2024-11-27 12:27 م

نتنياهو يوقف العجلة ام تدوسه.. 

2024-07-13

بقلم: كمال خلف
الأسبوع الماضي كان حافلا بالاحداث ابرزها تصعيد المجازر في غزة، كانت مجزرة مواصي خان يونس اكثرها بشاعة ودناءة، وتبريرها الذي ساقه نتنياهو كان حقيرا، اذ زعم ان القصف بلا رحمة على المدنيين والأطفال كان لاغتيال قائد القسام ” محمد الضيف “. فشل نتنياهو في اغتيال الضيف ونجح في إبادة تسعين اكثر من نصفهم نساء وأطفال، وجرح 300 من المدنيين. استسهال نتنياهو الايغال بدم الشعب الفلسطيني بهذه الطريقة البشعة، لا يلام وحده فيه، انما اللوم الأول يقع على عاتق الأنظمة العربية الجبانة والمستسلمة، وهذه الامة التي تحولت الى نعاج خائفة مرتجفة تنتظر دورها بالذبح، الا من رحم ربي. وعلى وقع المجزرة تجري مفاوضات وقف النار، مازال نتنياهو يضع العراقيل مرة تلو الأخرى، هذا اصبح واضحا ويقال داخل إسرائيل. والخلافات بين نتنياهو وعدة مستويات في إسرائيل، بما فيها وفده المفاوض واضحة كذلك وعلنية. هذا يدفع للتشاؤم حول مصير المفاوضات، وانها لن تكون الا مثل سابقاتها. الجميع ربط الأسبوع الماضي بين زيارة نتنياهو للولايات المتحدة نهاية هذا الشهر وبين الاتفاق، ربما هناك رابط، لكن ما هو مهم قوله هنا ان هناك في إسرائيل من يرى انه لا يجب ان تضيع هذه الفرصة لوقف الحرب واستعادة الاسرى، وهناك من يدعم هذا التوجه في واشنطن، لكن كيف ومصالح نتنياهو الذاتية هي المسيطرة؟ الا اذا بدأ التفكير في إسرائيل بالتخلص من نتنياهو، والتخلص من شخص يرى بعضهم انه بات يشكل خطرا على مستقبل إسرائيل من الناحية الاستراتيجية له عدة طرق. احداها قد يكون الاغتيال، فهل يكون هذا مصير نتنياهو في نهاية المطاف؟. المفاوضات لم تنهار، هناك فرصة لوقف الحرب، وهذا الأسبوع سيكون حاسم لمعرفة المآلات.
 ومن ابرز احداث الأسبوع الماضي موضوع العلاقات السورية التركية، اعود هنا وأكرر ما كتبته في مقال سابق العلاقات السورية التركية ستشهد خطوات كبيرة وعملية وغير مسبوقة، تركية أبدت جدية في نقاش موضوع الانسحاب، وربما ما يدور الان هو ما يشبه “الوديعة” في جيب بوتين تشكل ضمانة لدمشق بانسحاب تركي كامل وشامل من الأراضي السورية كتتويج لمسار التقارب بين البلدين، وسيكون في صلب المباحثات الجداول الزمنية والمراحل للانسحاب والترتيبات التي تلي ذلك وكيفية ملأ الفراغ ومصير الجماعات المسلحة والهياكل السياسية المؤقتة التي انشأتها تركية للمعارضة السياسية السورية في الشمال السوري، قد يتطلب الامر عاما او عامين وفق تعقيدات المكان والظروف، لكن بلا شك سوف يسبق ذلك كله ” الوديعة ” كإقرار خطي من الجانب التركي يتضمن التزاما تركيا بالانسحاب.
اما بشأن القمة بين الرئيسين الأسد وإردوغان فهي ستعقد لا محالة، الامر فقط يخضع للترتيبات ومعالجة الشرط السوري الأساسي وهو انسحاب الجيش التركي من الشمال السوري، المشكلة الرئيسية عند الرئيس الأسد هي ان اردوغان لا يلتزم بالاتفاقات، ومسألة النكوص او التراجع واردة عنده دوما، بالتالي لابد من ضمانات ومواثيق ووضوح.
لا نغفل هنا ملاحظات وهواجس ووجهات نظر سياسية خلف الكواليس تتحدث عن استعمال الرئيس اردوغان اندفاعته نحو دمشق لابتزاز واشنطن فقط للحصول على مكاسب تخص وضع الفصائل الكردية في شرق الفرات وشمال العراق. ورغم أهمية هذه الملاحظات، شخصيا استبعدها، وارجح ان اردوغان جاد هذه المرة بشكل غير مسبوق في طي صفحة الصراع مع دمشق. وعلى ذمة بعض المصادر فان وزير خارجية تركية “حقان فيدان” اثار هذا الموضوع مع القيادة السعودية خلال زيارته للرياض وطلب مساعدة ولي عهد السعودية “محمد بن سلمان ” في فتح الطريق نحو دمشق. واذا كانت هذه الانباء صحيحة فان انقرة تحاول استثمار العلاقة المتطورة بين دمشق والرياض في دفع مسار التفاوض مع الأسد. نعتقد ان فيدان سوف يحاول زيارة دمشق، وهي الزيارة الأولى لمسؤول تركي لسورية منذ قطع العلاقات بين البلدين عام 2011، وربما ليست الزيارة الأولى لفيدان نفسه لدمشق، فقد يكون قد حصل ذلك اثناء توليه إدارة الاستخبارات التركية قبل توليه وزارة الخارجية بعد فوز الرئيس اردوغان بالانتخابات الأخيرة.
يبقى القول الفصل لاجتماع بغداد، هناك حيث ستبحث كافة التفاصيل والترتيبات ومن بغداد سوف تبدأ الخطوات الفعلية الجادة نحو عودة العلاقات. التفاؤل على هذا المسار هو الأقرب للواقع حسب المعطيات المتوفرة حتى الان، وما علينا سوى الانتظار قصير الاجل لنرى ثمار هذا الجهد.
ويأتي الحدث الذي خطف الأضواء نهاية هذا الأسبوع وهو محاولة اغتيال “دونالد ترامب” في تجمع انتخابي في بنسلفينيا، لست ضليعا بالشأن الأمريكي، انما لفتني زخم الحديث عن ان ما جرى مسرحية. انا لست من انصار نظرية المسرحيات، والتي تكاثرت راهنا، واجد انه حدث يستحق التأمل، خاصة الحال التي وصلت اليها النخبة الامريكية، وعمق الازمة داخلها، والتحولات غير البسيطة التي تتبدى باشكال مختلفة، المناظرة بين ترامب وبايدن ومحتواها الهابط احد المؤشرات، الانتخابات السابقة التي خسر فيها ترامب وما تلاها من احداث، وغيرها. كلها تقول ان ثمة شيء ما غير اعتيادي بدأ يطرأ على هذا القطب العالمي. أيضا اشكك في الجزم ان محاولة الاغتيال هذه تحسم الانتخابات لصالح ترامب، ربما تعطي لحملته زخما، ولكن ليس بالضرورة ان تكون الحدث الحاسم في فوزه.
 تمسك بايدن بكونه المرشح الأوحد، ورفضه التنازل عن ترشيحه لصالح مرشح اخر يقود الحزب الديمقراطي نحو الفوز، فيه شيء من الانانية الذاتية، وعدم المسؤولية تجاه الولايات المتحدة والحزب الذي ينتمي اليه، خاصة ان كل الكرة الأرضية باتت تسخر من هفواته. كبر السن والعجز عن أداء المهام بسبب التقدم في العمر ليس عيبا، هذه طبيعة البشر وقوانين الحياة، لكن ان يصر ذاك المسن على الاستمرار في تولي منصب الرئيس في دولة عظمى، كل انظار العالم تتجه نحوها، وتتابع اخبارها، مع ما يسقط به من هفوات واخطاء، فهذه لعنة، وفضيحة.
كاتب واعلامي