2024-11-27 04:27 ص

حلف المقاومة وحلف الخيانة و - الهولوكوست - الفلسطيني

بقلم: كاظم ناصر
يتعرض الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية لحرب إبادة جماعية يمكن تسميتها بحق ب " الهولوكوست الفلسطيني "، دفعت العالم لمواجهة أكبر أزمة إنسانية منذ المحرقة اليهودية التي قام بها النازيون الألمان في أربعينيات القرن الماضي، ولهذا يجب على الفلسطينيين توثيق كل هذا الدمار الهائل، وهذه الجرائم البربرية التي ارتكبها ويرتكبها الصهاينة ضد أهلنا في غزة والضفة الغربية، وتسميتها رسميا ب" الهولوكوست الفلسطيني "، وإقامة متحف ومؤسسات مجتمع تظهر بشاعتها وهمجيتها، وتعمل على إبقائها حية في الذاكرة الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية لمئات السنين القادمة.
حرب غزة كشفت تحيز ونفاق وأكاذيب الغرب المتعلقة بحرصه على السلام العالمي، والعدالة، وحقوق الإنسان، وأثبتت بجلاء لا لبس فيه صمود وعظمة وتضحيات الشعب الفلسطيني، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لدحر الاحتلال وتحرير فلسطين، وإن فصائل المقاومة في غزة والضفة الغربية، ولبنان، واليمن، والعراق هي الوحيدة التي تدافع عن فلسطين وأهلها، وعن الأمة العربية وكرامتها ومستقبلها، وهي الوحيدة التي تعبر عن شعور الشعوب العربية المؤيدة للمقاومة والمقاومين، الرافضة للاستسلام والمستسلمين، والطامحة للمشاركة في النضال ضد الصهاينة والعرب المتصهينين. أي أن محور المقاومة بتضحياته، ورفضة للذل والاستسلام للدولة الصهيونية ودول الغرب والمتصهينين العرب يمثل الشعوب العربية تمثيلا حقيقيا، ويعيد لها الأمل، وقد يؤدي إلى صحوة سياسية تمهد الطريق لتغييرات سياسية هامة تطيح بالعملاء، وتقود لبزوغ فجر فلسطيني وعربي جديد.
المقاومة الباسلة في غزة والضفة العربية، ولبنان، واليمن، والعراق كشفت ضعف وهشاشة دولة الاحتلال واعتمادها على الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية لحمايتها، وعرت حلف الخيانة والاستسلام العربي، وكشفت تآمر وخذلان وضعف وجبن معظم القادة العرب، خاصة قادة دول التطبيع، ووضعتهم في مأزق سياسي واجتماعي في غاية التردي نأمل أن يتمخض عنه تغييرات سياسية إيجابية توقظ الشعوب العربية، تمكنها من المشاركة الفعلية في القرار السياسي، تجدد حيويتها، وتعزز قناعتها بأهمية انتمائها القومي ووحدتها.
التاريخ خير شاهد على أن الآلام العظيمة تصنع الأمم العظيمة، وسيشهد على أن هذا " الهولوكوست الفلسطيني" كان أكبر جريمة ارتكبها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، وإنه يتناقض مع القيم الدينية والأخلاق الإنسانية، وستكون له تداعيات .. إيجابية ..هامة وخطيرة على القضية الفلسطينية وحلف المقاومة، .. وسلبية ..على وجود ومستقبل دولة الاحتلال، وعلى مصداقية ومكانة ومصالح دول الغرب في المنطقة، وعلى وجود ومستقبل حكام الخيانة العرب.