2024-11-24 11:17 م

30 حزيران.. تاريخ سقوط "الحلم الاخواني" .. أمريكا والجماعة من التسرع وفقدان الصبر الى الانطواء والظلام

2013-07-04
القدس/المنــار/ الثلاثون من حزيران 2013.. هو تاريخ سقوط حلم جماعة "الاخوان المسلمين"، ونقطة التحول ليس فقط فيما يتعلق بالجماعة ومستقبلها، وانما ايضا ما يتعلق بالسياسة الأمريكية في المنطقة، حيث وصل تحالف باراك اوباما مع "الاسلام السياسي" الى طريق مسدود، واستنادا الى دوائر سياسية، فان امريكا ستبدأ في انطوائها سريعا نحو الداخل، والانسحاب من ملفات المنطقة والبقاء على مسافة آمنة بشكل يضمن لها مكانتها كدولة عظمى.
ان صعود جماعة الاخوان الى الحكم في بعض الدول ومنها مصر، كشف عمق العلاقة بين هذه الجماعة والولايات المتحدة، علاقة يتضح أنها بدأت ورسمت منذ السنوات الأولى لتأسيسها، غير أن هذه الجماعة التي سقطت على أرض مهدها في مصر لم تستغل ما تعلمته طوال عقود طويلة من الزمن، ولم تأخذ بنصائح قيادات اخوانية تاريخية كانت تنظر للامور من الخارج.
والخطأ الابرز الذي وقعت فيه الجماعة، هو أنها لم تعتمد في انبعاثها الجديد على عامل "الصبر"، فهي تحت تأثير الأضواء ، وصعودها الى ساحة العمل السياسي، بعيدا عن المضايقات التي كانت تتعرض لها، لم تصبر فوقعت في "فخ الاستحواذ" على السلطتين التشريعية والتنفيذية بشقيها الرئاسي والحكومي، قبل أن تتقن اللعبة السياسية وادارة شؤون الدولة، بعيدا عن الاصطدام مع مطالب الشارع واحتياجات الدولة في مرحلة البناء.
غير أن دوائر ذكرت لـ (المنــار) أن جماعة الاخوان في مصر اضطرت الى ذلك تحت الضغط والدفع الامريكي، فادارة اوباما كانت تحاول اتباع اسلوب القفز في الخطوات وليس التحرك بشكل آمن، معتقدة أن "العجلة الاخوانية" لا يمكن أن تتوقف، وأنها ستمضي الى الأمام، وذلك استنادا الى تقارير موضوعة على طاولة الادارات الامريكية، مفادها أن الاخوان يستطيعون ادارة البلاد والمحافظة على حكمهم والسيطرة على جميع مفاصل الدولة، ولكن، اتضح بأنه كان على الجماعة الابتعاد عن الفترة الانقالية بين الثورة ودوران عجلة البناء، فادارة المرحلة الانتقالية صعبة على مبتدئين في عالم السياسة وادارة شؤون البلاد، خاصة في دولة كبيرة ذات احتياجات ضخمة كمصر.
لقد بدأت الولايات المتحدة بالفعل مرحلة مراجعة خططها وتحركاتها، وستكون مراجعة مؤلمة وصعبة ، فقد سقط تحالف اوباما مع الاسلام السياسي، والتسرع الامريكي لانجاز مشروع اعادة تشكيل الشرق الأوسط اسقط الاخوان وقادهم من جديد الى الظلام.