2025-03-22 07:49 م

حرب نتنياهو في غزة.. ورقة إنقاذ سياسي أم استراتيجية عسكرية؟

2025-03-18

بقلم: محمد أحمد
بدأت إسرائيل جولة جديدة من القتال في قطاع غزة  أشد عنفًا، وذلك من خلال قصف جوي على مناطق متفرقة من القطاع بشكل متزامن، الأمر الذي أدى لمقتل أكثر من 300 فلسطيني، وإصابة العشرات بجراح بين خطيرة ومتوسطة.

وتأتي العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة التي أطلق عليها اسم "العزة والسيف"، في ظل تعثر مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، وعدم تمكن الوسطاء من التوصل لاتفاق يمدد اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.

ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن "استئناف القتال في القطاع حاليًّا يقتصر على عملية جوية فقط، ولا تشمل دخولًا بريًّا جديدًا إلى غزة"، لافتًة إلى أن إسرائيل تسعى لدفع حماس للتقدم بالمفاوضات بشأن الصفقة، أو على الأقل لإتمام مرحلة إضافية منها.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، عن مسؤولين أمنيين، قولهم، إن "هدف العملية هو الضغط على حماس لإعادتها إلى طاولة المفاوضات وإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الرهائن"، مؤكدين أنه إذا لم تستجب حماس، فستتوسع العملية ولن تقتصر على الضربات الجوية فقط.

في حين قال مسؤول إسرائيلي، لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، إن "ضغطا عسكريا أكبر من الذي حدث الليلة، لم يدفع حماس إلى تقديم تنازلات في المفاوضات حتى الآن، فلماذا هناك من يظن أن غارات الليلة قد تنجح في تحقيق ذلك؟".

خيار استراتيجي

وقال أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، إن "العودة للحرب في غزة خيار استراتيجي للحكومة الإسرائيلية، خاصة وأن ذلك يمثل الاستثمار الأكبر من أجل بقاء الأحزاب اليمينية في الحكم، وضمان عدم انهيار ائتلاف بنيامين نتنياهو".

وأوضح عوض، لـ"إرم نيوز"، أن "نتنياهو يحاول العودة للحرب بطريقة مرتاحة جدًّا للمحافظة على إنجازاته وإعادة وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير للحكومة"، مرجحًا أن تزداد وتيرة العملية العسكرية خلال الأيام المقبلة.

وأضاف: "من أجل وقف التصعيد الحالي هناك حاجة لضغط حقيقي على إسرائيلي، وعدم وجود ذلك سيمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها العلنية الخاصة بتدمير قطاع غزة وتهجير سكانه للخارج"، مشددًا على ضرورة وجود موقف عربي قوي تجاه هذا التصعيد.

وتابع: "لا يوجد في غزة أي أهداف عسكرية يمكن أن تحققها إسرائيل من التصعيد الحالي، وكل ما ترغب به هو زيادة الضغط وتحقيق مكاسب سياسية لنتنياهو، دون أي اعتبار لحياة الرهائن والمحتجزين، أو الوضع في قطاع غزة"، وفق تقديره.

خطة نتنياهو

ويرى الخبير في الشأن السياسي، أشرف عكة، أن "نتنياهو يعيش أزمة داخلية حقيقية، وهناك تحضير لمظاهرات وتحركات قضائية ضد محاولاته إقالة رئيس الشاباك رونين بار، ما ينذر بتقويض حكمه وائتلافه الحكومي".

وأوضح عكة، لـ"إرم نيوز"، أن "اختيار حماس لمسار التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، كان من المفروض أن يدفعها للقبول بأي مقترح أمريكي"، لافتًا إلى أن ذلك انعكس سلبًا على الحركة التي لم تتجاوب مع الولايات المتحدة.

وأضاف: "كان هناك لعبة سياسية أو تحرك سياسي غير مدروس وغير محكم من حماس أدى إلى تحمل حماس مسؤولية فشل المفاوضات الحالية بدلًا من تعجيل الصدام بين إدارة دونالد ترامب وحكومة بنيامين نتنياهو".

 وتابع قائلا: "نتنياهو بحاجة لحالة الحرب الدائمة، وأمريكا نجحت في تحميل حماس مسؤولية الفشل باستمرار وقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أن هناك حاجة لتدخل عاجل وجدي من الوسطاء للوصول إلى تفاهمات جديدة بين طرفي القتال.

وبين أن "أزمة قطاع غزة تنتهي بفعل شيء واحد ووحيد، يتمثل في تقديم حماس مبادرة سياسية ووطنية ووضع قضية غزة لدى القيادة الفلسطينية، وغير ذلك ستتذرع إسرائيل بوجود حماس في إدارة غزة، وتواصل مهمتها للقضاء على الحركة".


عن ارم نيوز"

آراء ومقالات