2025-01-11 12:17 ص

"انتهاكات وتصفيات".. ماذا يجري في حمص؟

2025-01-10

قالت مصادر محلية وإعلاميون في مدينة حمص السورية وسط ، إن الحملة التي أطلقتها إدارة العمليات العسكرية قبل أيام، تترافق مع جملة من الانتهاكات وتصفية الحسابات التي تطال أهالي بعض الأحياء داخل المدينة والقرى التابعة لمحافظة حمص.

وخرجت خلال اليومين الماضيين العديد من المناشدات من عدة قرى وبلدات، بسبب ما قالوا إنها "انتهاكات وعمليات سطو وتخريب" يتعرض لها الأهالي عقب عمليات التمشيط التي تجريها قيادة العمليات العسكرية في المحافظة.

اعتقالات بالجملة

وكشفت المصادر لـ"إرم نيوز" عن اقتياد عدد كبير من الشبان إلى مناطق مجهولة من قبل مسلحين يدّعون أنهم تابعين لـ"هيئة تحرير الشام"المكون الأبرز في إدارة العمليات العسكرية التي قادت عملية إسقاط نظام بشار الأسد. وزعمت المصادر أن عمليات الاعتقال لا تميز بين من كان عسكريا لدى جيش النظام أو ممن لا علاقة له بالجيش أو الأمن.

وأشار البعض إلى وجود حالات "إذلال" وتعذيب في الشوارع، وخاصة لمن كان ضابطا سابقا في جيش النظام، دون وجود أدلة تثبت تلطخ أيديهم بالدماء، حسب قول المصادر.

ولفت بعض الأهالي إلى أن أولئك المسلحون يتحدثون بنبرات طائفية، ويقومون بمحاسبة الشبان وضربهم على أساس انتمائهم الطائفي، وتهديد كل من يحاول التصوير أو توثيق ما يجري. وتتزامن تلك الانتهاكات مع قطع للإنترنت في تلك المناطق، وسط مناشدات أهلية بتدخل سريع من قبل عناصر الهيئة، قبل تحول الأمر إلى "نزاع طائفي مسلح".

بالمقابل، قال آخرون إن إدارة العمليات العسكرية تقوم بعمليات تمشيط للبحث عن فلول النظام السابق وعن الأسلحة، وتخرج بعد إنجاز مهمتها، دون أن تتعرض للمدنيبين، لكن بعد خروجها لا يلبث أن يدخل مسلحون، يعيثون فسادا في المنازل، حيث يمارسون التنكيل والخطف والسرقة ضد الأهالي، دون أن تعرف تبعيتهم، أو إن كانوا يقومون بهذه الانتهاكات بمعزل عن إرادة الهيئة ومعرفتها.

وطالب العديد من الأهالي، الهيئة، بعد انتهائها من عمليات القبض على المطلوبين من فلول النظام، بنصب حواجز لها في مناطقهم، لمنع دخول أي مسلحين لا ينتمون لها، وحماية أرواحهم وممتلكاتهم من الاعتداءات والانتهاكات.

جريمة ضد عائلة مغني مؤيد للنظام

وضجت وسائل التواصل الاجتماعي أمس الأحد بحادثة مقتل أقرباء المغني السوري المعروف بتأييده للنظام السابق، بهاء اليوسف، حيث قتلت شقيقته وخالته، فيما تعرض ابن شقيقته لضرب مبرح وهو بحالة حرجة.

 وحدثت الجريمة في حي "جب الجندلي" في مدينة حمص فجر أمس الأحد، حيث اقتحمت مجموعة مجهولة منزلاً يعود للمغني "بهاء اليوسف"، ما أسفر عن مقتل سيدتين من أفراد عائلته وإصابة شاب بجروح خطيرة جراء تعرضه لاعتداء وحشي، نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة، وسط حالة من الصدمة والاستياء بين الأهالي.

وعلق المغني المعروف بأغانيه المؤيدة لنظام الأسد خلال السنوات الماضية، في منشور له عبر وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه: "إنّا لله وإنّا إليه راجعون. تعرضت عائلتي لجريمة مروعة. نساء مدنيات وشاب يافع لا ذنب لهم، لم أحمل سلاحاً، ولم أؤذِ أحداً، ومع ذلك كنت أتلقى تهديدات متكررة عبر السوشال ميديا".

وأضاف: "سوريا الجديدة لا يمكن أن تُبنى على الكراهية، ولا مكان فيها للحاقدين، أطالب بالعدالة لأفراد عائلتي، وأثق بأن حقهم لن يضيع عند الله."

وأثارت الجريمة غضبًا واسعًا في سوريا، حيث طالب العديد من السوريين بفتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات الهجوم ومحاسبة المتورطين، وحتى الآن، لم تصدر أي بيانات رسمية توضح هوية الفاعلين أو دوافع الجريمة.

مصدر أهلي في حمص أبلغ "إرم نيوز" أن مسلحين دخلوا منزل بهاء يوسف، بعد عملية التمشيط التي قادتها قوات الهيئة التابعة لإدارة العمليات العسكرية، فقتلوا شقيقة يوسف وخالته وضربوا ابن اخته ضربًا شديدًا وهو بحالة حرجة.

وأرجع المصدر سبب الجريمة وكل الجرائم التي تحصل في حمص وغيرها من المدن السورية، إلى أن "الهيئة" تترك الأحياء بلا حماية بعد تمشيطها، وبنفس الوقت تحذر الناس من وجود مسلحين ليسوا تابعين لها وتطلب منهم عدم استقبالهم، بينما يتهم آخرون الهيئة نفسها بالتواطؤ مع منفذي عمليات التصفية.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان عددًا كبيرًا من جرائم القتل وعمليات التصفية، وبعضها على خلفيات طائفية.

وشهدت محافظة حمص المعروفة بتنوعها الطائفي العدد الأكبر من عمليات التصفية، حيث قتل 37 شخصًا بينهم 3 نساء، وفقًا للمرصد.

المصدر: ارم نيوز