بقلم: سناء وجدي
قلة من الحكام والقادة الذين يقرأون التاريخ جيدا، فيستخلصون منه العبر والدروسن ومن يقرأ تجارب الشعوب ومحطات التاريخ يتفادى "المطبات" والسقوط المدوي.
ومن أهم العبر والدروس ما يمكن أن تفعله "بطانة السوء" السيئة في الحاكم والقائد، وكثيرة هي أسماء الحكام الذين أطيح بهم من وراء "البطانة السوداء".. وبعد السقوط يشيع افراد البطانة كذبا انهم كانوا ينصحون القائد، لكنه لم يكن يستجيب لنصائحهم، أي يبرئون أنفسهم ويتهمون من وثق بهم.
افراد البطانة السيئة يخدمون مصالحهم، يرتعون في خيرات ليست لهم ويتمادون فسادا وعبثا وسرقة، وبالتالي يسيء ذلك للحكام امام شعوبهم، وتصل المرارة الى حد الاقدام على اسقاطهم.
البطانة السيئة، لا تضع امام الحكام تقارير صادقة سليمة، بعيدا عن النكاية والاحقاد الشخصية والشماتة، تبسط له الامور، ولا تخبره عن نبض الشارع، وما يتردد بين أبنائه، وما يعتريه من هموم، وهنا، تقع الواقعة، وتندلع الثورة والرفض ضد الطغيان والظلم.
الحاكم الذكي الذي يقرأ التاريخ جيدا، يحسن الاختيار والانتقاء، لعناصر واشخاص يؤمنون الى درجة العبادة أن الدين التضحية والمستشار مؤتمن، حتى يتجنب السقوط في الهاوية، والزج به في دائرة الاتهام.
وعندما يتخلص الحاكم من السيئين حوله الفاسدين والظالمين والكاذبين والمخترقين اعداء الصدق والامانة يحتضن الشعب ويقبل به قائدا لمسيرته، وأهلا لتحقيق تطلعاته ورغباته.
وما يزيد الشعوب مرارة أن يتحدث المحيطون حول الحاكم من الفاسدين عن قضاياها، يطالبون ويطرحون كأنهم أصحاب قرار.. مع علمهم أنهم مكروهون منبوذون، ويصنفون أنهم يعبرون عن رأي الحاكم وموقفه، وهذه قمة الكذب والدحل والنفاق الذي يلحق الضرر بالحاكم ويؤلب الشارع ضده.
وكلما طالت مدة بقاء بطانة السوء حول الحاكم كلما تزايدت وتعمقت مرارة الشعب ضده، والغريب أن لدى هؤلاء الفاسدين القدرة على البقاء مدة أطول حول الحاكم مما يسرع من انهيار الحكم، أما هم فيهربون، لحاقا بأموالهم المسروقة التي تم تهريبها خارج البلاد.
سئل عن أحد القادة، عندما تنحّى أو نحّي، عن سبب سقوطه، فأجاب، لقد "كنت نائما على أدني"، وهذا ما حصل، وثقت بمن حولي، ولم احسن الاختيار، فكانت النتيجة صادمة!!