بقلم: د. وليد عبد الحي
سيادة الرئيس الجزائري الموقر عبد المجيد تبون
سيدي الفاضل:
علمتم سيادة الرئيس باتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة الجريح هذا اليوم، وتعلمون سيادتكم أن ذلك لا يعني نهاية الألم لأهل القطاع، فمعركة الاعمار لا تقل ضراوة عن معركة السلاح، وليس لي ان اسهب في شرح معنى الصراع المسلح وثورات التحرر وأنتم من روادها ومعلميها والأعرف بما يترتب على هذه الثورات من آلام ودمار وجوع ودموع وقهر نفسي .
سيدي رئيس الجمهورية:
إن غزة بشهدائها وجرحاها وأيتامها وأراملها ينتظرون اليد الجزائرية لتمتد لهم بالعون، ولا يعرف الشوق إلا من كابده، والمجتمع الجزائري الذي قدم النموذج الثوري الحديث لا أظنه يضن على غزة بما يستطيع ، فهناك اطفال رضع لا يجدون أما ولا مرضعة ولا حليبا جافا ، وهناك من الاطفال من ينامون في العراء ويصطفون في طوابير لساعات للحصول على رغيف ،حتى إذا وصل دوره كان الخبز قد انتهى، وهناك الموت وشبه الموت مما صنعه هولاكو القرن الحادي والعشرين.
سيدي الرئيس
ان الشعب المجاهد في فلسطين لا يرى في الجزائر- التي اعرفها كل المعرفة- إلا الاخ الذي يعرف معنى الاستعمار وعذاباته، وهو يناشدكم بأن تسارعوا لنجدته من خلال دعم مادي ومعنوي عاجل، ومن خلال تنظيم مؤتمر دولي عاجل لجمع التبرعات النزيهة وغير المغرضة لاعمار قطاع غزة المجاهد.
سيدي رئيس الجمهورية الجزائرية الشقيقة:
ان الشعب الفلسطيني ينتظر من الجزائر بجرأتها المعروفة في الحق مساندته، وتعرفون سيادة الرئيس أن ذئاب المجتمع الدولي وثعالبه ينتظرون معركة الإعمار لينتزعوا تنازلات من ابناء يحيى السنوار بالابتزاز المالي بعد أن فشلوا في انتزاعه بكل ما لديهم من آلات البطش والتدمير.
سيدي الرئيس:
إن مساعداتكم المأمولة ستكون عونا لشعب غزة العظيم لينجو من ابتزاز من سيربط المساعدات بشروط سياسية قد تكون اقسى من شروطه في معركة السلاح، ولا شك ان مساندتكم لمقاومة الشعب الفلسطيني لضمان نجاح الاعمار ستحول دون وصول هذا الابتزاز لغاياته، ومن تربى في مدارس ابن باديس وعرف كبرياء العربي المهيدي وديدوش مراد وهواري بومدين لن يترك ايتام غزة فريسة لذئاب المجتمع الدولي..
أملي وامل شعب فلسطين ان تكون بلد المليون ونصف شهيد هي ذاتها التي تعلم احرار العالم منها كل موقف نزيه وشريف.
سيدي الرئيس: خيرُ البِرِّ عاجله، ولك وللشعب الجزائري من الشعب الفلسطيني كل الاحترام والتقدير.
كاتب ومفكر اردني
المصدر: رأي اليوم