2024-11-30 03:44 ص

اليمين في “إسرائيل” ليس طفرة او فورة

2022-11-18

بقلم: حمدي فراج

لا يفيد كثيرا الاستغراق في تمحبص و تحليل و تفنيد معسكر العدو ، تكفي دائرة متخصصة واحدة تابعة لوزارة الخارجية او الأمن لكي تقوم بهذه المهمة الهامة ، اما ان ننبري كلنا بكل امكانياتنا و مقدّراتنا لمعرفة ما حصل في الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة ، بما في ذلك التلفزيون والمدرسة والجامع والكنيسة و الملعب والسفارة والبورصة و النقابة و المعارضة والوسط ، خبراء في الشأن الاسرائيلي ، والتوقف عندها ردحا طويلا من السنة ، توقفنا مثله تقريبا و أطول قبلها ، و نحن نحلل منذا الذي سيفوز و يشكل الحكومة الجديدة .

منذ ثلاثين سنة ، تقريبا ، و نحن نراهن على فوز معسكر “السلام” الذي عمليا لم يفز سوى عدد محدود جدا من المرات ، رابين و باراك و أولمرت ، في حين فاز معسكر “الحرب” واستمرار الاحتلال والاستيطان والقتل والهدم والاعتقال حد الموت والاقتلاع ، بما في ذلك اقتلاع الزيتون ، فاز في غالبية هذه الانتخابات بينها ست مرات لنتنياهو و حده . هل استخلصنا و لو لمرة واحدة عقم “الانتظار” الذي اصبح بمثابة استراتيجية خاوية لسلوكنا السياسي واليومي والمرحلي ؟ ابدا ابدا ابدا .

لم نستخلص أنه منذ فوز الليكود لاول مرة عام 1977 ، ان هذا الفوز لم يكن طفرة او فورة منقطعة الجذور والاغصان ، بل امتداد تاريخي لما قبل قيام الدولة ، للعصابات الصهيونية الاجرامية التي شكلها مناحيم بيغن واسحق شامير و ارئيل شارون ، الذين ليس بمحض الصدفة اصبح كل هؤلاء رؤساء وزراء لهذه الدولة ، في مستقبل مفتوح لمواصلة عمليات الاقتلاع .

لم نلاحظ ، و الغالب اننا لم نرد ان نلاحظ ، سير خط اليمين المتصاعد ، والذي سيقابله بكل تأكيد هبوط معسكر السلام ، حد الانقراض . حتى وصلنا الى اليوم الذي تكون فيه الحكومة “نقية” يهودية صهيونية تلمودية فاشية شعارها الموت للعرب و هدم الاقصى واعدام الاسرى و ضم يهودا والسامرة و تنظيف الدولة من الطيبي و عودة و منصور عباس .

بالامس القريب رد السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة على قراراتها الاخيرة بشأن ماهية اسرائيل في الاراضي المحتلة ، بقوله : لا أحد يقرر لنا اننا نحتل ارض الاباء والاجداد ، و بالامس القريب ايضا ، قال لابيد في الامم المتحدة ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي اقيمت بمرسوم إلهي ، يقصد مزمور . و بالامس الاقرب ، قرر لابيد اليساري السلامي تفعيل اتخاذ اجراءات عقابية بحق السلطة لتحركها الاخير في الامم المتحدة ، رغم مغادرته رواق الحكم خلال أيام .

ماذا كنا نريد من هذا الانتظار ؟ ان تأتي حكومة سلام تستأنف المفاوضات و تعطينا دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف ؟ حتى جاءت حكومة لابيد ، فلم يجري اتصالا هاتفيا واحدا مع رئاسة السلطة . السلطة شأن داخلي اسرائيلي تابعة للادارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع .

الخوف ، كل الخوف ، ان يخرج علينا من لدن السلطة ، من يقترح انتظار ما الذي ستأتي به الحكومة العتيدة ، من باب اننا انتظرنا ثلاثين سنة ، حوالي 360 شهرا ، فما الذي سنخسره اذا انتظرنا بضعة اشهر أخرى . ثم انتظار ان تتصادم مكونات الحكومة الجديدة بعضها مع بعض لاجراء انتخابات جديدة .