بقلم: د. م. سـفيان التل
لا يوجدُ مثقّفٌ عربيٌّ لمْ يسمعْ أو يقرأ طِوَال حياتِهِ عن العربِ العاربةِ والعربِ المستعربةِ والعربِ البائدةِ، وكلُّ هذه مصطلحاتٌ تغوصُ في تاريخِ العربِ القديمِ ولها تعريفاتٌ محدّدةٌ، وبما أنَّ اللغةَ العربيةَ، وكما هو معروفٌ عنها، لغةٌ متطورةٌ تستوعبُ دائماً مستجداتِ الحضارةِ ومنجزاتَهَا، وتجدُ لها مصطلحاتٍ عربيةً جديدةً تناسبُها وتسهّلُ تداولَها، وتصبحُ جزءاً لا يتجزأُ من اللغةِ العربيةِ المتداولةِ في عصرِها. وعلى سبيلِ المثالِ؛ فعندما أدخلت الحضارةُ عربةً بأربعةِ عجلاتٍ تسيرُ بوساطةِ محرّكٍ، أطلقوا عليها اسمَ سيّارة، وعندما حلّقت هذه السيارةُ في الفضاءِ سمّوهَا طائرةً، وهكذا جاءَ اسمُ الغوّاصةِ والصاروخِ والمُسيّرةِ، وسبقها المذياعُ والتلفازُ. وهكذا استوعبتها اللغةُ العربيةُ وأصبحت متداولةً ومعتمدةً.
كلُّ الشكرِ والتقديرِ والاحترامِ لمجامعَ اللغةِ العربيةِ التي واكبت وما زالت تواكبُ هذا التطورَ، واستوعبته وأدخلته إلى اللغةِ العربيةِ، وسهّلت استعمالَه للجميعِ.
أمّا ونحنُ نعيشُ في هذا العصرِ مستوىً من الانحطاطِ لبعضِ العربِ المتصهينينَ، الذين أصبحوا أكثرَ تصهيناً من الصهاينةِ نفسِهم، فإنّنا مدعوونَ لاستنفارِ مجامعَ اللغةِ العربيةِ في أقطارِ العربِ كافةً إلى إدخالِ هذا المصطلحِ الجديدِ الذي أقترحُه، وهو؛ العربُ المتصهينةُ والعربُ المتصهينةُ هم فئةٌ كثُرت وعظُم نفوذُها في اتخاذِ القراراتِ لصالحِ الصهيونيةِ، والتحكمِ في مستقبلِ ومصيرِ العربِ سواءً كانوا من العربِ العاربةِ أو المستعربةِ، وقد نجحوا في حرفِ مسارِ التنميةِ والتطوّرِ والتطويرِ إلى الأسوأ، لا بل حدّدوا لها مساراً عكسيّاً.
إنّ إرساءَ المصطلحِ الجديدِ؛ العربِ المتصهينةِ، واعتمادِه أصبحَ أمراً في غايةِ الأهميةِ، ويحتاجُ إلى تعريفٍ لا يقلُّ فصاحةً ووضوحاً عن التعاريفِ القديمةِ للعربِ العاربةِ والعربِ المستعربةِ.
ونحنُ بانتظارِ صوتٍ من مجامعَ اللغةِ العربيةِ لكشفِ الغطاءِ عنهم، والتعريفِ بهم، وشكراً لأوّلِ مَجْمَعٍ يبادرُ في هذا الطريقِ.
كاتب من الاردن
رسالةٌ إلى مجامعَ اللغةِ العربيةِ
2025-03-18