2024-11-24 01:05 م

لقاء بايدن- زيلينسكي.. استعراض العضلات العسكرية 

2022-12-24

د. إيمان شويخ
بابتسامة عريضة تخبىء درجة عالية من الابتهاج والفرحة، استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الحالي، ولم تكفي لغة جسد بايدن ليبعث رسائل رضاء تام عن زيلينسكي وتطبيقه للمخطط الأمريكي والأوروبي في مواجهة روسيا، بل ذهب أبعد من ذلك من خلال اعتبار زيلينسكي رجل العام.
لكن رجل العام هذا كانت لغة جسده تحوي الكثير من الانكسار والخيبة وعدم التصديق، وكأنه يعلم علم اليقين أنه دمية بيد بايدن لكنه يريد أن يعيش كذبة أنه رجل العام، فهو ذهب مشتت الفكر بين ترجي بايدن والبيت الأبيض لوقف الحرب مع روسيا والخلاص من السخط الأوروبي عليه، وبين طلب المساعدات العسكرية لخوض حرب لن تنتهي إذا بقيت أوكرانيا التي تحوي غالبية روسية في شرقها مستمرة في تصعيدها.
أما التصفيق لزيلينسكي والابتسامات الساخرة، فهي تعبّر عن تحفيز أمريكا لأوكرانيا لمواصلة الحرب بالوكالة على روسيا، وصحيحٌ أنّ زيلينسكي حصل على إعلان أميركي بمنح كييف منظومات الدفاع الجوي من طراز باتريوت، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قابل الإعلان الأمريكي بإعلانه تزويد القوات النووية بالمنظومات فرط الصوتية والصواريخ العابرة للقارات الجديدة “ليس لها مثيل في العالم”.
غير أن استعراض العضلات العسكرية بين الطرفين وتبادل الرسائل التصعيدية بين موسكو وواشنطن في الملعب الأوكراني، قد لا يكون تعبيرًا عن نية التصعيد على الأرض وربما يكون هذا التكتيك السياسي ردعي من باب إيصال التصعيد للذروة تمهيداً لتنفيسه.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد إنهاء الحرب، لكن أمريكا تريد من رجل العام بالنسبة لها أي زيلينسكي أن يستمر بالحرب لتتنعم من الخيرات وأهمها بيع النفط بأربعة أضعاف إلى أوروبا.
أوروبا تمارس اليوم ضغوظًا على الرئيس الأوكراني ولذلك ذهب إلى وشنطن لـ”يستعطف” الإدارة الأمريكية للمصالحة، الحرب ستنتهي بقرار أمريكي و قد نشهد لقاء أمريكي روسي ينهي المعركة ولا شيء مستحيل في سياسة الدول الكبرى، وقد يكون الآتي أعظم.
صحافية: وكاتبة سياسية
المصدر/ راي اليوم