2024-09-12 07:04 م

ماذا أراد السيّد عباس من خطابه أمام البرلمان التركي؟

2024-08-19

محمد المعموري
عندما ذهب نتنياهو بمسرحيته الى قاعة في الكونغرس  الامريكي  24/8/2024  رجع بقتل الشهيد اسماعيل هنية  وسط طهران وقبل ساعات من قتل الشهيد اسماعيل هنية قد قتل ودمر ما دمر في الضاحية الجنوبية من بيروت وبعد ساعات قليلة كانت امريكا تؤازره للهجوم على معسكر في جنوب بغداد  ، وبين الضاحية وقتل الشهيد اسماعيل هنية ومعسكر جنوب بغداد تعثرت الايام لتستيقظ غزة فزعة  في 10/8/2024 على هجوم بربري  في حي   (حي الدرج)  ليسجل  ابشع مجزرة في مخيم وسط مدرسة التابعين التي  احتمى فيها الفلسطينيين النازحين  من نار الابادة وظنوا انها ملجأهم ولكن كانت مجزرة راح ضحيتها مئة شهيد وعشرات المصابين والمفقودين ، ولازلنا نسمع عن غارات وقتل وترويع الشعب الفلسطيني وشعب جنوب لبنان كل هذا وما سيحصل ناتج عن تلك الخطبة التي القاها نتنياهو في الكونغرس الامريكي  في مسرحية مضحكة مبكية كسب رضا الادارة الامريكية ومباركتهم وتأييدهم  .
وجاء بعده الرئيس عباس من الضفة الغربية الى انقرة  ليلقي كلمة في البرلمان التركية بعد (٢٣) يوم من خطاب نتنياهو وبعد اسبوعين من استشهاد هنية ،  بدعوة وتشجيع من الرئيس اردغان ، وهنا السؤال المهم هل سيدعم السيد اردغان الرئيس عباس للتصدي لهذا الكيان الغاشم  كما فعل بايدن  وهل سيكون للبرلمانين الاتراك اي دور في انهاء مأساة الشعب الفلسطيني والمعروف ان الشعب الفلسطيني يحتاج للقوة لكي يجبر عدو لا يتعامل او يتفاوض او يركع الا بالقوة ؛  والا فلماذا هذا الخطاب   هل من اجل ان يخبرنا بانه ذاهب لغزة ، وما فائدة ذهابه بعد ان اصبحت غزة ركام ؟ ، وهل حقا الرئيس عباس اكتشف اليوم ان امريكا سيئة او انه جلس باكرا بعد ان صحى من نومه فوجد مجازر الكيان المحتل تهتك بأهل غزة واين كان منذ اكثر من عشرة اشهر من حرب الابادة …  ، على الارجح انه   سمع صوت   غزاوية في ارض فلسطين  تقول كما قالت تلك العربية “وامعتصماه ”  فانتفض واخذ حقيبته متوجها الى البرلمان التركي ليلقي كلمته طالبا العون بالسلاح والعدة ولا ضير لو طلب المال لشد ازر ابناء غزة وتوفير ما يمكن توفيره من هذا الهم ، ولكن الحقيقة  بكل اسف  غير كل هذا ، فان ابو مازن جاءت يقظته مع علمه ان حرب غزة قد انتهت وان الامريكان والكيان المحتل قد اقتنعوا ان لا مفر امامهم الا الاستسلام للأمر الواقع بعد ان اصبحت مجازرهم لا تعني شيء امام صمود الشعب الفلسطيني وان المقاومة قد اخذت منهم ما اخذته وان بايدن وحزبه على علم ان هاريس لن تدخل البيت الابيض اذا بقيت غزة تقاتل وان نتنياهو قد  اصبح يعي بحقيقة ان لا نهاية مع غزة ولن يستطيع ان يحقق حلمه باستئصالها فرضح ورضخت معه الته الحربية امام جبروت غزة واهلها الكرام . لذلك سيذهب ابو مازن لغزة ، ولا نقول للأخ ابو مازن الا ان خطابك جاء متأخرا.
كاتب وباحث عراقي


المصدر: رأي اليوم