2024-11-26 09:45 م

تفعيل خيار الميناء البحري وخفايا بايدن…؟

بقلم: رنا العفيف
يبدو أنّ طوق النجاة الأميركي معلق بفكرة تفعيل خيار الميناء البحري لإيصال المساعدات، أيّ خفايا لخطة الرئيس الأميركي جو بايدن بعد رفض المقاومة التنازل عن مبادئها وثوابتها في غزة؟
بينما المقاومة الفلسطينية متمسكة بثوابتها المتمثلة بوقف العدوان وفك الحصار وانسحاب جيش الاحتلال وتؤكد هذا في كلّ مرة، تقوم الولايات المتحدة الأميركية بتفعيل خطة خيار الميناء البحري لإيصال المساعدات، ولكن خلف هذة الخطة خطوات وأبعاد عسكرية وأمنية واستخبارية خطيرة نظراً للعجز الإسرائيلي بكلّ مستوياته، ففكرة طوق النجاة التي راقت لبايدن وإدراته لتقديم إنجاز ما أو هدف على صعيد جدولة تحقيق نقاط سياسية أو عسكرية أياً كان نوعها على خلفية هذا الخيار الملغوم الذي له ربما مخرجات توتيرية قد تكون مماثلة لما حصل في مجزرة الطحين وغيرها…
يأتي هذا في سياق ما ينادي به كابينت الحرب بحسم المعركة نهائياً، وذلك أيضاً ضمن إطار الوضع الحالي في المفاوضات التي ترواح مكانها حتى اللحظة، لذا ما يمكن القول أو التوصيف لكلّ ما يحصل هو أنّ الكيان الإسرائيلي المدعوم أميركياً يريد أن يحصل على ورقتين الأولى تنازل من المقاومة، والثانية استسلام من الشعب الفلسطيني من خلال الضغط المباشر ولو كلف ذلك ثمناً باهظاً، لأنّ ما يهمّه اليوم هو تحرير الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية مقابل المساعدات المحدودة ومن ثم يواصل عدوانه المستمر، وبالتالي جوهر ما تحمله الرؤية الأميركية أو خفايا تفعيل الميناء في خضم المساعدات هو حقيقة الزخم العسكري والسياسي لتل أبيب التي تدلي بالشراكة العدائية لسحق المزيد من الأرواح لنسف القضية الفلسطينية ما لم يكن تحجيمها بالصورة التي تراها مناسبة،
لكن المقاومة الفلسطينية وضعت مساراً يفضي بتحديد مجموعة نقاط قائمة على أسس للحديث عن أي هدنة مقبلة بعد استجداء حالة الاتفاقات السابقة مثل باريس واحد واثنين ورأت أن لا جدوى لها،
ومنها العمل على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزة ورفع الحصار والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم والاعتراف بكامل الحقوق الفلسطينية الحقة قانوناً وشرعاً ولا تنازل عن هذة الحقوق مهما كانت الأثمان ومؤكدة حضورها الفدائي بعد ان أدارت ظهرها للمفاوضات لتترك الأمر محسوماً للميدان محمّلة كامل المسؤولية للولايات والاحتلال الإسرائيلي ولكلّ من تخلى عن غزة أمام آلة الإجرام التي تقتل وتدمّر دون رادع وحساب، وهذا يفسّر بأن لا هدنة هناك وإنما هناك حالة من التصعيد أمام هول حرب الإبادة المستمرة والمتواصلة والمتوسعة بشكل أو بآخر لطالما تقوم الولايات المتحدة بعملية مزدوجة من جهة تقوم بتفعيل الميناء البحري تحت غطاء المساعدات، ومن جهة أخرى تقوم بإلقاء القنابل الدخانية لإشغال الرأي العام الدولي والقوى الدولية التي تفسح المجال لمساحة أوسع لتوسيع بركة حمام الدماء مع التوضيح لتضليل الحقائق في قطاع غزة، لهذا قامت بهندسة رأي الاحتلال في المفاوضات على أن تكون هناك وثيقة استسلام قائمة على عدة أمور مع إبقاء حالة العدوان ونزع سلاح المقاومة وإخراج حماس من المشهد بشكل كلي بعد العجز والفشل على كلّ الأصعدة المتنوعة للاحتلال، بمعنى آخر بعد أن فشل الاحتلال في فرض حالة الاستسلام ونزع سلاح المقاومة وإبعادها عن أطروحات القضية الفلسطينية وما يتعلق بمواثيق حق الشعب الفلسطيني، قد تلجأ لفرضيات وأطروحات ووقائع جديدة مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ نتنياهو من الأساس قال إنه لا يريد أن تنجح المفاوضات، بينما إدارة بايدن تريد لهذه المفاوضات أن تنجح، لتظهر صورة الولايات المتحدة على أنها قادرة على الضغط على نتنياهو من أجل التوصل للحلّ؟
ولكن حول هذا الأمر ألف إشارة استفهام ولعلّ بعضاً منها واضح، وبالتالي ما تعمل عليه الولايات المتحدة منذ بداية العدوان على غزة هو تقزيم القضية بشكل تدريجي والتشبّث بسياسة شدّ الحبال حتى تحقيق الإنجاز المكلوم على عاتق شركاء حرب الإبادة بإنشاء ربما صيغ إنشائية تتمحور حول ميناء غزة لإيصال رسالة مفادها ما من قوة في العالم استطاعت إجبار الكيان على وقف حرب التجويع والتدمير، لتسوّق واشنطن لإنجاز ما على خلفية كيفية إيصال المساعدات والأيام المقبلة كفيلة بانقشاع الخفايا لتتوضح الرؤية بعيداً عن الضبابية الأميركية والإسرائيلية.