بقلم: سمير حباشنة
لم تكد تهدأ الأوضاع بعد في بلادنا في اليمن / سوريا / ليبيا و العراق، حيث مازالت الأمور في هذه الأقطار العربية التي ابتليت بحروب ضروس مدمرة لم تبق ولم تذر، ومازالت أوضاع مقلقة مفتوحة على كل الاحتمالات، أن تنتهي الأمور لنهايات سعيدة تنهي المشهد الدراماتيكي المأساوي المؤلم، أو تتجدد لا سمح الله نحو انزلاقات أكثر خطورة. فالحرب على سوريا من التحالف الصهيوني الداعشي لازالت مستمرة، و اليمن يعيش في ظلال مرحلة إنتظار.. هدنة هشة، نأمل أن تنتهي بحوار الكلمة كبديل البندقية والرصاص.
والأمر نفسه في ليبيا، إذ مازالت الأوضاع في المنطقة الرمادية عسى أن تنتهي حوارات الأشقاء هناك الى إنتخابات رئاسية و برلمانية تصون وحدة الشعب والأرض وتعيد السلام لهذا البلد العربي العزيز.
العراق والكويت ..
إنني أتمنى على الأقلام العربية الواعية، من أن تنبه من خطورة بذر بذار جديد للفتنة في أكثر من منطقة عربية، فالعلاقات بين العراق والكويت التي قد بدأت بالتحسن متجاوزة نتائج الغزو العراقي لجاره الكويت. فإننا نلمس اليوم إعادة إحياء مشكلة الحدود بينهما، وذلك التنابذ الإعلامي والحوارات غير الودودة والاتهامات المتبادلة بين مثقفين لكلا الجانبين، بحيث يتم تضخيم مشكلة منطقة أم قصر الحدودية والتنازع على بضعة أمتار! و كذلك خور عبدالله والمنطقة الحرام و ما شابه..!
وهي مسائل بسيطة وهامشية يجب أن لا ينفخ بها الأعلام و بعض المثقفين في كلا الجانبين، فيتجدد العداء بين الأشقاء وهو الذي لانريده كعرب و كما أنه لا يصب في مصلحة الكويت ولا العراق.
“2”
وفي ذات السياق فما يقال عن خلافات تتعلق بحقل “الدرة النفطي والغازي” والمسمى إيرانياً حقل ( ارش ) حيث تدعي كل من الكويت و السعودية و العراق و إيران، كل منهما أحقيته بهذا الحقل، وكأنها مقدمات لإعادة أجواء التوتر التي بدأت بالانفراج خصوصاً بعد الاتفاق المبارك بين السعودية وإيران .
وهنا نتمنى على قادة هذه الدول أن لا يسمحوا لمسألة صغيرة أن تعكر الأجواء وتبث الغيوم السوداء في علاقات دول الخليج العربي وإيران، ما يسمح للأخرين أصحاب المصالح المضادة أن يتسللوا فيجعلوا من هذا الخلاف الصغير كبيراً، ومن الاستثناء قاعدة.
لبنان..
وكأنني أرى أن هناك من يحاول زرع بذور الفتنة في لبنان، المهيأ لالتقاط أي حدث، نظراً لظروف لبنان السياسية القلقة والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة حيث تكون لا سمح الله شرارة تؤدي إلى انهيار الأوضاع في لبنان وعلى كل المستويات.
وأقصد تلك المواجهات التي ليست في وقتها ولا في مكانها بين قوى متحاربة في مخيم عين الحلوة أو الحادث المؤسف في منطقة الكحالة و الذي يذكرنا بالاعتداء على تلك ( الحافلة ) التي كانت شرارة اندلاع الحرب الأهلية في لبنان ولمدة 15 عاماً (1973-1988).
لذا فأنني أتمنى على القوى الحية في لبنان من أحزاب لبنانية و فصائل فلسطينية أن تتنبه إلى ذلك وأن لا يتم الزج بلبنان في مواجهات داخلية تعني نقل الصراع من جهتها الرئيسة مع إسرائيل إلى صراع عربي عربي.
فلسطين..
وأن أكبر إيذاء يمكن أن يقع على قضيتنا المركزية فلسطين، هو ذلك الصراع الخفي على خلافة الرئيس عباس، حيث نتمنى أن يتم تفعيل مؤسسات القرار في منظمة التحرير الفلسطينية و في السلطة الوطنية تجنباً لأية مواجهات محتملة مستقبلياً مع أهمية إنجاح الحوار الفلسطيني وإعادة الوحدة الجغرافية والإدارية للبلاد..مع تذكير أشقائنا في فلسطين، في بديهية، بأن أي خلاف داخلي بين أطراف المعادلة الوطنية الفلسطينية يبقى خلاف هامشي مقارنة مع الاحتلال ومشروعه الإحلالي على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
وبعد..مطلوب بإلحاح قتل بذور الفتنة قبل أن تبرعم، فكل فتنة عربية في أي بلد هي بذور الشيطان وكلها تصب في مصلحة المشروع الصهيوني الذي يعيش وينمو ويكبر على مذبح الخلافات العربية.
والله و مصلحة العرب من وراء القصد .
وزير داخلية اردني سابق
المصدر: رأي اليوم