2024-11-23 11:02 م

أمل كلوني والقضية الفلسطينية.. صمت أم تجاهل متعمد؟

منذ أن أصبحت زوجة النجم العالمي جورج كلوني، أصبحت أمل علم الدين محط أنظار الإعلام والجمهور، الذين أرادوا معرفة المزيد عن حياتها ومسيرتها المهنية.
 
أمل هي محامية بريطانية من أصل لبناني، تخصصت في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي، وشاركت في عدة قضايا مهمة وحساسة على الصعيد العالمي، لكن في ظل الأزمة الإنسانية التي تعاني منها فلسطين بسبب العدوان الإسرائيلي، تساءل الكثيرون عن موقفها وموقف زوجها من هذا الموضوع.
 
ولدت أمل علم الدين في بيروت عام 1978، وهربت مع عائلتها من الحرب الأهلية في لبنان إلى بريطانيا عام 1982. درست القانون في جامعة أكسفورد وجامعة نيويورك، وعملت في عدة محاكم ومنظمات دولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
كما كانت مستشارة للجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وأعمال إرهابية أخرى في لبنان. تتقن أمل ثلاث لغات: العربية والفرنسية والإنكليزية، وتعد من أبرز المحاميات في مجال حقوق الإنسان.
 
من بين القضايا التي تولتها أمل علم الدين، قضية مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، الذي تطالب السويد بتسليمه لمحاكمته بتهمة الاغتصاب، وقضية رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو، التي اتهمت الحكومة الأوكرانية بالتعسف والانتهاكات بحقها، وقضية عبد الله السنوسي، مدير جهاز الاستخبارات الليبي السابق، الذي وجهت إليه تهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. كما عينها مدعي المحكمة الجنائية الدولية مستشارة خاصة للنزاع في دارفور في السودان عام 2021.
 
تزوجت أمل علم الدين جورج كلوني عام 2014، بعد علاقة استمرت لعام واحد. الزواج أثار اهتمام الإعلام والجمهور، الذين اعتبروا أن أمل هي المرأة التي استطاعت إقناع النجم الهوليوودي بالارتباط بعد سنوات من العزوبية.
 
جورج كلوني هو ممثل ومخرج ومنتج وناشط أمريكي، حاز على عدة جوائز عالمية، مثل الأوسكار والغولدن غلوب. كما عينته الأمم المتحدة رسول سلام عام 2008، تقديرا لدوره في دعم السلام وحقوق الإنسان، خصوصا في دارفور.

أمل علم الدين وجورج كلوني يعيشان في بريطانيا، ولديهما توأمان ولدا عام 2017. الزوجان يشاركان في العديد من الأنشطة الاجتماعية والفنية، ويظهران معا في العديد من المناسبات العامة. ومؤخرا، حضرا العرض الأول لفيلم The Boys in the Boat، الذي أخرجه كلوني، في لوس أنجليس ولندن وسياتل.
 
لكن في ظل الأحداث المأساوية التي تشهدها فلسطين بسبب العدوان الإسرائيلي، تساءل الكثيرون عن موقف أمل علم الدين وزوجها من هذه القضية، خاصة أن أمل هي من أصل لبناني، ولبنان يتعرض أيضا لاعتداءات إسرائيلية مستمرة.
أمل علم الدين لم تصدر أي تصريح أو بيان حول ما يحدث في فلسطين، ولم تعبر عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، رغم أنها قالت في لقاء سابق مع لاجئين سوريين في برلين: «عائلتي من لبنان، وقد هربوا أيضا من الحرب، وكانوا محظوظين بما يكفي لقبولهم في دولة أوروبية. آمل أن تتمكّنوا جميعا في يوم من الأيام من العودة إلى فلسطين الحرّة». ولكنها استبدلت كلمة سوريا بفلسطين في هذا التصريح، مما أثار جدلا وانتقادا واسعا.
 
جورج كلوني أيضا لم يتحدث عن العدوان الإسرائيلي على فلسطين، واكتفى بالتعليق على مقتل المصور الصحفي اللبناني عصام العبد الله، الذي قضى في هجوم إسرائيلي على غزة.
 
قال كلوني: “الأمر كان على هذا النحو منذ زمن طويل، والصحفيون موجودون دائما في الخطوط الأمامية، وليست لديهم حماية كافية".
 
ولكنه لم ينتقد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ولم يذكر أن زوجته هي من أصل لبناني، وأن لبنان يتعرض لهجمات إسرائيلية متكررة، وهو الذي كان قد تبرع مع زوجته عام 2017 لتمويل تعليم 3000 طفل سوري في لبنان. ولكن يبدو أن الزوجين لا يهتمان بمصير أطفال غزة، الذين يواجهون الموت والدمار كل يوم.
هكذا، تظهر أمل علم الدين وجورج كلوني كزوجين متناقضين، فهما يدعيان الاهتمام بحقوق الإنسان والسلام في العالم، ولكنهما يتجاهلان أو يتحاشيان الحديث عما يحدث في فلسطين.
 
ويبقى السؤال: هل هما حقا متضامنان مع الشعب الفلسطيني، أم أنهما يخشيان التعرض للانتقاد أو الضغط من قبل الإعلام أو السياسة أو الصناعة السينمائية؟ وهل هما قادران على استخدام شهرتهما ونفوذهما للتأثير على الرأي العام والمجتمع الدولي لوقف الظلم والعنف ضد الفلسطينيين؟ وهل هما مستعدان للتضحية بجزء من شعبيتهما أو مصالحهما من أجل قضية عادلة وإنسانية؟
 
لا يمكن أن يُعيب أحد على السيدة كلوني حضورها أينما تشاء والمشاركة في أي مناسبة ترغب فيها. ولكن، هل كان من الممكن لها استغلال وجودها الذي يحظى بتغطية إعلامية واسعة لتسليط الضوء على الأحداث في فلسطين؟
 
قد يكون من المفيد استحضار أمثلة من الزمن السابق، مثل الحادثة التي رفض فيها
النجم مارلون براندو تسلم جائزة الأوسكار عام 1973 ومقاطعة الاحتفال؛ دعما للهنود الحمر، وتنديدا بسوء تمثيل السكان الأصليين في صناعة السينما الأمريكية.
 
قد يعزو البعض تصرف آل كلوني إلى الأثمان التي يدفعها المدافعون عن فلسطين وداعموها في هوليوود، وآخرهم النجمة الأمريكية الحاصلة على جائزة أوسكار سوزان ساراندون، ومع ذلك، فإن العدوان على غزة أثبت أيضا أن الواقع في عاصمة صناعة السينما تغير إلى حد ما، في وقت تعلو فيه المزيد من الأصوات ضد الهيمنة الصهيونية واتهامات معاداة السامية.
 
انضمت أمل الشهر الماضي إلى ميشيل أوباما وميليندا غيتس في رحلة إلى مالاوي؛ للتنديد بزواج القاصرات في البلاد بمبادرة من “مؤسسة كلوني للعدالة”، لم تكن غير مبالية بغزة وأهلها لأول مرة.
 
وفي آب (أغسطس) 2014، اعتذرت عن عدم المشاركة في اللجنة الأممية المكلفة بالتحقيق في العدوان الإسرائيلي وانتهاكات حقوق الإنسان التي شهدها، بذريعة “التزامات خاصة”، على الرغم من تأكيدها “إيمانها بأنه يتعين أن يكون هناك تحقيق مستقل، ومحاسبة على الجرائم المرتكبة”.
 
التزامات علم الدين الخاصة لم تمنعها وزوجها عام 2016 من إقامة احتفال في منزلهما لجمع التبرعات للحملة الانتخابية للمرشحة الرئاسية للانتخابات الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون، حيث بلغت قيمة الحضور 34 ألف دولار.
وقد نظم الحدث آنذاك بالتعاون مع رجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي، الملياردير حاييم صبان، الذي يفاخر بأنه من أشد مؤيدي الكيان الإسرائيلي.

في مقابل صمتها المطبق عن الإبادة المرتكبة في فلسطين، لم توفر أمل فرصة لإدانة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، قائلة في اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن في نيسان (أبريل) 2023؛ إن “أوكرانيا اليوم مذبح في قلب أوروبا”.
 
وفي العام نفسه، أبدت رغبتها في محاكمة الرئيس السوري بشار الأسد في “محكمة العدل الدولية” في لاهاي، مشددة على أنها ستكون سعيدة إذا حدث ذلك.