نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تقريراً جاء فيه أنّ «المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين بدأوا على الأرجح يشعرون بالاقتراب من نقطة انعطاف في حرب غزة»، مشيراً إلى أنّ «المرحلة التالية من هذه الحرب قد تشهد إحياء مفاوضات إطلاق سراح الرهائن مع (حماس)، ووقف إطلاق نار يستمر لأسابيع عدة، يليه انسحاب تدريجي من قبل القوات الإسرائيلية، لاسيما من شمال غزة». وتابع التقرير أنّ المسؤولين الإسرائيليين يفكرون في إطالة مدة وقف إطلاق النار لأسبوعين، للسماح لـ«حماس» «بجمع الرهائن المطلوبين وتسليمهم». وبعد انتهاء وقف إطلاق النار، من المحتمل أن تتعهد إسرائيل بسحب قواتها والانتقال إلى العمليات الموجهة، خاصة في الشمال.ووفقاً لأصحاب هذا الرأي، ففي حين يظهر أنّ كبار المسؤولين الإسرائيليين مصرّون على أن تستمرّ الحرب «شهوراً» إضافية، إلا أنّ الهدف الفعلي من هذه التصريحات هو إبقاء «حماس» على عدم دراية بالخطط الإسرائيلية، إذ إنّ «القادة الإسرائيليين»، بحسب «واشنطن بوست»، يعرفون أنهم بحاجة إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب، تشمل على الأقل السماح لجنود الاحتياط «بمغادرة الخطوط الأمامية، والعودة إلى وظائفهم». وفي حين لا تزال خطط إسرائيل «غامضة»، فإنّ المسؤولين الإسرائيليين يتفقون على الأرجح مع الإدارة الأميركية حول الخطوط العريضة، على غرار أن يحكم فلسطينيون من السلطة الفلسطينية على الأرجح القطاع، «بعد (حماس)»، جنباً إلى جنب مع قوة حفظ سلام، تحظى «بدعم الدول العربية المعتدلة الرئيسية»، على أن تكون هذه «الهيئة الانتقالية، بمثابة سلطة إعادة إعمار غزة».
شكل الصفقة المحتملة
على الضفة نفسها، أورد موقع «أكسيوس» الأميركي، نقلاً عن مسؤوين إسرائيليين ومصدر مطلع، أنّ إسرائيل عرضت وقف إطلاق نار لمدة «أسبوع على الأقل»، في إطار صفقة جديدة محتملة لتبادل الرهائن مع «حماس». وفي السياق، يقول مسؤولون إسرائيليون إن الاقتراح يُظهر أن إسرائيل مصممة على استئناف المفاوضات الجادة للإفراج عن المزيد من الرهائن، بالرغم من تمسك «حماس» بموقفها الثابت حول ضرورة وقف القتال بشكل كامل لاستئناف المفاوضات. وطبقاً للموقع، لا يزال «حوالي 130 إسرائيلياً وأجنبياً محتجزين كرهائن في غزة»، من بينهم ثمانية أميركيين.
وتأتي هذه المعلومات بعد لقاء مدير «وكالة المخابرات المركزية»، وليام بيرنز، الإثنين، برئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس «الموساد»، ديفيد برنياع، في وارسو، لمناقشة صفقة محتملة لتأمين الإفراج عن المزيد من الرهائن الإسرائيليين.
وطبقاً لمسؤولين إسرائيليين فإنّ برنياع قدم اقتراحاً إسرائيلياً بشأن كيفية إعادة إطلاق المحادثات حول صفقة جديدة، تضمن الإفراج عن مجموعة من حوالي 40 رهينة، مؤلفة من باقي النساء لدى «حماس»، ورجال فوق سن الـ60، ورهائن آخرين مرضى أو مصابين «بجروح خطيرة ويحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة». ومقابل ذلك، ستوقف إسرائيل إطلاق النار لأسبوع على الأقل، كما قد «تفرج عن سجناء فلسطينيين أدينوا بهجمات أكثر خطورة على إسرائيل، من أولئك الذين أطلق سراحهم في الصفقة السابقة»، بحسب المسؤولين الإسرائيليين، الذين تابعوا أنّ «هناك العشرات من هؤلاء السجناء الفلسطينيين المسنين أو المرضى، ويمكن إطلاق سراحهم كجزء من صفقة إنسانية». من جهته، نقل رئيس وزراء قطر لرئيس «الموساد» رسالة من حركة «حماس»، تطالب بموجبها وقف الحرب في غزة، مقابل تجديد للمفاوضات من أجل إطلاق سراح المختطفين. ورداً على ذلك، قال برنياع إنّه «إذا أرادت (حماس) أن تتوقف الحرب، فعليها إلقاء أسلحتها وتسليم قادتها الذين شاركوا في التخطيط لهجوم 7 تشرين الأول».