2024-11-22 08:48 م

تحركات نشطة لداود أوغلو لتشكيل"تحالف جديد" للمعارضة

2022-01-15

شهدت الآونة الأخيرة تحركات واسعة من زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو مع أقطاب المعارضة في البلاد، بهدف تشكيل "تحالف جديد" تجتمع تحت سقفه كافة الأحزاب المعارضة الرئيسية في الانتخابات الحاسمة المقبلة، والتي ستعقد في حزيران/ يونيو 2023.

حراك مكثف

تمثلت هذه التحركات بلقاءات ما بين زيارات منزلية وعشاء عمل مع كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، وميرال أكشنار رئيسة حزب الجيد خلال العشرة أيام الماضية.

وتأتي تحركات داود أوغلو في الوقت الذي لم تتفق فيه أقطاب المعارضة على مرشح رئاسي مشترك في مواجهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأمام خطابات" المسامحة" فإن كليتشدار أوغلو لم يفلح في استقطاب أصوات المحافظين إلى التحالف الذي يعاني من إشكالات تتزايد بسبب الموقف من حزب الشعوب الديمقراطي، و"المرشح الرئاسي".

داود أوغلو أمام ما سبق، بدأ الحراك لتشكيل "تحالف جديد" بصيغة جديدة يضم أحزاب المعارضة التركية بما فيها حزبا الشعب الجمهوري و"الجيد" في الانتخابات المقبلة.

وفي 6 كانون الثاني/ يناير الجاري زار داود أوغلو زعيمة حزب الجيد في منزلها، ولم يتم إدلاء أي بيان رسمي حول الاجتماع، والثلاثاء الماضي التقى بزعيم حزب الشعب الجمهوري على مأدبة عشاء، وبعد يوم واحد (الأربعاء الماضي)، أجرى زعيم حزب المستقبل مرة أخرى "زيارة مفاجئة" إلى ميرال أكشنار.

وبحسب "بي بي سي" التركية، فإن الموضوع الرئيسي للقاءات داود أوغلو غير المجدولة مع الزعيمين هو العمل على "تصميم تحالف جديد".

آلية تحالف تمنح الثقة للناخبين

ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها "بي بي سي" فإن داود أوغلو الذي قدم مقترحا إلى أكشنار وكليتشدار أوغلو، هو نموذج لتحالف جديد بآلية عمله، يريد أن يتم الإعلان عنه في أقرب وقت ممكن إذا قبل به الزعيمان.

ويستند تحرك داود أوغلو إلى البحث عن آلية تحالف تمنح الثقة للناخبين، وكذلك لمنع تصور أنه كحزب حديث التكوين "مندمج في تحالف الأمة".

وتذكر مصادر في حزب المستقبل، أن أحزاب المعارضة التي تدافع عن "النظام البرلماني" تسعى لتغيير السلطة والنظام الحالي، وأنه يجب طرح نموذج تحالف جديد يمنح الثقة للناخبين، لأن هيكل "تحالف الأمة" الحالي لا يكفي لذلك.

وأشارت إلى أن "تحالف الأمة" وصل إلى مرحلة معينة، وحدث انقطاع، و"تحالف الجمهور" أكثر اتحادا منه، ويجب على شركاء التحالف التواصل المستمر بينهم.

وأضافت أن المقترح قائم على أنه إذا تم الفوز بالانتخابات فسيتم التحول إلى "النظام البرلماني المعزز"، يليها إجراء انتخابات يجب الفوز فيها، وهناك عملية معقدة وصعبة للغاية، وعليه فإنه يجب تشكيل تصميم جديد لتحالف أقوى، يتم تحديد مبادئه من البداية بآليات عمل صحيحة.

وفي إشارة إلى رفض مشاركة حزب المستقبل في "تحالف" الأمة بشكله الحالي، فقد قالت المصادر إنه "إذا كان هناك تصميم جديد للتحالف فسوف نشارك فيه".

ولفتت المصادر إلى أن الرئيس أردوغان يسعى إلى تقسيم المعارضة ودفعها إلى الصراع أو التصادم فيما بينها من خلال الجدل حول "من هو مرشحها للرئاسة؟"، وذكرت أنه يجب منع الجدل بهذا الشأن من خلال إنشاء مبادئ وآليات نموذج التحالف الجديد والإعلان عنه في أقرب وقت ممكن.
وقالت "بي بي سي" التركية، إن داود أوغلو نقل مقترحاته إلى كليتشدار أوغلو وأكشنار اللذين رحبا بذلك، فيما أشارت المصادر إلى أن اللقاءات ستتواصل في الأيام المقبلة.

وذكرت أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق نهائي مع قادة حزبي الشعب الجمهوري و"الجيد"، فستتم مناقشة اقتراح "تصميم التحالف الجديد" مع أحزاب المعارضة الأخرى.

 

مطالبات قدمها داود أوغلو

الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، في تقرير على صحيفة "حرييت"، أكد أن المفاوضات على جبهة المعارضة بدأت بالفعل، ومع دخول العملية الانتخابية فسيكون هناك صراع شديد حول التشارك ومرشح الرئاسة.

وأضاف أن كليتشدار أوغلو يسوق لنموذج "مجلس الوزراء" لدى قادة المعارضة، ويسعى لإسكاتهم من خلال توزيع منصب "نائب الرئيس" عليهم.

وذكر أن كليتشدار أوغلو وأكشنار لم يبديا اهتماما كافيا لداود أوغلو، الأمر الذي تسبب في انزعاج داخل حزب المستقبل، مشيرا إلى أن زعيم الحزب الذي انشق عن "العدالة والتنمية" قدم العديد من المطالب إلى تحالف المعارضة.

وتركزت مطالب داود أوغلو، في أنه يجب اعتبار الأحزاب التي ستشارك في التحالف متساوية بغض النظر عن نسبتها في التصويت.

وطالب داود أوغلو في لقاءاته بحسب الكاتب، بالإعلان عن أن قادة الأحزاب سيكونون نوابا للرئيس، وبتحقيق مشاركة كافة الأحزاب في الحكومة التي ستشكل.

وذكر أن الأمر الأهم بالنسبة لحزب المستقبل هو "تشكيل نموذج" يساعده في تمثيله بعدد معين من النواب في البرلمان بغض النظر عن نسبة أصوات الأحزاب في تحالف المعارضة.

رئيس مركز "سيتا" للدراسات في أنقرة، برهان الدين دوران، ذكر أن حزبي "المستقبل" و"الديمقراطية والتقدم" اتخذا خطوات تهدف إلى تغيير هيكل "تحالف الأمة" المعارض في الوقت الذي تجتمع فيه ستة أحزاب بشأن "النظام البرلماني".

 

هل يقنع حراك داود أوغلو المحافظين؟ 

وأضاف في تقرير على صحيفة "صباح"، أن جري الحزبين وراء "تحالف الأمة" وخصوصا حزب الشعب الجمهوري، الذي ظهر بادعاء الحصول على (50+1) من الأصوات في الانتخابات يضعه في موقف حرج وخصوصا أمام الناخبين المحافظين الذين يهدفون لاجتذابهم. 
ويتحد حزبا "الشعب الجمهوري" و"الجيد" في معارضة أردوغان، واعتبار أن النظام الرئاسي هو "نظام الرجل الواحد"، ولم يتمكن حزبا "المستقبل" و"الديمقراطية والتقدم" من إضافة أي شيء أمام هذا الخطاب، كما يرى الباحث التركي، الذي أشار إلى أن داود أوغلو وباباجان، لم يتمكنا من إنتاج برنامج سياسي جديد قادر على انتقاد الحكومة والمعارضة عند الضرورة.

ولا يزال من الصعب إيجاد تصور يقنع الناخبين المحافظين بشأن أحزاب صغيرة تركت حزب العدالة والتنمية، وانضمت إلى التحالف مع "الشعب الجمهوري" الذي لديه علاقة مع "الشعوب الديمقراطي" الكردي.

ويرى كليتشدار أوغلو الذي يسوق لنفسه بأنه "حل مشكلة الحجاب" أن الناخبين المتدينين المحافظين لا يستطيعون التغلب على مخاوفهم، ولذلك فهو يخصص لذلك دورا لإقناعهم من خلال أحزاب "السعادة" و"المستقبل" و"الديمقراطية والتقدم".

ويتحدث باباجان عن إنشاء "اتفاق انتقالي"، فيما يخلق داود أوغلو تصورا قائما على "إجراء تغييرات في تحالف المعارضة"، وبعبارة أخرى فإن ما يراه دوران أنهما يريدان تشكيل "تحالف جديد" يدير أيضا العملية ما بعد الانتخابات، ويعتقدون أنه سيكون من الأسهل وفق ذلك تحديد المرشح المشترك وإنتاج برنامج سياسي موحد للمعارضة.

ويشكل مقترح "النظام البرلماني المعزز" ، الذي يخطط له أيضا لفترة ما بعد الانتخابات، الإطار في تحركاتهم، لكنه من المستحيل كما يرى الباحث التركي، أن يغطي ذلك حقيقة أنهم تجمعوا تحت سقف حزب الشعب الجمهوري، بالنسبة للمحافظين الذين كانوا فاعلين في تحول تركيا في السنين العشرين الماضية.

وتابع بأنه قد تتمكن أحزاب المعارضة من الاجتماع على مرشح مشترك في الطريق إلى الانتخابات عام 2023، والمطالبة ببرنامج مليء بالمبادئ الداخلية، لكنهم لن يكونوا قادرين على حل المشكلات الملحة بشكل ملموس، كما أن التوافق على برنامج سياسي مشترك حقيقي ليس سوى حلم.