2024-11-25 04:55 م

مصير صفقة التطبيع السعودي الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى

قالت صحيفة “ذا نيويورك تايمز” الأمريكية، إن ما سمته الصدام الراهن بين إسرائيل وحركة حماس يهدد بالتحول إلى صراع إقليمي، ويعرض للخطر جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مساعديه منذ أشهر لدفع السعودية إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

جاء ذلك بعد ساعات من إطلاق حماس وفصائل فلسطينية أخرى فجر السبت، عملية طوفان الأقصى، ردا على اعتداءات الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساته.وقال تقرير ذا نيويورك تايمز حول مصير التطبيع السعودي الإسرائيلي، إن المسؤولين الأمريكيين، وبينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، حذروا حتى قبل هذه الحرب من أن الدبلوماسية المعقدة بشأن التطبيع قد لا تؤتي ثمارها.

والسبت، كان بلينكن يجري اتصالات في البيت الأبيض مع نظرائه الأجانب بشأن الصراع الجديد، وركز هو ومسؤولون أمريكيون آخرون على وقف الحرب، وليس على الدبلوماسية بشأن التطبيع السعودي الإسرائيل.

وسبق أن قدمت السعودية مطالب كبيرة للولايات المتحدة، بينها معاهدة الدفاع المشترك، لكن المسؤولين الأمريكيين والعرب من المنطقة قالوا في محادثات خاصة في الأسابيع الأخيرة إنهم يعتقدون أن الجزء الأصعب في المحادثات سيكون إقناع الحكومة اليمينية (الإسرائيلية) برئاسة بنيامين نتنياهو بمنح الفلسطينيين تنازلات كافية لإرضاء السعودية والقادة الأمريكيين.

وأشار تقرير مصير التطبيع السعودي الإسرائيلي بعد الصدام بين إسرائيل وحماس إلى أنه مع إعلان الاحتلال الآن أنه في حالة حرب مع غزة، فإن احتمالات تقديم مثل هذه التنازلات تبدو أكثر قتامة.

بيان سعودي عن عملية طوفان الأقصى
وكانت وزارة الخارجية السعودية، قد أكدت في بيان لها، السبت، أن المملكة حذرت مرارا من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته.

ودعت الوزارة إلى تفعيل عملية سلام ذات مصداقية تؤدي إلى حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

وأثار عدد من النشطاء والإعلاميين في السعودية والإمارات، حالة غضب واسعة عبر مواقع التواصل بعد موقف وصف بالمخزي تجاه الشعب الفلسطيني والمقاومة، والدفاع عن الاحتلال وإسرائيل صراحة.

توقف مفاوضات السلام
ومنذ 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب بينها تمسك تل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من إقامة دولة فلسطينية.

ووفق التقرير، يتعارض هذا المنظور السعودي بشكل مباشر مع وجهات النظر التي عبر عنها كبار المسؤولين الإسرائيليين حتى قبل الحرب الجديدة، وأشار إلى أن اندلاع أعمال العنف سيخلق مسافة أكبر بين الحكومتين.

ونقل التقرير عن الباحث السعودي المختص في سياسة بلاده تجاه إسرائيل عبد العزيز الغشيان، قوله إن هذا التصعيد يمثل انتكاسة للمسؤولين الذين كانوا يدفعون باتجاه التطبيع، موضحا أنه لا يبدو الأمر مشجعا بالنسبة لآفاق هذه الصفقة الضخمة.

وضع صعب
وسبق أن أظهرت استطلاعات للرأي، أن غالبية السعوديين يعارضون إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وأن التعاطف مع القضية الفلسطينية لا يزال مرتفعا.

ومن المرجح أن تؤدي حرب واسعة النطاق إلى ظهور هذه المشاعر على السطح وتأجيجها؛ ما يخلق وضعا صعبا بالنسبة للحكومة السعودية.

المصدر: الوطن سرب