بقلم: نبيه البرحي
كان الأقرب الى قلب السيد حسن نصرالله. بعد غيابه كان يسأل «كيف لي أن أبقى بعده» ؟ لم يبق بعده سوى اسابيع قليلة، ولكن بعدما قال «للاسرائيليين»: « لترابنا اظافر، ولسوف تمزقكم».
كانت لديه لحظات ليبتسم بألم وليقول بالانكليزية «I am a dead man waking»، أي « أنا رجل ميت يمشي». يمشي على وقع قصيدة محمود درويش «نعشي على كتفي». منتصب القامة أَمشي..
لو كان محمد عفيف يخاف من الموت لما ذهب الى حيثما كان يعرف أنه سيموت....
ذات مرة سألته « أنتَ هنا بدون أي حراسة، والمعروف عنكَ أنكَ تشاهد السيد كل يوم تقريباً. ماذا اذا اختطفك «الاسرائيليون» لتدلهم على مكانه» ؟ كان رده «لكنني فعلاً لا أعرف مكانه». واضح أنه كان يخضع، وهذا طبيعي، لكل الاجراءات الوقائية التي كانت تطبق على كل من يلتقي السيد.
اليوم سيلتقيه دون أي اجراءات من هذا القبيل، ولن يكون هناك من «ويك اند» يمضيه مع العائلة في منزل بناه منفرداً. « أحياناً تحتاج الى التأمل حتى لا تتكرس تلك المسافة القاتلة بينك وبينك». الآن لا بد أن يجد نفسه هناك. ولقد عادت نفسه الى ربها راضية مرضية..
محمد عفيف، صديق كل الاعلاميين، وحامل همومهم، لم يعد بيننا. من نزور بعد الآن ؟ ومن يصغي لنا ونصغي له..
تلك حرب أقفلت في وجهنا الكثير من الأبواب التي تقودنا الينا..
ثمة بكاء. بابلو نيرودا قال « الكلمة مثل الوردة، ترتدي أحياناً ثوب الحداد»!!
المصدر: الديار اللبنانية