2024-11-10 10:48 م

هل من خيارات إيران مقايضة ردها بوقف الحرب بكل تبعاتها؟

2024-08-22

بقلم: فؤاد البطاينة
لا هدف في هذه المرحلة لنا يتقدم على هدف وقف العدوان ومذابحه. ولم تستطع الجهود الدولية الرسمية والشعبية الصادقة أن توقف العدوان إبادي الطبيعة المستمر والمتصاعد لمدنيين عزل، ولا النداءات الأوروبية الزائفة استطاعت أن تقنع الكيان بوقف العدوان على شعب أعزل صامد ومقاومة شعارها النصر أو الشهادة ويخلو قاموسها من خيار الاستسلام، وليس من دولة مطبعة اتخذت أي إجراء ولو كان دبلوماسيا يضغط على الكيان بل هم يقومون بتقديم كافة أنواع الدعم له في حربه ومذابحه. أليس هذا يفرض علينا تغيير اللعبة؟
فالمفارقة المعيبة والجبانة هي أن ما يسعى اليه الكيان ومعسكره كأولوية وهدف أساسي هو تحرير أسراهم بالقوة كغطاء وذريعة لاستمرار ارتكاب المذابح الجماعية واستمرار الحرب وصولا للمقاومة. فهم يعتبرون التبادل هزيمة أو لا نستحقها. بينما ما نسعى إليه كشعوب عربية واسلامية وكمحور مقاومة كأولوية هو وقف العدوان والمذابح الجماعية بحق المدنيين العزل ثم اجراء صفقة التبادل ووقف اطلاق النار ليجسد فشل الكيان ورهطه في تحقيق هدفيه الرئيسيين وهما القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير أسراه بالقوة.
كنت أتمنى منذ البداية تغيير هذه اللعبة بنزع المقاومة الفلسطينية لورقة كيان الإحتلال الزائفة في استرجاع أسراه بالقوة كذريعة فاشلة لا تهدف إلا لإطالة أمد الحرب على شعب غزة الأعزل بارتكاب مذابح الإبادة الجماعية وتسوية غزة بالأرض واستثمار استمرار الحرب لاستمرار عمر حكومة نتنياهو من جهة، وتعميق وتوسيع المذابح الجماعية لمقاصد منها إرهاب شعب غزة ودفعه للتهجير القسري.
أما كيف يكون نزع هذه الورقة الزائفة، فبتصوري من خلال بيان للمقاومة الفلسطينية موجهاً للداخل الصهيوني والمجتمع الدولي والملأ مفاده أن معظم المذابح التي يرتكبها جيش الإحتلال والتي تسفر الواحدة منها عن ما لا يقل عن مئتين مدني بين جريح وشهيد وتدمير البنايات والمستشفيات والمدارس بذريعة تحرير أسير أو أسيرين. وبناء عليه ولسحب هذه الورقة الاجرامية الزائفة وحماية شعبنا فإننا قد نلجأ لإبلاغ العدو الصهيوني على سبيل الردع بأن أسراهم لن يعودوا الا بواحدة من حالتين، إما بصفقة تبادل، وإما جثثاً. حيث أنه في الحالة التي نستشعر فيها كمقاومة هجوما دمويا لتحرير أسرى معينين بالقوة والدم سيصار فوراً لتصفيتهم.
أما صفقة تبادل الأسرى بحد ذاتها فهي الورقة الأساسية بيد المقاومة وهي في الواقع صفقة وقف اطلاق النار وشروطه. فعندما تقول المقاومة أو يقول الكيان مصطلح تبادل الأسرى فيجب أن لا يعني هذا بأقل من وقف اطلاق النار الدائم وانسحاب جيش الكيان من كل غزة بما فيه محور فيلادلفيا ومعبر رفح وإعادة أسباب الحياة لشعب غزة. ومع ان دماء الشهداء الفلسطينيين وشهداء المقاومة الاسلامية اللبنانية ودماء شهداء اليمن وسورية والعراق سالت على هدف مرضاة الله وفي ساحات الشرف والكرامة فهي لم تذهب هدرا ولكن.
ولكن إذا نحت قيادة محور المقاومة لاستثمار حق الرد، فبقدر ما تكون هذه الدماء مرتبطة بمقايضة الرد على اغتيال قائدين بإجبار العدو على وقف عدوانه ومذابحه بما يعنيه هذا من تحقيق ما عجز عن تحقيقه العالم، ومن هزيمة العدو وانتصار للمقاومة، فسنكون أمام شهداء أثمرت شهادتهم في الدنيا والأخرة. ونكون أمام رجال في قيادات دول معسكر المقاومة صدقوا ما عاهدوا الله عليه. وسيكون الشرف الكبير أن تكون دماء الشهداء وعلى رأسهم دم القائدين الشهيدين اسماعيل هنية وفؤاد شكر قرباناً لله تعالى وفداء لفلسطين والأقصى وصمود وانتصار المقاومة الفلسطينية المحاصرة ووقف مجازر الابادة لشعب أعزل بدعم من المعسكر الغربي وخونة العرب والاعراب والمستعربين
وانتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته يعني الكثير. فسيقلب الطاولة على كل الجوقة ويثبت خرافة صفقة القرن وحلم تصفية القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف أو تجاوزها، وهزيمة مشاريعه السياسية والعسكرية وانتصار المقاومة لفلسطينية ويثبت استحالة كسر ارادتهم ومقاومتهم، وتحطيم الأطماع بنزع هوية فلسطين العربية واحتلالها وهوية الأقصى وإسلاميتها وكل مقدسات فلسطين، وتؤكد بأن محور المقاومة هو القوة الاقليمية التي لا تقهر وان المقاومة وحدها نهج التحرير والكرامة والعزة ولغة الخطاب مع المحتلين ، وأن الكيان الذي وقف عاجزا ومهاناً أمام طوفان الأقصى لن يستطع فيما بعد أن يكرر ما فعله عام 1948 من تهجير للفلسطينيين رغم وقوف الاطلسى معه واتساع رقعة خيانة الأنظمة العربية.
كاتب اردني