القدس/ خاص بـ المنار/ "شهدت الاسابيع الاخيرة عددا من اللقاءات التشاورية التي بحثت الموضوع الايراني بين اسرائيل وأطراف غربية وخليجية، هذه اللقاءات أكدت حجم القلق والترقب الذي تعيشه دول في المنطقة تخشى حصول ايران على قدرات نووية عسكرية" بهذه الكلمات اختارت دوائر أمنية اسرائيلية مختصة الرد على استفسار طرح عليها حول اذا ما كانت اسرائيل وحيدة في موقفها الداعي الى ضرورة القيام بضربة عسكرية سريعة ضد منشآت ايران النووية. الدوائر الامنية اضافت بأن دولا في المنطقة توافق وتدعم اسرائيل في توجهها الداعي الى مهاجمة ايران، وتوجيه ضربات استباقية للمنشآت العسكرية الايرانية التي يشتبه بانها مراكز تطوير قدراتها النووية العسكرية. وكشفت الدوائر الامنية أن تلك الدول وعلى رأسها السعودية تساند اسرائيل في مساعي الاقناع التي تقوم بها القيادة الاسرائيلية باتجاه الادارة الامريكية بهدف اقناع الاخيرة باعمية توفير الغطاء المطلوب لهجوم "دقيق وسريع" تشنه اسرائيل ضد المنشآت الايرانية.
ـ قلق في الرياض ـ
وتحدثت الدوائر الأمنية عن حالة القلق التي تعيشها الرياض، التي تخشى أن تضطر الولايات المتحدة الى التسليم بـ "ايران نووية"، وتتفهم القيادة السعودية خشية الولايات المتحدة من التورط من جديد في عمليات عسكرية في الشرق الاوسط الاوسط بعد الصعوبات التي واجهتها في الخروج من "الوحل العراقي"، الا انها ترى بأن المحافظة على أمن الخليج وثرواته من الهيمنة الايرانية يستدعي منح اسرائيل الضوء الاخضر الامريكي للقيام بهجوم ضد المنشآت الايرانية، وأن الدول الخليجية التي تعتبر نفسها في خندق واحد مع اسرائيل وتشاركها مخاوفها من تعاظم الدور الايراني على استعداد للمشاركة في تمويل اي هجوم عسكري على ايران.
ـ الملف الايراني والاهتمام العالمي ـ
وترى الدوائر الامنية أنه لا يمكن الحديث عن ان القرار الاسرائيلي بمهاجمة ايران قد اتخذ بالفعل، لكن هناك بالتأكيد مشاورات على اعلى المستويات واتصالات مع الاصدقاء وبشكل خاص الولايات المتحدة من أجل تنسيق الخطوات القادمة في هذا الملف، وتشير هذه الدوائر الى أن الاستراتيجية التي اتبعها نتنياهو وباراك في حديثهما عن الازمة الايرانية في الاسابيع الاخيرة ساهمت وبصورة كبيرة في اعادة "ايران ومعالجة ملفها النووي" الى رأس اهتمامات مختلف الدول المؤثرة في العالم، وبشكل اساسي الولايات المتحدة المنشغلة بانتخابات رئاسية، واوروبا التي تواجه ازمة اقتصادية عاصفة، وهذا بحد ذاته يعتبر انجازا مهما للدبلوماسية الاسرائيلية، واستخفت الدوائر بتصريحات البعض عن وجود ازمة في العلاقة مع الولايات المتحدة واشارت الى أن واشنطن ستوفر الغطاء لأي تحرك عسكري اسرائيلي في اي ساحة معادية.
وحول استعدادات العمق الاسرائيلي للتعامل مع أي ردود ايرانية على هجوم اسرائيلي، ومدى قدرة الداخل الاسرائيلي على الصمود أمام مثل تلك الهجمة، قالت الدوائر الاسرائيلية أن الاستعدادات والاجراءات التي قامت بها اسرائيل لتطوير قدرة الجبهة الداخلية على التعامل مع اي تهديد خارجي والتي بدأت غداة حرب لبنان الثانية 2006، وكشفت عن الكثير من الاخفاقات في ادارة شؤون الجبهة الداخلية، حققت انجازات مهمة في هذا المجال وان مدى ملائمة ومتانة تلك الانجازات سيتضح بعد أن تلامس تلك الاجراءات التطويرية لعمل الجبهة الداخلية التهديد الواقعي.