بقلم: د. فايز أبو شمالة
قد يستهجن الكثير من سكان الكرة الأرضية رؤية هذه الوحشية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي ضد أطفال غزة، وقد يستغرب البعض جرأة الجنود الصهاينة، وهم يدمرون البيوت على رأس النسوة في غزة، وقد لا يصدق بعض البشر أن هذه الإبادة الجماعية لعدد 27 ألف امرأة وطفل من أهل غزة، ـ في غضون عشرة أشهر ـ هي فعل إرهابي حقيقي يقوم به جيش يزعم أنه الأكثر أخلاقاً في العالم.
ومن يرجع إلى الكتب الدينية اليهودية، ولاسيما كتاب التناخ، وكتاب توراة الملك، وبعض الكتب التي صدرت عن حاخامات المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية، يكتشف أن الذبح والسلخ والنفخ والحرق والقصف والقتل والتدمير للأطفال والنساء جزء من الثقافة الصهيونية، بل هي الأصل في الفكر الصهيوني التوراتي، وتأتي ضمن مصنف فقهي معتمد في كتبهم العقائدية، والتي اقتبس منها ما يلي:
1ـ “يتوجب قتل أطفال غير اليهود في حال اعتقدنا أنهم سيضرون بنا عندما يكبرون، فيجب تعمّد قتلهم”.
ألا يعني هذا البند أن قتل أطفال غزة يتم بشكل متعمد؟
2ـ “يجب قتل أطفال قادة العدو الرضع لأن قتلهم يؤذي الأشرار ويجبرهم على التوقف عن قتالنا”.
ألا يعني ذلك أن صب القذائف على رؤوس الأطفال والنساء يجيء بهدف الضغط على المقاومين لتسليم أنفسهم، والتوقف عن المقاومة؟
3ـ “مع إدراكنا أن الأطفال والرضع لدى العدو لم يقترفوا خطيئة، لكن يجب النظر في قتلهم بسبب ما قد يرتكبونه عندما يكبرون”.
ألا يعني هذا البند أن العدو يقتل الأطفال، وهو يعرف أنهم أبرياء، ولكنه يخاف منهم في المستقبل؟
4ـ “يتوجب علينا قتل أطفال العدو الرضع ليس لأنهم أشرار، بل من أجل الانتقام من آبائهم الأشرار”.
ألا يعني ذلك أن القذائف والصواريخ التي تنصب على رأس أطفال غزة تهدف إلى الانتقام منهم، ومن آبائهم؟
4ـ “عندما يحول وجود أطفال العدو الرضع دون إنقاذ اليهود، يتوجب قتلهم، مع أن وجودهم هناك من دون إرادتهم”.
هذه الفقرة تبرر قتل الأطفال في فلسطين، حفاظاً على حياة اليهود.
5ـ “يتوجب علينا قتل من يعمل في سلاح الطب لدى العدو، لأنه من دون هذا السلاح فإن العدو سيكون أكثر ضعفاً”.
وهذه الفقرة توضح لنا أسباب استهداف الصهاينة للمستشفيات، وقتل الأطباء واعتقالهم، وأسباب منع الصابون والكثير من الاحتياجات النسائية.
6ـ “يجب قتل أطفال قادة العدو الرضع الأبرياء لأن قتلهم يؤذي آباءهم ويجبرهم على التوقف عن قتالنا”.
هل ظل بعد هذا البند من يظن خيراً بهؤلاء القوم الذين يقتلون من أجل القتل،
7، “لأن الحرب بين الصديقين (اليهود) والأشرار ستمسّ بنا، لذا فإن الشريعة تسمح لنا بالمسّ بالرضع والأطفال بشكل مقصود، وفي حال اعتقدنا أن قتل أطفال ملك العدو ستمس بمعنوياته، يتوجب قتلهم”.
قتل الفلسطينيين منهاج تقر به شريعتهم، حتى ولو كانوا رضع
8ـ “لقد توصلنا إلى أنه يتوجب قتل غير اليهودي، حتى لو كان ممن قدموا الدعم لليهود، في حال كان مجرد وجوده يهدد إسرائيل وإن لم يكن مسؤولاً عما يحدث”.
وفي هذه الفقرة من الوصايا لا ينجو عملاء الصهاينة، ولا ينجو أطفال العملاء من السكين الصهيونية، ولعل تجربة أنطوان لحد في الجنوب اللبناني خير شاهد.
9ـ “عندما يقطن أبرياء في محيط مصنع سلاح لأعدائنا، فعلينا مهاجمته، ولو أدى الأمر إلى قتل هؤلاء الأبرياء، حتى لا يتهدد أبناء مملكتنا الخطر”.
وهذا ما حصل من إبادة في مدرسة التابعين في الدرج، وفي مواصي خان يونس، وفي المستشفى المعمداني غزة، وفي البركسات رفح، لقد كانت الإبادة للشبهة.
10ـ “يجوز لليهود استغلال وجود أطفال العدو الرضع الأبرياء من أجل قتل ذويهم”.
وهذه الفقرة تحض على أخذ الأطفال الفلسطينيين كرهائن، بهدف ابتزاز آبائهم، وقد تجد المصوغ المادي لهذا البند من خلال اعتقال الأطفال الفلسطينيين.
11ـ “يتوجب قتل غير اليهودي الذي يؤيد أو يشجع استهداف اليهود، فقتله واجب شرعي لضمان النجاة من ضرره”.
وهذه الفقرة من الوصايا تشرح أسباب استهداف العدو الإسرائيلي للإعلاميين.
12ـ “عندما تكون حياة يهودي في خطر والطريق الوحيد لإنقاذها هو قتل غير يهودي، فإنه يتوجب قتله”.
ومن هذه الفقرة نتعرف على أسباب الغارة على وسط النصيرات، التي قتلت وجرحت المئات، خلال انقاذ حياة 2 من الأسرى الإسرائيليين في سجون غزة.
كاتب فلسطيني
هل لحرب الإبادة على غزة جذور توراتية؟
2024-08-19