أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية في ديسمبر الجاري، أن شاحنات تحمل مواد غذائية مرت عبر طريق بري جديد من ميناء “جبل علي” في الإمارات نحو ميناء “حيفا” في إسرائيل.
وهو ما يعد التشغيل التجريبي لمسارات برية جديدة تربط بين الإمارات وإسرائيل عبر السعودية والأردن، بعيدًا عن الطريق البحري المعتاد عبر قناة السويس.
ويأتي ذلك بعد الإعلان عن توقيع اتفاق بين شركات إسرائيلية وإماراتية لتشغيل الطريق البري الجديد، بهدف تجاوز هجمات حركة أنصار الله الحوثي في مضيق باب المندب ضد السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية. بحسب ما أوردت صحف عبرية.
خط مرور المسار الجديد بين الإمارات وإسرائيل
وتتبعت منصة “صحيح مصر” المتخصصة بالتحقق من الأخبار والمصادر المفتوحة في تقرير لها الشركات المشغلة لهذا الطريق، ومالكيها، وحجم التأثير المتوقع على قناة السويس وحجم الملاحة البحرية المارة منها.
وقالت المنصة في التقرير الذي نشرته على حسابها في موقع “إكس” -تويتر سابقاً- إن الطريق البديل يمتد عبر مسارين:
المسار الأول: بين ميناء جبل علي في دبي وميناء حيفا في إسرائيل، مرورًا بمدينتي الرياض في السعودية وعمان في الأردن. وتقطع الشاحنات عبر هذا المسار مسافة 2550 كيلومترًا على مدار 4 أيام فقط.
والمسار الثاني: بين مدينة المنامة في البحرين وميناء حيفا في إسرائيل، ويمر أيضًا عبر الأراضي السعودية والأردنية، وتقطع الشاحنات مسافة أقصر تقدر بحوالي 1700 كيلومتر.
ووفق المصدر ذاته أُعلن عن توقيع الاتفاق بين شركتين الأولى: باسم “بيور ترانس PURE Trans FZCO” وهي شركة مسجلة في الإمارات، والثانية: شركة “تراكانت Trucknet” الإسرائيلية، وتملك علاقات واسعة وقوية مع الحكومة الإسرائيلية.
واضافت منصة “صحيح مصر” أن الطريق الجديد للشاحنات، ليس طريقًا جديدًا بالمعنى المتعارف عليه، ولكن عبارة عن مسارين يعتمدان على عدة طرق قديمة موجودة بالفعل في الدول الأربع ، وتستخدمها الشاحنات للحركة التجارية بين تلك الدول من قبل توقيع الاتفاق.
نقاط التحميل والتفريغ
ولكن الجديد هو أن تحديد “تراكانت” الإسرائيلية عبر تطبيقاتها الذكية أقصر مسار وأفضلها للشاحنات بين الدول الأربعة وفقًا لحجم الشاحنة ونقاط التحميل والتفريغ، للربط المباشر ونقل البضائع بين مينائي جبل علي في الإمارات وحيفا في إسرائيل. كما تقدم تتبع فوري للشاحنات وحالات الشحن، أثناء الرحلة.
ولفت التقرير إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي تتولى فيه الشركة الإسرائيلية تقديم الخدمات التقنية والمعلوماتية للشاحنات ومسارها على طرق التجارة المختلفة من الإمارات إلى إسرائيل. وتتوزع أدوار الشركات الأخرى الإماراتية والبحرينية المشاركة في الاتفاق بين تقديم الشاحنات المستخدمة في نقل المواد، وتقديم الخدمات اللوجستية.
جبل علي
وتابع التقرير أن شركة بيور ترانس “PURE Trans FZCO” الإمارتية، والطرف الثاني في الاتفاق، تتولى بالتعاون مع شركة موانئ دبي العالمية إدارة وتقديم الخدمات اللوجستية عبر الطرق البرية بين دول الخليج العربي وموانئ إسرائيل على البحر المتوسط.
ويُظهر الموقع الإلكتروني للشركة الأولى الإماراتية أنها تأسست في المنطقة الحرة بميناء جبل علي في إمارة دبي الإماراتية. وموقع الشركة الإلكتروني مُسجل على الإنترنت لأول مرة يوم 12 ديسمبر الحالي، أي بعد سبعة أيام فقط من الإعلان عن تشغيل الطريق البري بين الإمارات وإسرائيل.
“عبده قاسم”
وكشفت منصة صحيح مصر عن اسم أحد المهندسين الفاعلين في هذا التطبيع التجاري المدعو “عبده قاسم” وهو مهندس برمجة إسرائيلي ويقيم في تل أبيب، حصل على بكالوريوس العلوم كمهندس كهربائي من معهد إسرائيل للتكنولوجيا عام 2012، بعدما أنهى دراسته للفيزياء في مدرسة القديس يوسف عام 2011. وفي 2016 حصل على دبلومة فى التسويق الرقمي من مؤسسة HackerU الإسرائيلية ومقرها حيفا.
الشركة الإسرائيلية:
الشركة الثانية في الاتفاقية هي “تراكانت Trucknet” الإسرائيلية، المسؤولة عن تتبع الشاحنات وتحديد مسارها، أسسّها رجل الأعمال الإسرائيلي هانان فريدمان في عام 2014، في مدينة إيلات جنوبي إسرائيل، ومدرجة في بورصة تل أبيب، وتداول أسهمها بقيمة سوقية تبلغ نحو 35 مليون شيكل.
ووفقًا لصحيفة معاريف الإسرائيلية، تمتلك مقرات في عدة دول هي: “فرنسا، أسبانيا، رومانيا، ولديها موقعين في إسرائيل بتل أبيب وإيلات”، كما تعمل ببعض دول الخليج العربي.
شركة بحرينية ومالك أمريكي
وقال التقرير إنه على المسار الآخر من المنامة في البحرين إلى حيفا في إسرائيل، تظهر شركة أخرى على خريطة ذلك الطريق، وهي شركة Cox Logistics W.L.L البحرينية، والمتخصص في خدمات النقل والشحن، وتربطها علاقات عمل قديمة مع شركة “تراكانت Trucknet” الإسرائيلية.
وأسس الشركة المذكورة ضابط متقاعد من الجيش الأمريكي اسمه Radford Cox، عام 2016، وكان “Cox” قد خدم في العراق ومنطقة الخليج العربي لفترة طويلة، وتربطه علاقات قوية بالقوات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط.
قاعدة الأمير سلطان الجوية
وفي سبيل ذلك تعاون “Cox” سابقًا مع شركة “تراكانت Trucknet” الإسرائيلية، وذلك من أجل استخدام التقنيات التكنولوجية للشركة الإسرائيلية للشاحنات التي تقدم الخدمات للجنود الأمريكيين المتمركزين في قاعدة الأمير سلطان الجوية بالسعودية.
وتطور الأمر بعد ذلك، إلى تعاون بين شركة تراكانت Truckent وشركة كوكس لوجستيك Cox Logistics W.L.L في نقل البضائع عبر المسار الثاني من الطريق، بين البحرين وميناء حيفا، وفقًا لصحيفة معاريف الإسرائيلية.
وتتذرع إسرائيل بنجاح مشروعها حاليًا في ظل ارتفاع تكاليف التأمين على السفن بنسبة 0.2% بعد هجمات حركة أنصار الله الحوثي على السفن في البحر الأحمر، وفقًا لخبراء النقل. لكن السفينة الواحدة قد تستطيع نقل ما يقترب من 15 أو 20 ألف حاوية مقارنة بالشاحنة التي في الأغلب تتراوح حمولتها بين حاوية أو اثنتين فقط، حسب المسار وقدرة الشاحنة على السحب.
المصدر: وطن سرب