2025-01-30 04:53 م

رئيس الوزراء الفلسطيني يلتقي الشرع في دمشق: ما وراء تأخر الزيارة؟

2025-01-29

بعد أكثر من شهر ونصف على التأجيل، التقى رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، اليوم الثلاثاء، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق على رأس وفد فلسطيني رسمي، برفقة ياسر عباس نجل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي لا يحمل أي صفة رسمية. وأكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن الزيارة تأجلت لأكثر من شهر ونصف، وذلك بعد تقديم طلب رسمي من الجانب الفلسطيني لزيارة القيادة السورية الجديدة.

ووفقًا للمصادر، فإن سبب التلكؤ في ترتيب الزيارة يعود إلى مواقف القيادة الفلسطينية الرسمية، التي أثارت استياء الجانب السوري، خاصة في ظل دعمها المعلن لنظام بشار الأسد خلال الثورة السورية التي اندلعت عام 2011. وكان آخر هذه المواقف التي أثارت الجدل هو البيان الصادر عن المجلس الوطني الفلسطيني في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي اعتبره الجانب السوري متحيزاً بشكل كبير للنظام السوري، مما أدى إلى تأجيل الزيارة.

وقال المجلس الوطني، في بيانه حينها، "إن أي مساس بوحدة الأراضي السورية أو زعزعة استقرارها لا يخدم سوى أجندات معادية تهدف إلى إضعاف الأمة العربية بأكملها، لما تمثله سورية من أهمية ودور طليعي في الوطن العربي والأمة الإسلامية".

في الأثناء، أكد مصطفى خلال لقائه الشرع على دعم فلسطين لسورية ووحدة أراضيها، مشدداً على أن هذه الزيارة تأتي تعبيراً عن موقف فلسطين الداعم لسورية قيادة وشعباً، وتوطيداً لأواصر التعاون وتعزيزاً للتنسيق السياسي والاقتصادي لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار، بالإضافة إلى المتابعة والتنسيق بخصوص أوضاع اللاجئين من أبناء شعبنا الذين استضافتهم سورية ضيوفاً كراماً في وطنهم الثاني.

وأوضح مصطفى أن سياسة دولة فلسطين، كما أعلن عنها الرئيس محمود عباس مراراً، تقوم على احترام سيادة الدول الصديقة عامةً والشقيقة بوجه خاص، واحترام قرارها السيادي المستقل، ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام تطلعات شعوبها بالعيش بازدهار وأمان ورفعة وتقدم. وقال مصطفى: "نؤمن بأن مثل هذه السياسة ضمن امتدادنا العربي تشكّل ضامناً صلباً وأساسياً لقضيتنا الفلسطينية ومسيرتها نحو الحرية والاستقلال والسيادة، كما تضمن الأمن والاستقرار للدول كافة".

وأضاف مصطفى: "استقرار وازدهار الدول العربية، يقوينا ويعزز مناعتنا في مواجهة التحديات والسير بثبات نحو تحقيق الهدف الوطني بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا الفلسطينية والعربية". وتابع: "في الوقت الذي نؤكد فيه وحدة سورية أرضاً وشعباً، نؤكد أيضاً وحدة الأراضي الفلسطينية وحق شعبنا في تجسيد دولته المستقلة وذات السيادة، على أساس الشرعية الدولية، ووفق المبادرة العربية، تحت قيادة شرعية واحدة ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الوحيد لشعبنا في كل أماكن وجوده".

وأردف "كما ندعو إلى وقف العدوان على قطاع غزة، وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة، ليتسنى لنا إعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، وبناء أسس دولتنا المستقلة القادمة لا محالة". وقال مصطفى: "ننظر اليوم من دمشق إلى مستقبل سورية، وكلنا أمل في أن تتجاوز تحديات هذه المرحلة، فسورية بالنسبة لنا دولة محورية، مسانِدة وداعمة لقضيتنا، كما ندعم بكل قوة وإصرار رفع العقوبات الدولية عن سورية كمتطلب أساسي للاستقرار والتنمية، وعودة سورية إلى مكانها ودورها في جامعة الدول العربية".

المصدر: العربي الجديد