كشف موقع Axios الأمريكي، الخميس 7 يوليو/تموز 2022، أن تعديلات أُدخلت على بيان الخارجية الأمريكية بشأن التحقيق في مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وذلك بعد تدخُّل مسؤولين إسرائيليين.
وقالت الخارجية الأمريكية، الإثنين 4 يوليو/تموز، إن التحقيقات التي أجراها مسؤولون أمريكيون خلال فحص الرصاصة التي قتلت الصحفية أبو عاقلة، "ترجِّح" قتلها بنيران إسرائيلية غير مقصودة.
من جانبهم، أعرب المسؤولون الفلسطينيون عن سخطهم وخيبة أملهم في بيان الإدارة الأمريكية علناً، فيما رأوا أنه قد يشكل عواقب غير محمودة على زيارة بايدن المرتقبة لبيت لحم، الأسبوع المقبل، وتداعيات على لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
فقد رفض الفلسطينيون تسليم الرصاصة التي قتلت "أبو عاقلة" إلى الإسرائيليين؛ لعدم ثقتهم بهم، وسلموها إلى الولايات المتحدة، السبت 2 يوليو/تموز؛ لإجراء اختبار المقذوفات، تحت الضغط.
تأخير وتدخُّل
فيما قال مسؤولان إسرائيليان على صلة مباشرة بالقضية، إن اختبار المقذوفة تمَّ الأحد 3 يوليو/تموز، لكن البيان الأمريكي تأجل إلى ساعة متأخرة من الإثنين 4 يوليو/تموز، بسبب محاولات مسؤولين إسرائيليين التأثير في نص البيان النهائي وتعديل الاستنتاجات التي يذهب إليها التحقيق.
فيما قال مسؤولون أمريكيون إن البيان تأخر لأن إدارة بايدن أرادت إحاطة الطرفين باستنتاجات التحقيق إحاطة كاملة قبل الإعلان عنها. وأكد المسؤولون الأمريكيون أن كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين احتجوا على النتائج، وألحُّوا لتعديل نص البيان بعد اطلاعهم عليه.
قال مسؤول إسرائيلي بارز لموقع Axios: "قلنا للولايات المتحدة: (إذا كان الاختبار غير حاسم، فيجب أن يكون البيان غير حاسم)".
فيما قال مسؤول إسرائيلي بارز آخر: "دار جدل طويل مساء الأحد 3 يوليو/تموز وصباح الإثنين 4 يوليو/تموز، بشأن كل كلمة وكل فاصلة في بيان وزارة الخارجية".
أما الفلسطينيون، فكانوا يتوقعون أن يخلص اختبار المقذوفة إلى استنتاج واضح بأن "أبو عاقلة" قُتلت بنيران إسرائيلية. وقال مسؤول أمريكي إنهم غضبوا أيضاً من أن البيان الأمريكي قال إن الجندي الإسرائيلي لم يطلق النار على "أبو عاقلة" عمداً.
"السلطة" ترفض البيان
وقالت منظمة التحرير الفلسطينية، الإثنين، إنها "لن تسمح بمحاولات حجب الحقيقة" في مقتل شيرين أبو عاقلة، في أول تعقيب على إعلان واشنطن نتائج فحصها للرصاصة التي قتلت الصحفية وتجنبت فيها توجيه اتهام مباشر لإسرائيل.
جاء ذلك في تغريدة لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، على موقع تويتر، حيث كتب أن "حكومة الاحتلال تتحمّل مسؤولية اغتيال شيرين أبو عاقلة"، وأضاف: "سنستكمل إجراءاتنا أمام المحاكم الدولية".
كما قال "الشيخ": "لن نسمح بمحاولات حجب الحقيقة أو الإشارات الخجولة في توجيه الاتهام لإسرائيل".
وجاءت التغريدة ردّاً على تحقيق أمريكيٍّ لم يتوصّل إلى نتيجة نهائية في جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية.
كانت "أبو عاقلة" قد قُتلت في جنين بالضفة الغربية المحتلة، في أثناء تأديتها مهامّها الصحفية، في 11 مايو/أيار الماضي.
الإثنين، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن نتائج تحقيق "مستقل" أجريَ على الرصاصة التي أدّت إلى مقتل "أبو عاقلة"، لم يسفر عن نتائج حول الجهة التي تسببت بمقتلها.
لكن الوزارة قالت إن مجلس الأمن الأمريكي خلص إلى نتيجة، مفادها أن الجيش الإسرائيلي "كان مسؤولاً على الأرجح عن مقتل أبو عاقلة".
وفي 26 مايو/أيار الماضي، أعلن النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب، عن نتائج تحقيقات النيابة العامة الفلسطينية، التي خلصت إلى أن "أبو عاقلة" قُتلت برصاص قناص إسرائيلي "دون تحذير مسبق".
كما خلصت تحقيقات أجرتها مؤسسات صحفية أمريكية رائدة، مثل قناة "CNN"، ووكالة "أسوشييتد برس"، وصحيفتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، إلى أن "أبو عاقلة" قُتلت برصاص إسرائيلي، وأجرت قناة "الجزيرة" تحقيقاً توصّل إلى النتيجة ذاتها.
من جهته، اعتبر الجيش الإسرائيلي أن ما حدث كان "حادثاً عملياتياً، جرى خلال حملة اعتقالات في مخيم جنين، حيث اندلع تبادل لإطلاق النار بين قوات الجيش ومسلحين فلسطينيين".
المصدر: عربي بوست