2024-11-23 12:26 م

“سفير التطبيع” الأمريكي يثير جدلا واسعا في تونس

2022-12-24

أثارت مصادقة واشنطن على تعيين الدبلوماسي الأمريكي المعروف بمواقفه المؤيدة للتطبيع مع إسرائيل، جوي هود، سفيرا لها في تونس، جدلا واسعا في البلاد، دفع البعض لمطالبة الرئيس قيس سعيد برفض قبول أوراق اعتماده.

ووافق مجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس، على تعيين جوي هود رسميا في منصب السفير فوق العادة ومفوض الولايات المتحدة الأمريكية في تونس.

وكان هود ألقى في تموز/يوليو الماضي أمام الكونغرس الأمريكي خطابا مثيرا للجدل، قال فيه إنه سيستخدم جميع أدوات النفوذ الأمريكي للدعوة إلى العودة إلى الحكم الديمقراطي وتخفيف معاناة التونسيين من حرب بوتين المدمرة، وسوء الإدارة الاقتصادية، والاضطرابات السياسية.

كما أكد أنه سيدعم جهود تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل في المنطقة، مشيدا بـ”الاتفاقيات الإبراهيمية” التي وقعتها إسرائيل مع بعض الدول العربية.

وعبر الرئيس قيس سعيد، حينها، عن رفضه التدخل في الشأن الداخلي لتونس، إذ أكد خلال لقائه وزير الخارجية عثمان الجرندي أن “تونس دولة حرّة مستقلّة ذات سيادة، وأن سيادتنا واستقلالنا فوق كل اعتبار”. كما أكد أن “من بين المبادئ التي يقوم عليها القانون الدّولي مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.

وقامت الخارجية التونسية باستدعاء ناتاشا فرنشيسكي، القائمة بأعمال السفارة الأمريكية، للتعبير عن احتجاجها على “التصريحات غير المقبولة” لهود.

وتحت عنوان “السيادة الوطنية تحضر وتغيب”، كتب المحلل السياسي إبراهيم الوسلاتي “ما الذي تغير حتى تقبل تونس بالسفير الجديد والذي تزامن تعيينه مع زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن للمشاركة في القمة الأمريكية الأفريقية واجتماعه بتلك الطريقة مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن؟”.

وأكد الكاتب العام للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، بشير العبيدي، أن اتفاقية فيينا لعام 1961 تخوّل لتونس رفض اعتماد أي ممثل دبلوماسي لأي دولة ودون تقديم أسباب ذلك”، مطالبا الرئيس قيس سعيّد “باستعمال حقه في رفض وثائق اعتماد السفير الأمريكي الجديد”.

كما حذر من خطورة تصريحات السفير المذكور، أمام الكونغرس، والتي اعتبرها تعديا صارخا على السيادة الوطنية، خاصة المتعلقة باستعانته بالجيش التونسي للحفاظ على الحقوق والحريات.

ودون الناشط خليفة الشواشي “اختيار أمريكا هذا التوقيت لتعيين جوي هود صاحب التصريحات الوقحة والتدخّل السافر في الشؤون الداخلية التونسيّة التي أدانتها أغلب القوى والمنظمات الوطنية الى جانب الرئاسة والخارجية التونسيّة، سفيرا لها في تونس ليس بريئا”.
وكتب المدون ماهر عباسي “جوي هود قال إنه سيستعمل النفوذ الأمريكي كي يرجع تونس للنظام الديمقراطي، وسيعمل من أجل نشر التطبيع مع إسرائيل. هذان الموقفان هما في صدام مباشر مع مواقف الرئيس قيس سعيّد من السيادة الوطنية والتطبيع مع إسرائيل”.

وأضاف “ثمة فرضيتين: الأولى هي أن يبقى قيس سعيد وفيا لمواقفه ويرفض اعتماد هذا السفير، والثانية هي أن يقبل اعتماد السفير الجديد ويسقط آخر ورقة توت عن الثرثرة اليومية التي صدع بها رؤوسنا حول السيادة الوطنية وتجريم التطبيع”.

المصدر: القدس العربي