2024-11-27 09:38 م

.كش ملك

2023-03-20

بقلم: حمدي فراج
     بعد أيام قليلة من فتح الصفحة السعودية الإيرانية، جاءت الصفحة الإماراتية سريعا، حيث قام مستشار الامن القومي الإيراني علي شمخاني بزيارة رسمية الى الامارات، والتقى رئيس الامارات، وسواء مع السعودية او مع الامارات، فإن المحادثات تضمنت إقامة علاقات ذات طابع شامل واستراتيجي يتطلب كما يقول المراقبون بناء الثقة المتبادلة كي تتجذر و تترسخ هذه العلاقات. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هل يعقل ان تكون الثقة بإسرائيل أكثر منها بايران، و هل اذا وثق العرب بـ"إسرائيل" بعد اتفاقيات "ابراهام" التي فرضت عليهم بين ليلة و ضحاها، هل تثق "إسرائيل" بهم بعد الصفحة الإيرانية الجديدة .  

  الامر برمته تقريبا متعلق بـ"إسرائيل"، التي تناصبها ايران عداء عقائديا مطبقا ، في حين لا تخفي "إسرائيل" تنفيذ عمليات قتل و تفجير في عمقها ، و تهددها بتدمير مفاعلاتها النووية ، و لهذا أقدمت الامارات على إلغاء او تأجيل زيارة مسبقة لنتنياهو للمرة الثانية منذ فوزه قبل ثلاثة اشهر ، في حين رفضت السعودية منح تأشيرات دخول لفريق إسرائيلي لحضور مؤتمر سياحي دولي تنظمه الأمم المتحدة دون ابداء الأسباب. لا تخفي "إسرائيل" فجيعتها بهذه العلاقة الخليجية الجديدة مع ايران ، فبعد ان كان برنامج نتنياهو الانتخابي تدشين علاقات دبلوماسية مع الرياض، اصبح اليوم يتجنب هذا الموضوع ، بل لربما انه أقر ذاتيا انغلاقه بالكامل حين وجه الاتهام لخصمه المعارض يائير لابيد بإغلاقه .  

  الصفحة الخليجية مع ايران ، التي ستنضم اليها البحرين عاجلا ام آجلا، بناء على الطلب الاماراتي، تتطلب حتى تصبح استراتيجية ، ان لا تكون على حساب الشعب العربي الخليجي، لا بد من حرية هذه الشعوب، حرية الرأي والمعتقد والفكر وتشكيل الاحزاب والانتخابات الدورية في اختيار من يحكمها لفترة محددة ، و هنا نحن لا نبحث عن الديمقراطية الغربية الشكلية المتكثفة في اجراء الانتخابات و حرية رأس المال ، فالذي معه المال يترشح و يفوز ، و حتى عندما يخسر ، يفوز في الدورة القادمة ، و يبقى الحكم متداولا بين حزبين لا ثالث لهما ، منذ نابليون و هتلر و تشيرتشل و موسوليني و ايزنهور وانتهاء بترامب و بايدن ، ما عبر عنه كارل ماركس قبل حوالي مئتي سنة ، من انها ديمقراطية ان يختار المواطن السوط الذي يجلد به كل اربع سنوات مرة . انظر الى ما يحدث اليوم في فرنسا و بريطانيا وألمانيا ، و كذلك في "إسرائيل" الديمقراطية اليتيمة في الشرق الأوسط ،  التي تأكل نفسها على نحو لا نكاد نحن الفلسطينيين الخاضعين لاحتلالها و قرفها منذ وعد بلفور ، لولا ما نسمعه عنها على ألسنة زعمائها و قادتها السياسيين والعسكريين والامنيين والإعلاميين والاكاديميين والمفكرين والمبدعين والموسرين . أحد المحللين الكويتيين استخدم في الصفحة الخليجية الإيرانية فيما يتعلق بإسرائيل تعبير : كش ملك .

المصدر: وطن