2024-11-27 08:41 م

الانقسام في الساحة الفلسطينية يتعمق والمصالحة تبتعد

بقلــم: سنــــاء وجـــدي

يبدو أن لقاءات وحوارات المصالحة هي مجرد ذر للرماد في العيون وضحك على الذقون واستغفال للشعب الي يعيش معاناة صعبة قد تفقده الكثير من آمانيه وتطلعاته بفعل انقسام ضرب ساحته وجعلها تحت رحمة قطبين متصارعين لا يتسمان بالجدية ولا يحملان نوايا صادقة أو حرصا على الشعب الذي يقاتل على أكثر من جبهة وفي مواجهة تحديات كثيرة متلاحقة. 

منذ سبعة عشر عاما والساحة تئن تحت احتلال شرس ضربها في العمق دون رحمة، وبدلا من أن تتجه فتح وحماس الى انجاز المصالحة دون تدخل اطراف اخرى، تنقل الجانبان بهذا الملف في عواصم الشرق والغرب..ولكن، دون جدوى، والسبب الرئيس هو التمسك بالمصالح الذاتية، التي تحول دون انهاء الانقسام.

وجاء السابع من اكتوبر ليعيد الى القضية الفلسطينية وهجها ونهوضها لتتصدر سلم الاولويات في بقاع الارض، ردا على الاحتلال وردا على الانقسام، لعله يعيد الى الطرفين المتخاصمين صوابهما، ويسارعان الى المصالحة، امتثالا لتطلعات شعب يواجه اشرس احتلال عرفه التاريخ وادراكا بأن السابع من اكتوبر رسخ معادلات جديدة، ولا يجوز القفز عنها او تجاوزها، بل استثمارها بما يساهم في دحر الاحتلال.

ان المؤلم والمؤسف بل المرفوض أن لا ينتهي الانقسام وتنجز المصالحة في ظل حرب دموية وحشية تشن على قطاع غزة، أفرزت حقائق ومتغيرات ومعادلات من الخطأ والغباء أن ينكرها البعض، أو يتحايل عليها ويتجاهلها.

وما يثير العجب والاستغراب أن تستأنف المهاترات والاتهامات وبيانات الردح التي لا تخدم الا الاحتلال ومخططاته، وهذا يعني أن انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ليس في وارد "الرداحين" و "الشامتين".

الآن، أمام ما يجري ويدور ويرتكب من مجازر في قطاع غزة، وما تشهده الساحة من ردح واتهامات يتوجب على الشعب ان يبادر الى تصحيح هذا الاعوجاج ولديه من الوسائل والاساليب الكثير، بامكانه استخدامها درءا للمخاطر واسقاطا للتحديات ووضع حد لهذا التلاعب المفضوح، والاستغفال المرفوض لابنائه، واستهانة بهذه التضحيات اليومية في مواجهة الاحتلال وجرائمه.