2024-11-24 07:37 م

"الربيع العربي" حملة عسكرية بثوب ارهابي * الاختيار الأمريكي لـ "الاسلام السياسي" في نشر "الديمقراطية"

2013-07-25
القدس/المنــار/ منذ هجوم سبتمبر 2001 على برجي التجارة العالمي في نيويورك بدأت المؤسسات الامريكية الرسمية البحث عن أجواء مريحة وضامنة لمصالحها في الشرق الأوسط، حيث لم تعد تؤمن باللاعبين القدامى.. ومشروع التغيير بدأ بالحرب التي افتعلها جورج بوش الابن في العراق، وكان يأمل أن تتسبب اهتزازاتها في اسقاط عواصم أخرى، وبشكل أساسي العاصمة السورية، الا أن الرياح لم تأت بما تشتهيه السياسة الأمريكية، وأصبح التورط الأمريكي في العراق مؤلما، ولم تعد الخيارات العسكرية قادرة على تطبيق خطة تغيير أنظمة الحكم في العالم العربي، فجاءت خطة تغييرها عبر أساليب سلمية وسيناريوهات اعلامية مساندة، وتشابك للأيدي من وراء الكواليس بين الولايات المتحدة وأطراف تم اختيارها بدقة وعناية، أي أن سياسة جورج بوش امتدت في عهد باراك أوباما الذي خرج مهاجما لهذه السياسة المتمثلة في نشر الديمقراطية، وكان محقا، فالشق العسكري قد سقط بالسقوط الأمريكي في وحل العراق وافغانستان، ليبدأ الرئيس أوباما بتنفيذ الشق السلمي الصامت عبر سياسة سلاح "قنابل الفوضى" التي فجرت تباعا في الساحات العربية ونجحت الى حد كبير في خلق المناخ الذي تمنته الادارة الامريكية، لكن، تبين أنه مناخ عابر متقلب وغير مستقر، واوباما الذي بدأ سياسة تنفيذ الشق السياسي الصامت للخطة الأمريكية لتغيير صورة الشرق الأوسط، واعتماد هذه السياسة والسير عليها، والدافع لها الى الأمام، منح جائزة نوبل للسلام حتى يواصل تنفيذ الخطة التي مضى في رسمها وتطويرها والبناء عليها وايجاد الحليف المناسب للمشاركة فيها، ووقع الاختيار على الاسلام السياسي "جماعة الاخوان"، تحت عنوان "المصالحة مع العالم الاسلامي" الذي بدأ ورفعه في القاهرة، لتنضج ثماره بعد سنوات في ساحات مختلفة من ساحات العالم العربي.
ونجحت الولايات المتحدة في اقناع اسرائيل بالدور الذي يمكن لجماعة الاخوان المسلمين أن تلعبه في هذه الخطة.
لكن، هذه الخطة التي كان هناك أمل كبير بأن لا يتجاوز تنفيذها أشهر قليلة ضمن سياسة "الدومينو" التي طال الحديث عنها في بداية هبوب الرياح التي اختير لها اسم "الربيع العربي" كتلك الاسماء التي يتم اختيارها في الحملات العسكرية، ولكن، تبناها العالم جميعه، وحتى الفئة المستهدفة تبنت هذا الاسم.
غير أن أحجار الدومينو لم تكن جميعها بنفس الوزن ونفس القوة، فاصطدمت في الساحة السورية، وما زالت تترنح، وحتى اللحظات الاخيرة أخفت أمريكا تفاصيل هذه الخطة عن اسرائيل، وعندما بدأت الأحداث في تونس كانت التقديرات الاسرائيلية بعيدا عن أرض الواقع، ولم تكن قائمة على اسس سليمة، لكن، تكشفت الأوراق في مصر عندما رفضت أمريكا مساندة نظام مبارك.. وشعرت اسرائيل أن أمريكا قد استثنتها من المراحل الاولى في لعبة نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط حسب المفاهيم الأمريكية وشعرت بنوع من الاحباط عندما رأت أن هناك دولا لا يمكن أن تنشغل اسرائيل بالتفكير فيها لثوان كمشيخة قطر تشارك بقوة بسلاحها الاعلامي والمالي في تطبيق هذه الخطة، لكن اسرائيل التي خشيت من أن يفوتها القطار قررت الالتصاق به والدخول اليه لتصبح اليوم جزءا مهما من دعمه ومساندته.
وعندما تم انتخاب مرسي في مصر، وحتى قبل ذلك، عندما سقط مبارك، كانت المخاوف متعاظمة في اسرائيل، لكن الرقابة الأمريكية على ما يحدث في مصر تواصلت، والتطمينات الامريكية أثلجت صدر القيادة الاسرائيلية نوعا ما، وبعد انتخاب مرسي بادرت أمريكا وبشكل سريع الى تهدئة اسرائيل، وبالفعل صارت الأمور في عهد مرسي بالضبط كما أرادتها اسرائيل، وتمكنت اسرائيل في عهد النظام الاخواني بتحقيق تهدئة مريحة مع حركة حماس، حتى أن بعض الامور والمسائل كانت تحل بشكل مباشر بين تل أبيب ونظام مرسي.