يؤكد رئيس “لجنة المتابعة العليا” داخل أراضي 48 محمد بركة أن غزة تتعرّض لحرب إبادة إسرائيلية وأمريكية، وأن محاولات التغطية والتعمية من خلال إنزال مساعدات إنسانية من الجو على الغزيين المحاصرين لن تقوى على طمس الحقيقة بأن “أمريكا كانت وما زالت رأس الحية”.
كما ينبّه بركة لخطورة الجرائم الإسرائيلية التي تشهدها الضفة الغربية المحتلة تحت غطاء دخان الحرب على غزة وتزامنها معها.
وقال إن الأمر الطبيعي لنا أن نكون هنا، ونصرخ صرختنا ضد حرب الإبادة التي يواجهها شعبنا، مشدّداً على حتمية مقاضاة مجرمي الحرب المتورطين في قتل نساء وأطفال غزة بالتجويع والرصاص والحرمان من حبّة الدواء.
ورداً على سؤال، شدّد بركة على ضرورة تطبيق فعليّ لبيان الفصائل الفلسطينية التي اجتمعت في موسكو، وقال إن هذا البيان “سيبقى كَكتابة إنشاءٍ لِمبتدئ، إذا لم تكن له نتائج عملية على الأرض”.وكان بركة قد أكد، خلال مظاهرة شعبية لفلسطينيي الداخل هي الأولى من نوعها منذ الـ7 من أكتوبر، أقيمت في بلدة كفر كنا في الجليل، احتجاجاً على حرب الإبادة، حسب ما أكدت “لجنة المتابعة العليا”، المبادِرة والراعية للمظاهرة الوطنية بشعاراتها وهتافاتها وهوية الفعاليات السياسية المشاركة بها.
وشاركت حشودٌ كبيرة، أمس، في المظاهرة الجماهيرية القطرية، التي دعت لها “لجنة المتابعة العليا”، ضد حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل منذ 5 أشهر على الشعب الفلسطيني. وكانت هذه المظاهرة المسيرة الأولى، بعد سلسلة رفض وقيود فرضتها الشرطة الإسرائيلية على فلسطينيي الداخل، خاصة على سلسلة طلبات ترخيص تقدمت بها “لجنة المتابعة”، وحتى هذه المظاهرة واجهت سلسلة من القيود، حيث اشترطت مشاركة 500 شخص فقط، ورغم ذلك جاءت المظاهرة حاشدة مهيبة وبمشاركة الآلاف.
وتَقدّمَ المظاهرة قيادةُ “لجنة المتابعة”، ورئيسُها محمد بركة، ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مضر يونس، وقيادات حركات وأحزاب “المتابعة”، الشيخ رائد صلاح وأعضاء الكنيست أحمد الطيبي، وعايدة توما سليمان، وعوفر كسيف، ورؤساء سلطات محلية عربية.
وانطلقت المظاهرة من النصب التذكاري للشهداء، شمال بلدة كفركنا، مروراً بالشارع الرئيسي، ومنهم إلى الملعب البلدي. ورفع المتظاهرون شعارات مندّدة بالمجزرة المستمرة في قطاع غزة، والجرائم التي ترتكبها إسرائيل وجيشها، في حرب الإبادة، من تجويع قاتل، وتهجير، وتدمير البيوت والمباني والمساجد والكنائس والمؤسسات، وتشديد الضربات يومياً، ومنع دخول المساعدات الإنسانية التي تنقذ من الجوع.
ورفع المتظاهرون لافتات حملت أسماء البلدات الفلسطينية داخل قطاع غزة وصوراً لمشاهد الدم، وهتفوا نصرةً لغزة، وإدانة للسلطات الإسرائيلية، ومن ضمنها: “ما منهاب، وما منهاب، إسرائيل دولة إرهاب”، “يا غزة لا تهتزّي، كلّك بطولة وعزة”، وغيرها.
في المهرجان الخطابي، حيث انتهت إليه المظاهرة الجماهيرية، أكد رئيس المجلس البلدي في كفر كنا عز الدين أمارة على حقّ جماهيرنا العربية في قول كلمتها مناصرةً لشعبها ضد حرب الإبادة، وقال إن كلّ محاولات الشرطة الإسرائيلية وحكومتها لن تثنينا عن موقفنا وإصرارنا على التعبير عن موقفنا الوطني والإنساني الطبيعي.
وبعد الترحيب والتحية للمشاركين قال أمارة إن كفر كنا ترحب دائماً بمظاهرات شعبنا ودعا لوقف الحرب وسفك الدم.
مجرمو الحرب سيحاكمون
وكانت الكلمة لرئيس “لجنة المتابعة” محمد بركة، فحيّا الحشود المشارِكة، وقال إن الطبيعي أن نكون هنا، إلى جانب شعبنا، نرفع الشعار الأكثر وطنية وإنسانية لوقف المجزرة المستمرة، ووقف التجويع والدمار في قطاع غزة، وأيضاً القتل والمداهمات في الضفة الغربية، والاعتداءات المستمرة على القدس والمسجد الأقصى المبارك. وكل من يعمل على استمرار هذه الحرب والقتل والتجويع، ومن يؤيد أو يتواطأ بالسكوت إنما هو شريك في الجريمة، وعاجلاً أم آجلاً سيحاكَم جميع المجرمون وسيدفعون الثمن، من بايدن إلى نتنياهو، إلى أصغر جندي يطلق النار على طفل جائع، جميعهم يجب أن يكونوا خلف القضبان كمجرمي حرب.
وحذَّرَ بركة، في كلمته، من شعور الاعتياد على مشاهد القتل والتجويع والدمار، فصوتنا يجب أن يبقى صارخاً، رافضاً لما يجري بحق شعبنا الذي يتعرض لحرب الإبادة. كما حذر من النظر إلى ما يجري في الضفة الغربية المحتلة وكأنه أمر عادي، ففي الضفة خلال 5 أشهر (هناك) أكثر من 420 شهيداً، وأكثر من 7 آلاف أسير جديد.
كما أكّد “أننا لن نسكت على ما يجري في القدس المحتلة، ونحن الأوْلى لحماية المقدسات في قدس المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وحذّرَ من فرض قيود على المصلّين من جماهيرنا في الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك، خلال شهر رمضان المبارك القريب، لافتاً إلى أن البيان الصادر عن مكتب نتنياهو بأنه لن تكون قيود كهذه، مشدداً على أنه سيكون أمام امتحان التطبيق.
وتابع: “لن نقبل بالقيود، ولم نقل كلمتنا الأخيرة بعد، فالقدس عنوان كينونتنا ونضال شعبنا من أجل الحرية وحق تقرير المصير”.
تواطؤ دول عربية وغربية
وندّدَ بركة بدعم دول غربية، وتواطؤ دول عربية مع الجريمة الدائرة، تختبئ خلف تصريحات وشعارات فارغة واستعراضية، وقال إن جو بايدن يريد إنزال مساعدات إنسانية على قطاع غزة، لكنه يواصل إرسال الذخيرة ومعدات الحرب على قطاع غزة مباشرة إلى الجيش الإسرائيلي، وهو متورط بهذه الحرب.
ووَجَّهَ بركة تحية خاصة الى جنوب أفريقيا، كما حيّا الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا، والرئيس التركي طيب رجب أردوغان، على مواقفهما.
المصدر/ القدس العربي