بقلم: سهير فهد جرادات
السياسة الأردنية المتبعة في اختيار النخب السياسية وصناع القرار تعتمد على تطبيق شعار: “من دخل السيستم فهو آمن”، وتعني أن من دخل “السيستم” وأصبح في موقع المسؤولية، وتولى منصبا حكوميا وخاصة في المؤسسات الحساسة، يعيش في آمان الى حين استحقاق “أقرب الأجلين”: بإحالته إلى التقاعد لانتهاء دوره واستنفاد جميع المناصب والمراكز، او أن يُحارب من السيستيم نفسه!!
يُستخدم تعبير “السيستم” عند الحديث عن نظام تعيين المسؤولين، أو عند تقديم الرعاية لهم بإيجاد وظيفة او تنفيعة ما، بعد خروجهم من المنصب، الى جانب رعايتهم خلال وجودهم في السيستم.
كثرة “الزعلانين” لخروجهم من السيستم عكست بظلالها على تشكيلة مجلس الأعيان او ما يعرف بـ “مجلس المرضوة” حيث تم تخصيص نحو ثلثي مقاعده الى “الباشا الحردان” و”النائب الراسب” و”المعارض التائب” و”الوزير المقصر”، والبقية الباقية هم من أصحاب الخبرات والمؤهلات التي يتم الاعتماد عليهم داخل المجلس، حتى تحول الى “مستودع للحردانين”!.
وينطبق الأمر على “تعيينات الخارجية” التي تفتح أبوابها أمام “تعيين سفراء” لا خلفيه دبلوماسية لهم، وشهدنا “باشوات” تحولوا من الجانب العسكري الى الدبلوماسي، الى جانب وزراء تحولوا الى سفراء.
أما الباب الآخر وهو “باب التنفيعات” المالية، من خلال توزيع “الخارجين من السيستم” على مجالس إدارة الشركات والمؤسسات “رؤساء أو أعضاء”، وظيفتهم “تمرير القرارات”، والقبض على كل جلسة وتمثيل، وبذلك يتم ضمان عدم “انقلابهم” على السيستم.
هناك بعض افراد عائلات يدخلون “السيستم اوتوماتيكيا” وبالأحرى “وراثيا” ويستمرون داخل السيستم الى ما لا نهاية، وهناك من ينقلب فور خروجه من السيستم ويتحول الى استعراض بطولاته ، ويتوجه للنقد والحديث عن الفساد ، ويتخصص بالحديث عن “خراب البلد”، وأنها تسير باتجاه خاطئ .
من العبارات التي تترد على لسان “أهل السيستم”؛ من وضعك في السيستم هو المسؤول عن تدبيرك ، وإيجاد أي وظيفة أو أي “قُرنة” تقف فيها الى أن يحين الوقت لإعادتك الى السيستم، صحيح ان “دخول السيستم مش مثل خروجه”، هناك اشخاص خرجوا من السيستم نهائيا لان دخولهم جاء مرحليا لتمثيل منطقة او عشيرة او جهة او كوتا او حرفهَ او تحسين الوضع المالي، وهناك من خرج من السيستم “طواعية” بعد أن اكتشف أن الخدمة في السيستم لا تتناسب مع شخصيته غير القادرة على التعامل مع اللولبيات والشللية، والتي لا تقوى على المناكفة السياسية داخل السيستم.
وأنت يا مواطن بما انك “خارج السيستم”، ما عليك إلا تتبع مسار “أهل السيستم” من أصحاب الحظوة…
كاتبة وصحافية أردنية
Jaradat63@yahoo.com