نشر موقع “بلومبيرغ” مقال رأي للكاتب بوبي غوش قال فيه إن الإمارات تواجه صعوبة للهروب من النزاع اليمني. وقال إن وابل الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على أبو ظبي زعزعت المنطقة وبددت آمال الإماراتيين بالعودة إلى الحياة الطبيعية. فعندما قررت الإمارات سحب قواتها من اليمن في 2019 ربما شعر قادتها بنوع من الرضا الذاتي، فمن بين الدول الأربعة التي شاركت في الحملة على اليمن، السعودية التي قادتها والبحرين ومصر، كانت الإمارات الوحيدة التي خرجت بنوع من الفخر العسكري بعد أربعة أعوام من القتال. ففي الوقت الذي فشل فيه التحالف بهزيمة الجماعة الحوثية التي تدعمها إيران وأطاحت بالحكومة وسيطرت على العاصمة صنعاء، منعت الإمارات الحركة من السيطرة على الجنوب اليمني، بما في ذلك ميناء عدن الحيوي. إلا أن أي حس بالإنجاز تم هزه في الشهر الماضي عندما شن الحوثيون سلسلة من الهجمات الصاروخية وبالمسيرات على ابو ظبي، مركز قيادة الحاكم الفعلي الشيخ محمد بن زايد، ولي العهد. وأدى الهجوم لاندلاع النيران في المطار وبمنطقة صناعية قريبة وقتل ثلاثة أشخاص. ومع اعتراض الأمريكيين والإماراتيين صواريخ حوثية أخرى إلا أن الرسالة من اليمن وصلت واضحة وبصوت عال: الإمارات أصبحت وبشكل ثابت في مرمى أهداف الحوثيين. وتردد صوت الرسالة بعيدا عن مرمى مسيرات وصواريخ الحوثيين، فالإمارات هي عقدة حيوية في الاقتصاد العالمي، فهي ثالث دولة منتجة للنفط من بين مجموعة أوبك وواحدة من مراكز التجارة العالمية. فبعد أن أظهر الحوثيون قدرتهم على ضرب العمق السعودي، حيث أصبحت الهجمات شبه يومية، فإن الحوثيين وأسيادهم في طهران يحاولون اليوم إظهار أن ذراع خطرهم لم يعد مقتصرا على الدول التي يشتركون معها بالحدود.
وتساءل الكاتب، لماذا الآن؟ ويجيب أن هناك مدرسة في التفكير تربط هذا بهزيمة الحوثيين الأخيرة في معارك ضد الحكومة اليمنية وبمساعدة من ألوية العمالقة التي دربتها الإمارات، وهي إشارة من الحوثيين للإماراتيين للحد من جماح أتباعهم في اليمن.
أما المدرسة الثانية فتربط الهجمات بالإيرانيين الذين يحاولون الحصول على ورقة ضغط في مفاوضاتهم مع الإمارات. فقد أرسل الشيخ محمد شقيقه الشيخ طحنون بن زايد، مسؤول الأمن القومي إلى طهران لبحث طرق تخفيف العداء الطويل بين البلدين. وربما كانت هذه عادة من الجمهورية الإسلامية صفع دولة عربية أصبحت أكبر من أتباعها.
وجاء الهجوم الثالث متزامنا مع زيارة الرئيس الإسرائيلي اسحق هيرتزوغ إلى الإمارات، وهي الأولى منذ تطبيع العلاقات بين البلدين عام 2020 وتقترح أن الهجوم يحمل رسالة مزدوجة من إيران ووكلائها الحوثيين، ومفادها أنهما متحدتان في كراهية إسرائيل. ورغم محاولة الإماراتيين عدم إظهار الذعر من التهديد الحقيقي، إلا أن القلق واضح في الرد المفرط على التهديدات المتخيلة. وتم جر المقيمين إلى مراكز الامن للتحقيق معهم بعدما نشروا صور اعتراض الصواريخ على منصات التواصل الاجتماعي، مبررة التحقيقات بأنها قد تثير الشائعات أو تكشف عن معلومات حيوية تتعلق بالأمن القومي.
ولم تكن اللقطات المشوشة التي التقطت عبر أجهزة الهاتف هي سبب القلق، ولا عجز الحكومة عن منع انتشار الخوف خارج حدودها، فقد حذرت الولايات المتحدة رعاياها من السفر إلى الإمارات بسبب كوفيد وكذا هجمات الحوثيين. وقدمت إدارة بايدن تأكيدات بالمساعدة وقالت إنها ستحمل الحوثيين المسؤولية عن الهجمات.
وعرضت إسرائيل الدعم الأمني والاستخباراتي. وربما كانت الإمارات ممتنة لو تم تزويدها ببطاريات باتريوت مضادة للصواريخ، لكنها ستحاول التكتم على الدعم الإسرائيلي خشية أن يثير غضب إيران والحوثيين. ولكن الإمارات بحاجة أكثر من هذا إلى السياح الأمريكيين والإسرائيليين، فالسياحة تشكل نسبة 12% من الناتج المحلي العام، وستكون مهمة هذا العام حيث يحاول الاقتصاد التخلص من آثار وباء كورونا. وقبل أن تظلم الأجواء في كانون/يناير، كان الإماراتيون يعولون على زيادة عدد القادمين بعد افتتاح إكسبو دبي2020 المستمر حتى 2022، لكن الحوثيين أنهوا حلم الإماراتيين بالعودة إلى العمل كالمعتاد.
إسرائيل تعرض الدعم الأمني والاستخباراتي على الامارات للتصدي للهجمات الصاروخية
2022-02-02