2024-11-26 07:36 م

نداء لحزب الله وشعوب العرب والإسلام

2024-07-13

بقلم: فؤاد البطاينة
مواجهة المشروع الصهيوني والإحتلال ومجازر الإبادة الجماعية، ومساندة المقاومة وإعمال القضية الفلسطينية ذات الخصوصية العربية والإسلامية لم تعد في هذا الظرف الاستثنائي قضية الأنظمة العربية والإسلامية الموزعة بين المحايدين كأن المعركة معركة ايران، وبين شركاء الصهيونية والصليبية الأمريكية، غزة والمقاومة اليوم مسؤولية الشعوب العربية والإسلامية، فهي صاحبة الشرعية والقرار والمسؤولة عن تصويب بوصلة أنظمتها، والتي هي لكل عربي كما لكل مسلم لا يمكن أن تكون الا باتجاه فلسطين والمقاومة.
وإن الذي يدعي من الحكام أو غيرهم بأنه مسلم أو عربي أو ليس بمأجور على شعبه وأمته ويفهم معنى فلسطين الوقف الإسلامي وحرمة مقدساتها والأقصى، ومعنى احتلال بلاد المسلمين وحرمة دماء المسلمين وما يجري في غزة من اهوال المجازر بالمدنيين ويقف مناصرا أو مساعدا او مشاركا للصليبية الأمريكية ولليهود الصهاينة في جرائمهم علناً ويعتبر المقاومين لتحرير وطنهم ومقدساتهم بالإرهابيين علنا، لا يُمكن وبأي معيار تسمية هؤلاء الخونة المأجورين بالمسلمين أو بالعرب أو بشراً سويين .
فبماذا نوصفهم بمواقفهم وما يفعلونه كأنظمة مصر والأردن والإمارات والسعودية عندما يسمعون حليفهم الأبرز إجراماً بالتاريخ وهو يصف شعب غزة بالحيوانات البشرية ويصمتوا خسة وجبنا؟ فهذا هو الإسقاط بعينه في اللغة، إنه التعبير المشبع بمفاهيم النازية والفاشية وكراهية الأخر، إنه التعبير الذي يلبس صاحبه حليفكم النازي الأول ويلبسكم، أما شعب غزة والمقاومين لتحرير وطنهم فهم أشراف البشرية وأبطالها.
فمن بوصلته من شعوبنا فلسطين أو الإسلام أو العروبة أو العدالة الإنسانية فلهذا استحقاقات أولها إدانة هذه الأنظمة الوكيلة وليس الدفاع عنها أو غض الطرف وتجاهل الكيان الصهيوني وجرائمه وخلط الأوراق بالعودة لمهاجمة إيران وحزب الله على خلفية طائفية تعصبية تكشف عن سطحية اهتمامهم بفلسطين. وينسون أن موقفها من القضية الفلسطينية استراتيجياً عقدياً لا مصلحياً. بدليل أنها أعلنته ومارسته عملياً من اليوم الأول للثورة الإيرانية. فالاسلام ومذاهبه القرآنية أياً كانت لا تمثله الأنظمة العميلة بل المضحين عملياً بدمائهم وأموالهم لنصرة الاسلام وإسقاط المشروع الصهيوني حتى لو فشلوا.
وأخيراً لا أستطيع الا التأكيد على ثلاث نقاط:
ـ الأولى: أن المقاومة الفلسطينية التي سجلت في كل يوم على مدى عشرة أشهر انتصارا شكل اليوم انتصارا تراكميا إعجازيا وهزيمة عسكرية وأخلاقية مهينة للجيش الصهيو أمريكي شهدها العالم بمحافله وشوارعه، تعاني تبعات الحصار وثقل القصف على سبيل جرم إبادة الجنس الجماعي. ألا تستحق انتفاضة الشعب العربي في كل أقطاره لنصرتها بالضغط على انظمتهم ألا تستحق انتفاضة الضفة أو عصيانها المدني.
ـ والثانية: إلى حزب الله أمل الأمة وذراعها القوي الأمين أقول لو كان لدى حماس والجهاد مخزون حلف الأطلسي لنفذ في عشرة أشهر من القتال المتواصل، والكيان وحلفاؤه مستمرين في حربهم لحصر حماس في الزاوية والوقت يمر والمعطيات ونتائجها لا تتحمل فوات الأوان. ما يجرى في غزة والذي هدفه القضاء على المقاومة الفلسطينية، هدف يسعى الكيان لتحقيقه حتى لو احتاج لتسوية غزة بالأرض. وقد نكون في الوقت الضائع ونتطلع لحزب الله ليُغير استراتيجيته من تخفيف الضغط على المقاومة الى التدخل المباشر. ناهيك عن أن غياب المقاومة الفلسطينية كارثيا على القضية وخطراً على محور المقاومة ويثير التشكيك الدولي بمشروعيته في غياب المقاومة الفلسطينية عنه؟
ـ أما الثالثة: فكم أتمنى أن تتوقف صالوناتنا عن دعم الكيان في كذبته حين يموه للعالم بأنه يسعى من تطهيره العرقي لسكان الضفة وزجهم للأردن، إلى وطن بديل لهم، وأن علينا أن نفرق في هذا بين خدعة الوطن البديل ككيان سياسي للفلسطينيين في الأردن وبين التوطين الذي يعني إذابة الشخصية السياسية للشعب الفلسطيني في الأردن والشتات، يتبعه بالضرورة سياسة اذابة الشخصية السياسية الأردنية، فالكيان لا يستطيع أن تكون الأرض الأردنية ليست تحت نفوذه وسيادته، ولا مشروعه وأمنه يتقبل وجود كيان سياسي فلسطيني أو أردني بالمحصلة لا في المنطقة العربية ولا في أي مكان بالعالم . فهذا علاوة على أنه تهديد لوجوده فإنه يطعن بشرعيته دوليا كدولة احتلال، فلا شعب فلسطيني ولا أردني في قاموسه وإنما هم عرب محتلين عليهم العودة ة لوطنهم في الصحراء العربية أو الى حيث ألقت .
كاتب عربي اردني