2024-11-22 03:44 م

مقتل الظواهري لن يضعف القاعدة.. والمرشحون لخلافته فلسطيني ومصري أو مغربي

2022-08-03

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا قالت فيه إن مقتل زعيم القاعدة في غارة بطائرة مسيرة السبت لن تؤدي إلى إضعاف تنظيم القاعدة. ورآي جيسون بيرك بأن الزعيم الإرهابي كان مريضا ومن المحتمل أنه فوض المهام الرئيسية للأخرين. وعلق بيرك بأن الظواهري كان شخصية لا تحب الظهور ولكنه كان فعالا في إدارة التنظيم الذي سيواجه بالتأكيد اضطرابات بعد مقتله وليس مشاكل على المدى الطويل.  وقال إن التخلص من الظواهري قبل عقد ربما أحدث فرقا. ومقتله اليوم والذي يظهر قدرة الولايات المتحدة على توجيه ضربات في مناطق معادية ويثير أسئلة حول علاقة طالبان مع الجماعة المتطرفة إلا أن رحيله لن يضعف القاعدة بشكل كبير.
 وكان الظواهري، 71 عاما في حالة صحية خطيرة،  ومن المحتمل أنه حول المهام الرئيسية للقيادات الأخرى، وهي قيادات شابة من المتوقع أنها ستقوم بتولي منصب القيادة. ورغم التناقض الكبير الذي ظهر في السنوات الأخيرة للخلفاء المحتملين إلا أن هناك عدة مرشحين قادرين على تحمل المسؤولية. ويرى الكاتب أن الأكثر حظا في خلافته هو محمد صلاح الدين زيدان، المعروف بسيف العدل، 60 عاما والمولود في مصر وأحد المحاربين المخضرمين في حركة التطرف الإسلامي، وتعتبره المخابرات الغربية شخصية قادرة على التنظيم والقيادة. وهو في إيران ولا يمكنه السفر حيث تتعرض تحركاته واتصالاته للرقابة. وهناك من أشاروا إلى خليفة محتمل آخر وهو عبد الرحمن المغربي، مدير حملات الدعاية في القاعدة وابو الوليد الفلسطيني، المنظر البارز المقيم في سوريا وعدد آخر من قيادات الفروع المحلية للقاعدة مثل يزيد مبارك، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأحمد ديري، زعيم القاعدة في شرق أفريقيا.

وأيا كان الشخص الذي سيتولى القيادة، فقراراته الإستراتيجية مهمة، فمع أن القاعدة معروفة بطرقها الخلاقة في تقوية الخلايا المحلية إلا أن الرجل في قمة الهرم لديه سلطة حقيقية. فقسم الولاء لا يقدم للتنظيم ولكن للقائد. وهذا هو السبب الذي منح أسامة بن لادن القدرة لتجاوز القادة الذين لم يوافقوا على استراتيجيته في استهداف “العدو البعيد” والهجمات التي أدت لمقتل أكثر من 3.000 أمريكي، ولو يكن لديه هذه الصلاحية لما كانت هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 لتحدث.
وعندما أصبح الظواهري الزعيم بعد مقتل بن لادن في عملية للقوات الأمريكية الخاصة في باكستان عام 2011، تحول عن العمليات الضخمة التي رأى أنها تترك تداعيات سلبية. ففي أيامه الأخيرة، وجه بن لادن عملية دقيقية ومفصلة لاستهداف ناقلات نفط لاعتقاده أنها ستشل الإقتصاد الأمريكي، وهي التي قام الظواهري بإلغائها. وبدلا من ذلك ركز الظواهري على ربط التنظيم بفروعه حول العالم وزيادة محاولات كسب المجتمعات المحلية. ولم تكن هذه الإستراتيجية ناجحة طوال الوقت، فقد تعرضت القاعدة خلال فترة قيادته التي استمرت 11 عاما لنكسات في العراق وسوريا،  فصعود تنظيم الدولة الذي سيطر على مناطق في البلدين وأعلن عن الخلافة أدى لخسارة التأثير والمنافسة في مناطق أخرى. وربما شعر بخيبة أمل من النجاح المتواضع لفرع اليمن الذي نظر إليه في المنطقة والغرب على أنها تهديد محتمل. وفي النهاية ثبت أن “سلحفاة” الظواهري قد تفوقت على “ارنب” الظواهري.

واستطاعت القاعدة توسيع حضورها في مناطق الساحل والصحراء بأفريقيا ومناطق في جنوب وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط. وحصل الظواهري على ثمار قراره بتقوية حركة الشباب في الصومال، وتسهم الآن بملايين الدولارات لخزينة القاعدة المركزية، حسب تقرير استخباراتي صدر قبل فترة. ويبدو أن الظواهري أعاد ترتيب العلاقة مع فصائل طالبان المتعددة، ومات وهو يقف على شرفة منزل يعود لزعيم طالباني متشدد وفي عاصمة الحركة، كابول.
ويتساءل معد التقرير حول ماذا ستكون استراتيجية الزعيم الجديد؟ وبحسبه فسيواجه القائد الجديد، أيا كان، عددا من الخيارات وكلها ليست سهلة. فيجب عليه البقاء حيا وقادرا على التواصل برغم  التحديات اللوجيستية والتوصل لصيغة علاقة مع طالبان والوعي بما يقوم التابعون به. وهناك إمكانية لنجاح عمليات طويلة المدى في الغرب، حتى لو تم إحباطها بالدفاعات المتقدمة. ولم تحاول القاعدة القيام بهجمات على هذا الهدف منذ أكثر من عقد، لكن المحللين يعتقدون بقدرة الجماعة على بناء  الشبكات والمهارات الضرورية لهذه المهمة بدون مشاكل. وفي تقرير للأمم المتحدة قام على معلومات استخباراتية من عدة دول اعضاء رسم صورة عن انتعاش القاعدة في مناطق غير مستقرة، بعيدة عن لندن وواشنطن وباريس.

ويختم التقرير بأنه “حتى يتم حل هذه النزاعات فإنها ستظل حاضنة للقاعدة أو تنظيم الدولة أو أي جماعة إرهابية أخرى”.