة بين زعماء دول الخليج والرئيس الأميركي باراك أوباما ستركّز على ما وصفها بـ «التحركات العدوانية من جانب إيران» في المنطقة، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية ـ «واس».
وقال الجبير «نرى دعماً إيرانياً لمنظمات إرهابية، وتسهيلاً لأعمال منظمات إرهابية، لذلك سيكون التحدي هو في كيفية تنسيق الجهود الأميركية ـ الخليجية بشكل جماعي من أجل مواجهة هذه التحركات العدوانية من جانب إيران».
وسبق للجانب الأميركي أن أعلن أنّ القمة ستناقش تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين في المجالات الأمنية والعسكرية، بينما تنتظر دول مجلس التعاون الخليجي من إدارة أوباما دعماً ملموساً يتجاوز الوعود في مجال التعاون على أعلى المستويات العسكرية والدفاعية، وتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا، والقرصنة الإلكترونية، والملاحة، وأمن الحدود.
ومن المتوقع أن تطالب دول الخليج الإدارة الأميركية باتّخاذ موقف صارم إزاء الرئيس السوري بشار الأسد، يشمل مسألة فرض منطقة حظر جوي في سوريا.
عن صحيفة "السفير"