2024-11-27 10:41 م

ممنوع من الحياد.. غزة..غزة …

2022-08-07

بقلم: اسيا العتروس
نفتقد اليوم مع تواصل العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة  صوت الاعلامية الشهيدة شيرين ابو عاقلة  التي استهدفها رصاص الاحتلال كما يستهدف اليوم مواطنيها في غزة في محاولة لتصدير الازمة السياسية الداخلية الاسرائيلية و تحويل الانظار عن الصراع المستعرقبل انتخابات الكنيست  بين ناتنياهو الطامح للعودة الى السلطة وبين  رئيس الوزراء بالوكالة يائير لبيد ووزير الحرب  بيني غانتس..حصيلة ما تصفه سلطة الاحتلال بالوعد الصادق و ما هو بصادق ثقيلة وخلال اليومين الاولين من العدوان المستمرارتقى ثلاثة عشرة شهيدا بينهم طفلة كانت تلهو امام بيتها عندما استهدفها صاروخ اسرائيلي كل ذلك  في ظل صمت دولي مريب و تنديد عربي لا يكاد يسمع بل يؤكد و كما في كل مرة ان الموقف العربي ظاهرة عابرة لم يعد بالامكان وصفها بالظاهرة الصوتية بعد ضاه صداها في كواليس جامعة الدول العربية المغلوبة على أمرها ..و لكن ما يصح قوله ايضا ان الاحتلال الاسرائيلي يبقى وفيا لعقليته  الاحتلالية الارهابية المستخفة بكل القوانين و الاعراف و والحقوق و هي عقلية اثبتت التجربة انها لا ترتوي من الدم و التوحش ..
استهداف القائد في سرايا القدس تيسير الجعبري في مثل هذا التوقيت يهدف الى دفع المقاومة الفلسطينية و تحديدا الجهاد و حماس للدخول في حرب مفتوحة و هي حرب يحتاجها رئيس الحكومة الاسرائيلي قبل خوض معركته الانتخابية القادمة التي سيكون عدد الضحايا فيها مصيري في تحديد خيار الناخبين …من الواضح ان الاحتلال يستغل تفوقه العسكري في هذه المعركة التي تفرض على غزة و اهالي غزة مجددا مع دخول الحصار الحانق عقده الثاني دون ادنى بوادر انفراج و كان حالة السجن التي تخنق غزة تحولت الى امر واقع مقبول لدى سلطة الاحتلال و لدى دول المنطقة ..
لا خلاف أن غزة كما الضفة و كما القدس تدفع الثمن  اضعافا مضاعفة فهي تدفع ثمن انقسام الاخوة الاعداء الذين اغرتهم السلطة المزيفة و زينت لهم اوهام الحكم تحت الاحتلال فنسوا الاحتلال و تدافعوا نحو اضعاف وتقتيل بعضهم البعض .. وغزة ايضا تدفع ثمن ازمة الحكم في اسرائيل و تنافس المتنافسين بحثا عن انتصار يسبق حسم الصندوق ..اسرائيل افتتحت موسم الاغتيالات ولن تتوقف قبل ان تلعب ورقة الضحية وتدفع الى قلب وتزييف الحقائق مستفيدة و كما دأبت على ذلك من مشهد دولي منفلت لا مكان فيه للعدالة الدولية و معولة على خارطة عربية قزمها التطبيع و شوهتها الخلافات و الصراعات و الانهيار المستمر …وطبعا يبقى للموقف الامريكي دوره في تصلب و اصرار الاحتلال على ممارساته الارهابية و الهروب من المحاسبة و المسائلة مهما كان حجم الجريمة و تداعياتها ..موقف لا يزال يعتبر ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها رغم كل رسائل التنديد الدولي والعربي للجريمة ..و الارجح ان الساعات القادمة قد تشهد مزيد التصعيد ومزيد الضحايا و الشهداء قبل ان تتحرك جسور التهدئة لايقاف العدوان و العودة بغزة الى ما كانت عليه فلا هي في حالة حرب معلنة و لا هي في حالة امن و سلام فقد كتب على القطاع ان يظل سجنا مفتوحا لاكثر من مليوني فلسطيني ما انفكوا يتكاثرون وتتكاثر معهم الماسي والازمات وتجف المنابع و يصبح الماء عملة نادرة وقريبا يصرف الهواء بالعبوات مع عزل القطاع و تحويله الى مجرد قضية انسانية و مجموعة سكانية تحتاج للغذاء و الدواء أما الوطن و الحرية فتلك مسألة مؤجلة في احكام الشرعية الدولية العرجاء و صناع القرار في عالم يدوس فيه الاقوى على الاضعف ويصادر الحق المشروع في الحياة من اصحابه بذريعة البقاء للاقوى فتلك هي شريعة بني اسرائيل التي وجدت في بدعة  وكذبة اطلقها عن شعب بلا ارض في ارض بلا شعب ما خول له التمكن و استئصال ابناء الارض الاصليين.
بقي الاكيد انه برغم كل مظاهر التفوق و الطغيان فلا شيء يمكن اعتباره امرا محسوما ..قد يطول عمر الاحتلال طالما بقي المشهد الفلسطيني و العربي و الدولي على ما هو عليه و لكن سيقصر حتما و تنكسر شوكة الاحتلال يوم تتغير الاحوال و يغيب شبح الانقسام الذي به يستمد الاحتلال قوته و جبروته.
كاتبة تونسية