2024-11-27 06:43 م

الكونغرس يحتضن نتنياهو ويشاركه جرائمه

2024-07-24

بقلم: علي سعادة
تتعامل معه محكمتان دوليتان بوصفه مجرم حرب، فيما أكدت عشرات المنظمات الدولية والأممية بأنه يرتكب حرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، في غزة وفي الضفة الغربية، ومع ذلك تستقبله الولايات المتحدة الأمريكية كما لو كان "بطل حرب"، وهو في الواقع مجرم فار من وجه العدالة.
بنيامين نتنياهو ليس وحده من تقطر يداه بدماء الفلسطينيين والعرب في لبنان واليمن، وإنما تشاركه هذه الجريمة ضد الإنسانية الولايات المتحدة الأمريكية فكل ما يفعله نتنياهو هو بدعم منقطع النظير من واشنطن، دعم عسكري ومالي وسياسي ولوجستي، وواشنطن لا تنفي ذلك بل تفاخر به.
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب القتلة والمرتزقة على غزة عن أكثر من 130 ألف شهيد ومصاب معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل الدولة المارقة والمنبوذة الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
نتنياهو في الولايات المتحدة تلبية لدعوة من الكونغرس، تخيلوا مجرم حرب يدعى رسميا لتكريمه، ولن تكون زيارة برتوكولية فقط وإنما سيلقي نتنياهو خطابا في الكونغرس، مجرم حرب وفاشي ونازي يخاطب المشرعين الأمريكيين الذين كشف النقاب في أكثر من تقرير عن تلقي غالبيتهم أموالا من لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) لشراء ولائهم.
دعاوى قانونية دولية بالجملة ضد جرائمه وجرائم حكومته المتطرفة الفاشية، وقد تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضده ووزير دفاعه يوآف غالانت في غضون أيام بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واستخدام التجويع كسلاح في الحرب.
وتناقش محكمة العدل الدولية دعوى تتهمه وحكومته بالإبادة الجماعية، وأصدرت يوم الجمعة حكما منفصلا دعت فيه الاحتلال لوقف احتلاله المناطق الفلسطينية وتفكيك المستوطنات.
الجمهوريون المستعدون لطعن بايدن الكسير والمحطم، واخذوا منذ اليوم الأول لانسحابه بالضغط باتجاه استقالته من الرئاسة، سيدعمون نتنياهو الذي يشبههم في كل شيء، وسيشدون على يديه، والربت على كتفه، والتصفيق له على الاعتراف بجرائمه أمامهم.
النخب السياسية والتشريعية في الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في جرائم الحرب، فمن يدعو مجرم حرب وضيع لإلقاء خطاب ومؤازرته هو شريك بالباطن له، وسقوط أخلاقي وقيمي لدولة يعتقد أنها تعيش أواخر سنواتها فخريفها على الأبواب.