2024-11-27 07:28 م

هل كان يهوه مجنوناً...؟!

2023-02-01

بقلم: نبيه البرجي
دون العودة الى الميثولوجيا العبرية التي تقول انه كان، من كهفه، يرشق السابلة بالحجارة، يصرخ الكاتب اليهودي الأميركي بيتر بينارت في وجه بنيامين نتنياهو "هل كان يهوه مجنوناً...؟"، وما اذا كان يدري الى أين يقود اليهود. "حتماً الى شكل ما من أشكال المحرقة".

هذا بعدما كان البروفسور شلومو صاند قد ذكّر الساسة بأن الفلسطينيين "كائنات بشرية تتألم، وتحلم، مثلنا. ولا ذنب لها سوى أنها وجدت على هذه الأرض". ولكن هل من كتاب آخر، غير التوراة، ويفترض أن يكون منزلاً، يقول "ولولي أيتها الأبواب، اصرخي أيتها المدينة"؟

كيف يكون هناك تشريع الهي للقتل، وللتنكيل، وللاغتصاب، ولهدم المنازل، وللترحيل، مع أن العرب احتضنوا اليهود عبر الأزمنة، في المشرق، وحتى في دواوين الخلفاء، أو في الأندلس

نعلم ما كان موقع موسى بن ميمون في البلاط الأندلسي، اضافة الى فلاسفة، وعلماء، وشعراء، يهود من بينهم شلومو بن يهودا الذي كتب عن(البكاء من أجل صهيون)، وحسداي بن شفروط، وافرام بن عزرا، ويهودا بن عزرا،وشلومو بن يهودا، اضافة الى أبي الحسن يهوذا اللاوي (يهوذا هاليفي) الذي كتب قصائده بالعربية.

عشرات الآلاف تظاهروا في تل أبيب ضد سياسات من دعاه أحدهم بـ "الفوهرر اليهودي"، ليتزامن ذلك مع آراء مثيرة ضجت بها مواقع التواصل. بعضها اعتبر أن "القادة اليهود يحفرون القبور لليهود"!

لاحظنا ردات الفعل العالمية، وان كانت الدول الغربية الغارقة في المتاهة الأوكرانية، تتعاطى، في الكثير من الأحيان، مواربة مع الهيستيريا الاسرائيلية. أما أميركا فكل ما يعنيها الحيلولة دون أي انفجار في الشرق الأوسط ينعكس كارثياً على حربها في الشرق الأوروبي. ولكن الى أي مدى يمكن احتواء الاحتمالات؟

ليس فقط بمنتهى الغطرسة يتعامل المسؤولون الاسرائيليون مع مواقف مجلس الأمن بل بأسلوب قطّاع الطرق، بعدما كان حاييم وايزمان يوحي بأن "بناة اسرائيل"، أي الوافدين الى "أرض الميعاد" يختزلون ديناميكية القيم في المجتمعات الكبرى.


ازدراء لا نظير له لقرارات المنظمة الدولية. لم يحدث مثل ذلك في أي دولة أخرى. مجموعة من "الغانغستر" يحكمون دولة مدججة حتى أسنانها بالسلاح، حتى بالسلاح النووي، أيضاً بتلك الحمولة الايديولوجية الصارخة، لا اكتراث لا بآراء الداخل ولا بآراء الخارج.

ما هو تعليق السيدة أميركا التي تلاحق دولاً أخرى بالعقوبات القاتلة اذا ما ألقت حجراً على اسرائيل، أو اذا ما صرخت في وجه اسرائيل؟

بني غانتس وصف نتنياهو بالفأر الذي يتسلل عبر الثقوب تفادياً للمثول أمام القضاء لارتكابات مالية، وان كانت "هاآرتس" تعتقد أن المطرقة ستظل تلاحقه حتى يقع...

اسئلة في اسرائيل حول ما اذا كان اليسار الذي بدا، في السنوات الأخيرة، وقد أصيب بالسكتة الدماغية، يعود الى الحياة من جديد. هذا لا يمنع رانا لافايس (حركة نحلاه الاستيطانية) من اتهام الأميركيين بالوقوف وراء التظاهرات باعتبار "أن هذه الثعابين لا تخرج من جحورها الا اذا حركت بالعصا".

بين هذه "الثعابين"، أساتذة جامعيون، وجنرالات ووزراء سابقون، وباحثون، وكتّاب، وصحافيون. أي منطق ذاك الذي يحكم العقل السياسي في اسرائيل؟

اذ راهن بعض المغفلين على أن يتمكن بنيامين نتنياهو من احتواء كل من ايتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، يبدو جلياً أن العكس هو الذي يحصل. التماهي السياسي، والايديولوجي، بين زعيم الليكود وكل من زعيم "العظمة اليهودية" وزعيم "الصهيونية الدينية".

بعضهم وصفه بـنيرون "الذي يحرق أورشليم" ما دام الذي يعنيه، بالأساليب الزبائنية التي انتهجها منذ دخوله عالم السياسة، ليذكّروا بأن اسرائيل مهددة بالانقسام، وبالصراع العسكري بين اليهود واليهود، كما حدث اثر وفاة الملك سليمان.

آنذاك تحولت مملكة اليهود الى مملكتين (اسرائيل ويهوذا) اندلعت الحرب بينهما الى أن اندثرتا. في زمن هؤلاء المجانين، كل شيء ممكن، ولو بعد حين...

المصدر: الديار اللبنانية