أجمعت الكثير من التحليلات العربية والغربية وحتى الإسرائيلية على أن صفقة تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال، بمثابة انتصار للمقاومة وانتكاسة وتقويض لأهداف إسرائيل المعلنة بشأن الحرب على غزة، وتعكس فشلاً ذريعاً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تحرير الأسرى بقوة السلاح.
وتحدث الكثير من الرواد في منصات التواصل عن أن تلك الصفقة تعد نصراً كبيراً للمقاومة الفلسطينية، بدليل استقبال أسرى الاحتلال بفرح واحتفالات كبيرة في حين يجتمع أسرى المقاومة مع ذويهم في إسرائيل بصمت ومشاعر وصفها البعض بالمختلطة.
وبحسب العديد من الرواد استطاعت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، “إرضاخ العدو خاسئاً مغتاظاً وإجباره على إتمام الصفقة في إنجاز لم تفعله جيوش ميزانياتها مئات المليارات من أموال المسلمين.”
وما يؤكد ذلك ما نقلته “الجزيرة نت” عن يديعوت أحرنوت عن المحلل السياسي ناحوم بارنيع الذي كتب مقالاً بعنوان “نستقبلهم بصمت” أكد فيه أنه لا يمكن قرع طبول النصر في إسرائيل، نظراً إلى أن الاحتلال لم يحقق أهدافه ولم يتقدم بأي إنجاز “ولا استطاع إعادة أي محتجز جراء الحرب التي تكبد فيها خسائر كبيرة وقبل صفقة التبادل بشكل مفاجئ وعلى مضض.”
ومجرد مناقشة موضوع وقف إطلاق النار في غزة فإن نتنياهو يواجه خطر التفكك والانهيار ولهذا فهو يحتفي بما فعله كأنه إنجاز، فهو يفضل دفن رأسه بالرمال على الخروج وإعلان حقيقة أنه رضخ للقسام حسب بارنيع.
صفر إنجازات للاحتلال في غزة!
وفي هذا السياق قال الناشط السياسي والإعلامي اليمني لطف الفتاحي: “بطولات وفداء واقدام وصمود المقاومة الفلسطينية في غزة لم تستطيع الجيوش العربية تحقيق ذلك بعام 1948/ 1956 1967/ 1970حتى عام 1972”
وتابع موضحا: “باءت تلك الجيوش في الهزيمة امام اسرائيل بغضون ساعات في زمان لا يتجاوز عدد سكان الصهاينة بالاراضي الفلسطينيه حوالي 400 الف”.
وبحسب ما أكدته إحدى المغردات على منصة (إكس) وحسبما رصدته “وطن” فإن الاحتلال لم يحقق أي إنجازات رغم شهر ونصف من الحرب الوحشية التي شنها ضد قطاع غزة.
وتقول المغردة: “إعلان هدنة لمدة أربعة أيام انتصار للمقاومة ! شهر ونصف من بداية حرب الجيش الأكثر جهوزية في العالم كله لم يستطع تحرير أسير واحد ولا معرفة مكانه. بينما كتائب القسام كل يوم تنشر فيديوهات لاستهدافها آليات وجنود جيش العدو بمتفجرات يضعها بيده على الدبابة لتفجرها”.
بينما أشارت “وفاء أمير” إلى صفقة تبادل الأسرى ومشهد الأسيرة التي لوحت لكتائب القسام خلال عملية تسليمها معلقة: “تلويح المرأة المسنة لكاميرا لـ كتائب القسام لحظة إطلاق سراحها لم تأتي من فراغ بل بسبب ما رأته عن صدق من حسن المعاملة فقط من سوف يتألم هم الصهاينة العرب”.
“وعد السنوار لتعودي الدار”
وكتب حساب يمني أصيل: “وعد السنوار لتعودي الدار.. يارب لك الحمد على هذا الانتصار العظيم فوالله تحرير الأخوات من سجون الصهاينة أكبر انتصار”.
وأضاف المغرد: “المقاومة فكت الحصار الذي عجزت عن كل دول العمالة، وأدخلت المساعدات وحررت أسرى وأسيرات”.
وكتب حساب محمد جمال على منصة إكس عن صفقة تبادل الأسرى ورضوخ الاحتلال الإسرائيلي: “راوغ العدو أكثر من مرة لإبرام هدنة مؤقته ظنًا منه انه سيستطيع تحرير الأسرى بالعمليات العسكرية والأمنية”.
وأضاف جمال أنه: “بعد إقتناعه (الاحتلال) بالفشل وافق العدو على هدنة بشروط المقاومة، مما لا شك فيه أنه انتصار مبدئي للمقاومة في حرب ما زالت قائمة والقادم يقينًا بالله سيكون لصالح المقاومة”.
ونشر مغرد آخر كاريكاتيراً معبراً للغاية يظهر كيف يجثوا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على ركبتيه للتوقيع والإقرار بالهدنة مجبراً لا مخيراً، فيما يجلس مقابله أحد جنود القسام ويضع رجله فوق أخرى في إهانة كبرى للاحتلال.
تخاذل حكام العرب وجيوش تحمي أمن إسرائيل
وخلال الأيام الماضية تحدث ناشطون عن أن الأنظمة الرسمية العربية ليس مطلوبا منها إرسال جيوش لتحارب في قطاع غزة، بل المطلوب منهم اتخاذ موقف عربي موحد لإنقاذ السكان من المأساة الإنسانية المتعلقة بحصار وقتل شعب أعزل.
وبعيدا عن موقف الشعوب العربية الثابت الداعم لفلسطين، تنقسم مواقف الأنظمة العربية إلى مواقف تتماهى مع الموقف الإسرائيلي في إلقاء اللوم على المقاومة الفلسطينية، ومواقف أخرى تحاول الضغط باتجاه وقف إطلاق النار، ومواقف ثالثة “خارج الخدمة ولا صوت لها إزاء ما يحدث في غزة”.
المصدر: وطن سرب