2024-11-27 08:34 م

الاعيب أردوغان

2022-07-09

بقلم: محمد سلامة
منذ أيام وتجري تحضيرات عسكرية للجيش التركي لتنفيذ عملية أمنية في الشمال السوري،مستغلا العلاقة مع روسيا وامريكا، فيما تحاول طهران منعها، لكن الاعيب الرئيس اردوغان مكشوفة ولها أهدافها ليس في ضرب الأكراد ومحاربة الإرهاب كما يزعم بل لزيادة الرقعة الجغرافية لسيطرة جيشه وحلفائه على الشمال السوري.
الاعيب الرئيس أردوغان توسعية، وما محاولاته الاستثمار في الحرب الروسية على أوكرانيا واستغلاله حاجة موسكو لبلاده في البقاء على الحياد السلبي، واستثماره المعلن في معارضة انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو جزءا من تودده لموسكو للسماح له بالعملية الأمنية في الشمال السوري، ودوره تخريبي ويهدف لتثبيت الوقائع على الأرض منعا من عودة الريف الشمالي لدمشق وليصار إلى ترتيبات مماثلة لاقامة كيان سوري وعاصمته إدلب تحت نفوذ بلاده،كما أنه حصل على الضوء الأخضر من حليفتيه واشنطن ولندن، وعينه على ثروات النفط والغاز في الشمال السوري أكثر من أي شيء آخر، أنها الاعيب سياسية جديدة لتقسيم سوريا واقتطاع حصة له، فكلنا يعلم أنه يمول قوات السلطان مراد وقوات محمد الفاتح وميليشيات سورية تتبع مباشرة تمويلا وتسليحا الجيش التركي.
نسب للرئيس أردوغان قوله أن السويد وراء إستخدام الفيتو لمنع انضمام بلاده للإتحاد الأوروبي وأنه الان لن يترك فرصة منع السويد تحديدا من الإنضمام إلى النيتو..على قاعدة واحدة بواحدة..وأنه سوف يستخدم الفيتو ضد انضمامهما،وكل تصرفاته وسلوكه السياسي في جواره مع جورجيا وسوريا واليونان وارمينيا واوكرانيا وروسيا وعضويته بالناتو هدفها توسيع مناطق نفوذه الإقليمي على حساب إيران وروسيا.
طهران دخلت على خط الأزمة من البوابة السياسية فزار وزير خارجيتها أمير عبداللهيان أنقرة ودمشق محاولا منع العملية العسكرية التركية،ومن بين التسريبات مع دمشق انه جرى ترتيبات أمنية لمواجهة أي هجوم تركي وافشاله، كما تم التعاون مع فصائل كردية لاحباط العملية العسكرية للجيش التركي، وهناك معلومات شبه موثقة أن موسكو قد تتدخل بسلاحها الجوي لمنع أي سيطرة جديدة على الأراضي السورية في الشمال، وبكل الأحوال فإن الاعيب أردوغان ليست مضمونة النتائج خاصة أن واشنطن غير متحمسة لعمليته في الشمال السوري رغم منحها له الضوء الأخضر.
الاعيب الرئيس أردوغان نجحت في ابتزاز أوروبا بمليارات الدولارات لمنع وصول اللاجئين السوريين إليها ونجحت في مفاوضات استانا ١+٢+٣ مع روسيا في إيجاد موطىء قدم لقواته في الشمال السوري، وهو الآن يريد توسعة مناطق نفوذه والمليشيات السورية الموالية له لكي يضم مناطق نفطية في الحسكة والريف الشمالي القريب من العراق، وبكل الأحوال فإن نجاحه أو فشله مرهون بمدى إمكانية تسليح الجيش السوري وصد اطماعه التوسعية على حساب الأرض العربية،فما زال يحتل لواء الاسكندرون (انطاكية)في الشمال السوري.
كاتب أردني
القدس العربي