2024-11-26 07:36 م

عملية “الوعد الصادق” تقييم اولي

بقلم: معن بشور
 بعد ساعات على عملية “الوعد الصادق” الايرانية ضد اهداف عسكرية اسرائيلية، وفي تقييم اولي لنتائج هذه العملية نستطيع القول:
اولاً: ان ايران قد التزمت بوعد قادتها ، وعلى رأسهم الامام علي خامنئي بالرد على جريمة اغتيال قادة الحرس الثوري الايراني في القنصلية الايرانية في المزة في دمشق، ولقد جاءت هذه العملية التي قام بها حرس الثورة الايراني لترد ايضاً على كل محاولات التشكيك بقدرة ايران، ناهيك برغبتها بالرد على الكيان الصهيوني.
ثانياً: مهما حاولت تل ابيب، ومعها واشنطن، التقليل من نتائج هذه العملية، فإن احداً لا يستطيع ان ينكر ان العملية العسكرية الايرانية قد اغرقت اجواء الكيان بالمسيرات والصواريخ لعدة ساعات، وانها اثارت ذعراً ورعباً في قلوب اهل الكيان الغاصب، وانها نجحت في الوصول الى اهدافها ، لا سيّما تلك المتصلة بجريمة المزة في دمشق.
ثالثاً: لقد اثبتت هذه العملية ان الجمهورية الاسلامية نجحت، رغم ما تعرضت له من حصار وحروب وفتن على مدى 45 عاماً في بناء ترسانة عسكرية مهمة ومتطورة يدرك اعداء ايران قدرة طهران  على الرد على كل مواجهة مرتقبة معهم.
رابعاً: ان الرد الايراني كان ايرانياً كاملاً ولم يعتمد على اي حليف له من محور المقاومة، والذين واصلوا تصديهم للكيان كما هو حالهم منذ ملحمة طوفان الاقصى، وذلك عكس كل التحليلات التي حاولت ان تتهم طهران بانها سترد من خلال حلفائها في المنطقة.
خامساً: كان للرد الايراني دوره الملحوظ في رفع معنويات الجماهير العربية والاسلامية، لا سيّما في فلسطين، وخصوصاً في قطاع غزة التي كان اهلها يواجهون سردية تسعى للايحاء لهم انهم يقاتلون وحدهم… ولقد تجلى هذا الدفع المعنوي بما شهدته عواصم ومدن ومخيمات من مسيرات واحتفالات.
سادساً: ان عملية “الوعد الصادق” قد اطلقت معادلة جديدة في الصراع بين الجمهورية الاسلامية والكيان الصهيوني تقوم على ان الرد على اي اعتداء صهيوني على ايران سيأتي من داخل الجمهورية الاسلامية وليس عبر حلفاء طهران في محور المقاومة.
سابعاً:  ان الرد الايراني جاء مدروساً وحكيماً ومدركاً لمجمل الوضع الاقليمي والدولي وتعقيداته، فلا هو امتنع عن رد ضروري، ولا هو بالغ في الرد بما يخرج الاوضاع عن السيطرة.
ثامناً: لقد اعطى الرد الايراني انموذجاً ليحتذى به الواقع الرسمي العربي والاسلامي بامكانية المواجهة العسكرية لهذا الكيان، وامكانية الانتصار عليه لو تضافرت القوى وتكاملت الجهود وتوحدت الكلمة والموقف وتحررت الارادة من الاملاءات الاميركية والاطلسية.
تاسعاً: لقد كشفت ردود الفعل الغريية عموماً، والاميركية خصوصاً ، عمق العلاقة بين الغرب الاطلسي والكيان الصهيوني والذي يتجه لعقد تحالف دولي لحماية الكيان ، كما كان عبر  تحالفات سابقة ضد العرلق وسورية وليبيا واليمن، بما يؤكد ان امتنا العربية والاسلامية هي امة واحدة في طموحاتها كما في اعدائها.
عاشراً:  لقد اتت عملية “الوعد الصادق” الايرانية التاريخية استكمالاً لعملية “طوفان الاقصى” التاريخية وينبغي استثمار ايجابياتها لصالح وقف حرب الابادة الجماعية على الاهل في غزة وعموم فلسطين ، ولتحرير القدس  والاقصى وسائر المقدسات في ارضنا المحتلة والتي كان لمرور الصواريخ والمسيرات الايرانية فوق القدس المحتلة دلالة رمزية ومعنوية كبيرة.
ألف تحية لعملية “الوعد الصادق” وقادتها وفرسانها.
والنصر حتمي لأمة العروبة والاسلام، بإذن الله.
كاتب لبناني