شهد المثلث الحدودي الليبي مع تونس والجزائر في الآونة الأخيرة تحركات وحشود عسكرية غير مسبوقة، ما فتح باب التكنهات عن أسباب ودوافع هذه التحركات وتساؤلات بشأن ما إذا كانت المنطقة مقبلة على حرب جديدة.
وقال موقع “الجزيرة نت” في تقرير يتناول الحدث المفاجئ إن هذه التحركات العسكرية الأخيرة في مدينة “غدامس” الحدودية أثارت مخاوف مختلف الأطراف. ودعا البعض إلى انسحاب القوات للحفاظ على دور المدينة المحايد.
ورأى آخرون أنه من المهم حماية المصالح الاقتصادية، وسط مخاوف أمنية.
والمعابر الحدودية بين الجارتين مغلقة منذ اندلاع ثورة فبراير الليبية عام 2011. وحالت التوترات الأمنية دون استمرار حركة المواطنين في المعبر الرئيسي، وكذلك في معبري “تين الكوم وتارات”.
وصول أرتال عسكرية
ولفت التقرير إلى أن مدينة “غدامس” القريبة من المثلث الحدودي الليبي مع تونس والجزائر، والواقعة على بعد نحو 600 كلم جنوب غرب طرابلس، شهدت مؤخراً تحركات عسكرية وأمنية غير مسبوقة، بعد وصول أرتال عسكرية من العاصمة تابعة لوزارة الداخلية والحكومة الليبية.
وكان المجلس البلدي لمدينة “غدامس” دعا إلى اعتصام شامل، مطالباً في بيان له بإخلاء المدينة مما وصفها بـ”التشكيلات العسكرية المسلحة التابعة للدبيبة بعد خلقهم للفوضى وسـرقة الممتلكات الخاصة والعامة، مؤكدا أن خروج هذه القوات هو مطلب كل الأهالي. ومكونات من المدينة، بعضهم يتهم القوات الجديدة بإثارة الفوضى وترويع الآمنين.
فتح تحقيق عاجل
بدوره، أدان مجلس النواب في بنغازي ما حدث في غدامس، ودعا في بيان له إلى “خروج كافة التشكيلات المسلحة من المدينة مهما كانت انتماءاتها” وإسناد مهمة تأمينها إلى مديرية الأمن. رغم تبعية الأخيرة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة التي بدأت بتشكيل غرفة مع رئيس الأركان، وقالت إن هدفها تأمين كامل الشريط الحدودي مع تونس والجزائر.
وطلب مجلس النواب من النائب العام فتح تحقيق عاجل فيما حدث في المدينة التي قال إنها “كانت حاضنة للقاءات الأخوة من أجل الوحدة والمصالحة الوطنية”. في إشارة إلى حياد المدينة طوال الصراع الليبي واحتضانها لجولات الحوار السياسي، وهو ما أكدته البعثة الأممية في أكثر من مناسبة.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، زار وفد من شركة “سوناطراك” الجزائرية المتخصصة في التنقيب عن النفط طرابلس، للإعلان عن عودة أنشطة الشركة التي أوقفت عملها في ليبيا منذ 8 سنوات، ليقوم بعدها رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة بزيارة الحدود الليبية الجزائرية. وأعلن عزمه فتح معبر (غدامس – الدبدب) الحدودي بين البلدين.
المعابر الحدودية
وكانت المعابر الحدودية بين الجارتين مغلقة منذ اندلاع ثورة فبراير الليبية عام 2011، ورغم فتحها مؤقتا عام 2015، إلا أن التوترات الأمنية حالت دون استمرار حركة المواطنين عند المعبر الرئيسي، وكذلك عند منفذ تنال.
المصدر: وطن سرب