2024-11-25 07:14 ص

ملاحظات بشأن مرحلة ما بعد الصراع في السودان 

2023-04-29

من المحتمل أن تتلاشى تغطية وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية مع تباطؤ عملية إجلاء الرعايا الأجانب من السودان نتيجة أعمال العنف في البلاد، وستنتقل وسائل الإعلام إلى صراعات أخرى، ولن تجذب موجة اللجوء المتوقعة هرباً من الاشتباكات سوى الحد الأدنى من الاهتمام الدولي.
وقد أدى التركيز على عمليات الإجلاء إلى تهميش القضايا طويلة المدى التي تواجه السودان، وستراقب الدول الأجنبية والجهات الفاعلة شبه الحكومية التطورات باهتمام شديد، خاصة إذا استمرت الاضطرابات حتى ينجح أحد الجنرالات المتنافسين على السيطرة في النهاية، وفقاً لمنصة “أوبن ديموكراسي”، التي أشارت، ايضاً، إلى أن السودان محاط بحالة من غير الاستقرار حيث يتواصل الاقتتال الداخلي في جنوب السودان وشهدت تشاد في الغرب انقلاباً في الفترة الأخيرة ولا تزال ليبيا في الشمال الغربي غير مستقرة منذ حرب 2011، وإلى الشرق، توجد حالة من عدم اليقين في إريتريا وإثيوبيا.
وبحسب ما ورد، قد تؤدي هذه الظروف إلى قلق دولي نابع من عوامل إنسانية، ولكن الهاجس الحقيقي سيتجه نحو قاعدة الموارد الكبيرة في السودان وإمكانيات التنمية الاقتصادية مع 45 مليون نسمة وثالث أكبر مساحة في أفريقيا، وبالإضافة إلى توفير مجال كبير للطاقة الكهرومائية، فإن نهر النيل لديه إمكانات لاستخدامات الري، التي يمكن أن توسع بشكل كبير القاعدة الزراعية في البلاد، والسودان هو ثالث أكبر منتج للذهب في أفريقيا، ولديه رواسب غنية من الكروميت والمنغنيز واليورانيوم، وقد تم تقييد الكثير من احتمالات استغلال هذه الأشياء حتى الآن بسبب سوء الإدارة وتأثير العقوبات الدولية المفروضة على السودان.
وتحدث الباحث بول روجرز في مقال ” “أوبن ديموكراسي” عن محاولات العديد من الأطراف الإقليمية والدولية لتحقيق مكاسب في السودان مشيراً إلى أمير الحرب الجنرال الليبي خليفة حفتر، الذي قدم أسلحة لقوات الدعم السريع استعداداً للقتال الحالي، وروسيا، التي تحاول الوصول إلى الموانئ السودانية، بينما ورد أن مجموعة فاغنر الروسية قد قدمت عربات مدرعة وتدريبات مقابل امتيازات تعدين الذهب.
وتحافظ الصين على مصلحة في السودان مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كما أشار روجرز إلى دور لإسرائيل في هذه “اللعبة الكبيرة” المحتملة حيث زار وفد من الموساد الإسرائيلي الخرطوم، العام الماضي، للعمل على مكافحة الإرهاب والتعاون الاستخباراتي.
وباختصار، المشهد مهيأ لمنافسة شديدة من قبل الدول والجهات الفاعلة الراغبة في الوصول إلى السودان إذا تم استعادة بعض مظاهر الاستقرار.
وبالنسبة للباحث روجرز، فإنه من غير المتوقع رصد عملية حقيقية للانتقال إلى الديمقراطية في مرحلة ما بعد الصراع.

المصدر: القدس العربي