2024-11-27 03:33 م

سورية رفضت ان تكون “جمهورية موز” فاخرجوها من الجامعة.. وقصفوها بالطائرات

2022-09-02

بقلم: علي محسن حميد
تتعرض سوريا في أوقات  متقاربة لغارات جوية عدوانية إسرائيلية تطال مطاري دمشق وحلب ومواقع عسكرية حساسة  ولاتسلم منها أهداف مدنية ويكون ضحاياها من العسكريين والمدنيين وتلحق أضرارا متفاوتة الجسامة بالبنية التحتية.يتم كل هذا وسوريا العربية  بل قلب العرب النابض كما سماها  الزعيم العربي جمال عبد الناصر لاتسمع ولاتقرأ ولاتشاهد تضامنا عربيا واحدا معها من الدول  والمؤسسات العربية ومنظمات المجتمع المدني وكافة الأحزاب السياسية العربية.
سوريا أجبرت  على الخروج من الجامعة لأنها لم تقبل أن  تصبح جمهورية موز  وأيضا بسبب ثروتها النفطية والغازية التي لايريد بعض منتجيهما منافستهم لها في إنتاجهما ومزاحمتها في أسواقهما وهذا ينطبق على اليمن التي شنت عليها حرب قبل ثمان سنوات  وكان من أسبابها  ثروتها النفطية في محافظة الجوف.  للسعودية في هذه المحافظة  سوابق عندما حاولت دون جدوى منع شركة النفط الامريكية هنت Hunt من التنقيب عن النفط فيها وفي مأرب بحجة  أن  المحافظتين سعوديتين وفعلا غيرت السعودية مادة دراسية في المرحلة الابتدائية وضعت فيها مأرب والجوف ضمن أراضيها  وقد قامت بتغيير هذه المادة بفعل جهد قام به أحمد  الجهراني وعلي محسن حميد ود. عبد الكريم الإرياني توج بتسليم المادة الدراسية من قبل  الرئيس الراحل علي صالح  للملك الراحل فهد وبعد ذلك غيرت السعودية خريطتها التوسعية.
 الوضع العربي اليوم في أسوأ أحواله  بفعل تغول قوى عربية  تقود ماكان يسمى ب”العمل  العربي المشترك”  الذي يذوي بالتدريج ولايحاول  أحد إنهاضه  من كبوته للأسف  الشديد. بعض هذه القوى  أياديه  ملطخة بدماء السوريين واصطف مع مصالح غير عربية و النتيجة هي ما نشهده اليوم من تنمر إسرائيلي وقح في سوريا وفلسطين المحتلة ولبنان  التي تنتهك إسرائيل سيادة أجوائه بين الحين والآخر.
يحدث كل  هذا  ولا نسمع حكومة عربية واحدة   تستنكر أو  تتضامن مع سوريا وفلسطين ولبنان. امريكا وتركيا  يحتلان جزء من سوريا ويعامل هذان الاحتلالان وكأنهما شيئان طبيعيان  لاي ستحقان الإدانة والمطالبة  العربية الفردية والجماعية بإنهائه  وبخروج القوات الغازية من سوريا.  امريكا تسرق النفط السوري وتنقله إلى العراق والعراق صامت وصمته يشجعه عليه الصمت العربي. إن  الاحتلال  أي  احتلال امريكي  أو تركي  او إسرائيلي  يعبث  بالهوية الوطنية العربية وباللغة العربية  ويفرض لغة دولة المحتل وهذا ما حدث في فلسطين ويحدث في المناطق السورية التي تحتلها تركيا ويتبع هذا إضعاف الثقافة العربية وأواصر المناطق المحتلة  ببقية وطنهم الصغير ووطنهم العربي الكبير. سوريا  بغض النظر عن من يحكمها كانت ولاتزال مستهدفة كقلعة عربية  أخيرة قالت لا للتطبيع مع العدو المحتل الذي يرفض السلام مع العرب ويواصل توسعه الاستعماري ولايجد من يستنكره  من العرب .
سوريا ليست الخاسرة الوحيدة من  الانتهاكات المتكررة لسيادتها ومن  احتلال جزء غال من أراضيها من قبل ثلاثة أطراف  تجمعهم مصالح مشتركة ويوحدهم العداء للعرب  وتخوفهم من وحدتهم .هؤلاء جميعا يعبثون بهوية سوريا العربية ويفككون على نار هادئة وحدة شعبها وثقافته وانتمائه العربي وهذا هدف قديم للصهيونية العالمية والكيان الغاصب.
الأطراف الثلاثة لاتواجه باستنكار عربي  ولم تفكر الجامعة العربية بوضع ما يجري من تفكيك لسوريا  على جدول اعمالها ثم وضعها بإسم المجموعة العربية في جدول أعمال الأمم المتحدة وكأن سوريا ليست  من الأهل  وأنها تنتمي إلى قارة أخرى وأرومة  غريبة وأن  الخلافات معها أبدية و أن مياهنا العربية لن تعود إلى مجاريها عندما تحين ساعة القبل المسمومة. الكل سيندم على صمته أوتواطئه .السكين اليوم في رقبة سوريا  وغدا ستصبح في رقاب عربية أخرى.
لنصحة، لنعمل شيئا قبل فوات الأوان. لأن وهذه حقيقة كبرى  لا أحد  يحبنا وإن زعم  ذلك فظاهريا وهو لا يحبنا إلا  لنفطنا  ولأن  بلداننا على اتساع  رقعتها الجغرافية  وعدد سكانها الكبير سوقا مفتوحة لمنتجاته  التي تعينه على التغلب على البطالة والعيش في رخاء ووصول نخبه الحزبية وغالبيتها موالية بالمطلق لإسرائيل إلى السلطة. نعم نحن نعين هذه النخب على أن تحكم ثم تتجاهل قضايانا وتنحاز للعدو وتسلحه وتقول بصفاقة عندما يعتدي على غزة أنه يدافع عن نفسه وهي صاحبة مقولة رد الفعل يجب أن يتناسب مع الفعل.
هل يمكن أن تصبح للمصالح العليا العربية السيادة حتى في ظل قمة الخلافات البينية. إن ما ينطبق على سوريا ينطبق على فلسطين المحتلة التي تحزن على  الصمت العربي عن جرائم  إسرائيل اليومية في الضفة المحتلة وشبه اليومية في المسجد الأقصى الذي نسينا التضامن  مع قضيته وهي قضية على درجة كبيرة من الأهمية دينيا وعاطفيا وسياسيا. إسرائيل عمدا تقتل كل قيمة  تعارف البشر على سموها واحترامها لأنها  مطمئنة إلى  أن  واشنطن  ومجموعة بروكسل الاوربية معها وتطمئن أكثر لأن العرب صامتين بل يلهث بعضهم نحو التطبيع.
كاتب يمني.