عشية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، أفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين بارزين بأنّ التوقعات لاختراق بالعلاقات بين السعودية و "إسرائيل أمر مفهوم، لكنه غير واقعيّ"، وذلك بالتزامن مع الحديث عن اقتراب إعلان تطبيع السعوديّة بشكل علنيّ مع "إسرائيل" بالاستناد إلى معطيات كثيرة
وتأكيد مصادر إعلاميّة قبل مدّة أنّ أحد المكاتب الكبيرة للترويج للتطبيع بين الرياض وتل أبيب يتم توجيهه من قبل المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، وبأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان، ناهيك عن تأكيد مملكة آل سعود ممثلة بنظامها الحاكم وبالأخص ولي عهدها الذي يلقبه السعوديون بـ "الانقلابيّ"، حجم خيانتها ومدى عمالتها ضد فلسطين والوطن العربيّ والإسلاميّ، والأدلة كانت كثيرة بالفعل في هذا الإطار والتي كان آخرها احتفاء “إسرائيل” بأول مشاركة رسمية لمندوبها الصهيوني في “قمة الأديان” التي كانت تستضيفها العاصمة الرياض، بمشاركة رجال دين من دول كثيرة، بعد مساع حثيثة من ولي العهد السعوديّ إلى تكثيف التعاون مع الكيان الصهيونيّ الغاصب في مجال تقنيات التجسس، والتعاون في مجال الأمن والتقنيات، الشيء الذي يخفض أكثر فأكثر أسهم المملكة التي يسيطر عليها الأمراء والتي وصلت إلى الدرك الأسفل في الشارع العربيّ والإسلاميّ وحتى على المستوى العالميّ.
في ظل الاستغراب الواسع الذي أثاره ملف التطبيع السعوديّ – الإسرائيليّ والتحليلات الكثيرة التي تتعلق بالموضوع، تشير التقارير الإسرائيليّة إلى أنّ الإدارة الأمريكية حاولت دفع سلسلة من المواضيع والأفكار قبل زيارة الرئيس الأمريكيّ، والذي سيصل الثلاثاء القادم، وبعدها سيزور السعودية في زيارة تستغرق يومين، وسيجتمع في جدة مع قادة الدول الخليجيّة وعدد من القادة العرب الآخرين، ومن بين القضايا التي سيتم طرحها دفع فكرة ما تُسمى “التحالف الدفاعي الإقليميّ” من الصواريخ والقذائف بمشاركة تل أبيب.
وعقب المعلومات التي تؤكّد أنّ اجتماعات عدّة بين مسؤولين صهاينة وسعوديين حدثت مراراً وتكراراً سواء في بلاد الحرمين أو خارجها، وإبداء مسؤولين سعوديين بارزين في فترات مختلفة استعداد السعودية لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، تبين المعلومات أنّ هناك موضوعاً واحدا تم الاتفاق عليه وسيتم الإعلان عنه رسميا خلال الزيارة، وهو نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية، مقابل سماح السعودية للطائرات التابعة المرور عبر مجالها الجوي، بتغطيّة واهية تتلاشى كما حدث مع عواصم أخرى، وهي اعتراف الكيان الصهيونيّ بتأسيس الدولة الفلسطينيّة وإنهاء الاحتلال، وهنا يجب التذكير بالادعاءات التي أطلقتها الدول التي أُدخلت حظيرة التطبيع الأمريكيّة مع "إسرائيل" بعد التطبيع والتي لم تفرز عن إيقاف ضم الأراضي الفلسطينيّة ولا عن قتل الأبرياء ولا استهداف المدنيين.
"المملكة وإسرائيل ستجنيان فوائد هائلة من وراء التطبيع، وكذلك المنطقة كلها"، جملة فُهمت من السعوديين والإسرائيليين على أنّها ترتبط بقضيّة الجزيرتين اللتين تشكلان جزءاً لا يتجزأ من اتفاق السلام بين "إسرائيل" التي تحتل الأراضي الفلسطينيّة ومصر وتوجد فيهما قوة دولية، حيث يتطلب الأمر موافقة من تل أبيب لنقل السيادة إلى السعودية، والتي اشترطت خلالها "إسرائيل" تلقي عدد من الضمانات بينها ضمان حرية الملاحة العسكرية والمدنية بمضيق تيران، حيث وافقت الرياض على منح هذا الضمان أمام واشنطن، التي ستلتزم بدورها أمام العدو الغاصب.
ومن الجدير بالذكر أنّ تسمح السلطات السعودية للطائرات التابعة للعدو المرور من مجالها الجويّ من جهة الشرق، وكانت سمحت للطائرات الإسرائيلية بالمرور عبر مجالها خلال توجهها الى الإمارات أو البحرين، وذلك كدعم غير مباشر لاتفاقيات الخيانة السماح الجديد سيقصّر فترة الرحلات من الأراضي الفلسطينيّة السليبة تجاه دول الشرق الأقصى، كما حاولت تل أبيب إقناع الرياض السماح برحلات مباشرة للحجاج المسلمين من الأراضي المحتلة إلى مكة ولكنها لم تنجح حتى تاريخ كتابة هذه المقالة.
إضافة إلى ذلك، وحسب التقارير فإنّ فكرة طرحت على الطاولة ولم تحسم بعد، وهي ضم شخصية صهيونيّة كبيرة لطائرة الرئيس الأمريكي في رحلته الأسبوع القادم من الأراضي الفلسطينيّة التابعة للكيان المجرم إلى السعودية والمشاركة بالمباحثات التي ستجري في بلاد الحرمين الشريفين، وفي حال حدوث ذلك، ستكون المرة الأولى التي يزور بها مسؤول إسرائيليّ بشكل علنيّ ومكشوف للسعوديّة، وخاصة أنّ الإسرائيليين يدركون ملياً أنّ السعوديين مهتمون بشكل كبير بالتعاون مع الصهاينة في أكثر من مجال وبالأخص في مجال الأمن، التكنولوجيا والزراعة، وهناك شركات تابعة للعدو وقعت مع شركات سعودية على اتفاقيات سريّة حتى لا يتم فضح السعوديّة وعمالتها.
وما ينبغي ذكره أنّ السعودية غير مستعدة للقيام بهذه القفزة التي قامت بها الإمارات والبحرين وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين، كما أنّه سيستغرق وقتا محافظة أكثر، ومن المشكوك بأمره أن نشهد علاقات كاملة قبل انتقال السلطة من الملك سلمان لابنه محمد بن سلمان، ويضيفون إنّ ما يحدث حاليا هو حدث تاريخيّ، وربما يعتبر خطوة صغيرة لكنها بداية انطلاق طريق، رويدا رويدا ستكون المزيد من الخطوات إلى أن تنضج العملية، للسعوديين يوجد صبر، لكن في النهاية هذا سيأتي، حسب ما يؤكّد الصهاينة، لكن بالفعل تقترب السعوديّة يوماً بعد آخر من فخ التطبيع العلنيّ، بعد كثير من المعلومات التي كشفها مسؤولون صهاينة حول أنّ إعلان التطبيع السعوديّ مع الكيان الغاصب بات وشيكاً وكشفت المملكة في الأشهر الماضية عبر وزير خارجيتها مراراً، أنّ "التطبيع مع الكيان الإسرائيليّ سيحدث بالفعل".
مصدر : موقع الوقت