القدس/المنـار/ بعد حملات تحريض استمرت شهورا اتخذت اسرائيل قرارا بحظر قناة الجزيرة القطرية ومنع بثها، واصفة القناة بانها جهاز دعاية للمقاومة الفلسطينية.. وكانت القوات الاسرائيلية التي تشن حربا مسعورة على قطاع غزة قد استهدفت بشكل ممنهج موظفي القناة في القطاع. وللحقيقة، ان قناة الجزيرة لعبت وما تزال دورا كبيرا في فضح وكشف الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال في القطاع، ووضعت مشاهد كثيرة من الوحشية أمام العالم كله، مما ساهم في تحريك الساحة الدولية ضد تل أبيب، وكان لهذا الدور المتميز الاثر الفعال والتداعيات الايجابية لصالح القضية الفلسطينية وعدالتها، ولم يعد الأثير حكرا على وسائل الاعلام المعادية المتربصة المتآمرة على شعب فلسطين ومقاومته.
ولم يتوقف التحريض الاسرائيلي عند حد بث السموم ضد قناة الجزيرة، بل قامت تل أبيب قيادة واعلاما بالتحريض على دولة قطر، متهمة اياها باسناد المقاومة في موقفها من مسألة الوصول الى صفقة لتبادل الاسرى، وفتح اراضيها للقيادات السياسية لحركة حماس وسعت لدى واشنطن ودول عربية للضغط على الدوحة، وهذا لاقى ترحيبا في عواصم هذه الدول التي وقعت في دوائرة الحرج وفضح مواقفها من الحرب الوحشية على قطاع غزة، من خذلان وتآمر ومشاركة في هذه الحرب، وهذا يقودنا الى السبب الاخر الذي يقف وراء القرار الاسرائيلي ضد قناة الجزيرة ودولة قطر ويكشف ماذا يدور بين اسرائيل ودول في المنطقة.
هذه المنطقة تشهد تشكيل تحالف واصطفاف يتعزز ويتوسع تحت يافطة محاربة المقاومة الفلسطينية والسيطرة على قطاع غزة وتنفيذ برامج وخطط معادية له ولشعب فلسطين، تحالف مشارك في الحرب العدوانية بأشكال مختلفة، تموينا للجبهة الداخلية الاسرائيلية واستخباراتيا وملاحقة للمقاومين وتوريد اسلحة وتجيير ساحات لخدمة الحرب الاسرائيلية.
وهنا، يمكن القول ان القرار الاسرائيلي ضد قناة الجزيرة ستعقبه قرارات عملية تستهدف دولة قطر، فالاصطفاف الجديد سيعيد ما تعرضت له الدوحة من حصار على يد دول هي الان ضمن الاصطفاف الجديد المشكل بتنسيق مع اسرائيل وبطليعتها، وبالتالي ، ليس مستبعدا أن تواجه دولة قطر ضغوطات ومؤامرات، تستهدف دورها ومكانتها ووقوفها مع الحق الفلسطيني، فهذا الاصطفاف والتحالف تم تشكيله لتنفيذ اهداف خبيثة ضد شعب فلسطين ومقاومته وضد كل جهة تقف الى جانب هذه المقاومة، خاصة بعد أن انكشف الدور التآمري الذي يضطلع به أعضاء هذا التحالف.
