2024-11-24 12:51 م

قتلة جمال خاشقجي يعيشون طلقاء في فيلات فاخرة بالرياض

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير حصري، إن قتلة جمال خاشقجي يسكنون في فيلات فاخرة بالرياض، بحسب شهود عيان، لافتة إلى أن أفرادا من فرق الاغتيال يعيشون بحرية، ما يلقي بالشكوك على مزاعم السعودية بتحقيق العدالة.

 

وفي التقرير الذي نشرته الصحيفة وترجمته "عربي21"، أضافت أنه ما لا يقل عن ثلاثة أعضاء من فرقة اغتيال سعودية أدانتهم المملكة بقتل جمال خاشقجي يعملون ويعيشون "في سكن من فئة سبع نجوم" داخل مجمع أمني تديره الحكومة في الرياض، وفقا لمصدر على صلة بأعضاء كبار في المخابرات السعودية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه يعتقد أن القتلة يقيمون في فيلات ومبان تديرها وكالة أمن الدولة السعودية، بعيدا عن جدران سجونها سيئة السمعة.

وتحدث المصدر إلى شاهدين زعم أنهما شاهدا الرجال، قالوا إن أفراد الأسرة كثيرا ما يزورون الرجال القادرين على استخدام صالة الألعاب الرياضية ومساحات العمل في الموقع.

وكان قد حكم عليهم جميعا أمام محكمة سعودية، في محاكمة أدينت على نطاق واسع بأنها صورية وأن واحدا منهم، وهو صلاح الطبيقي، لم يذكر اسمه، وحكم على بعضهم بالإعدام، وخففت فيما بعد إلى أحكام بالسجن المؤبد.

 

وبحسب الصحيفة، فإن هذه المشاهدات ألقت مزيدا من الشك على مزاعم الرياض بمحاسبة القتلة وتأتي بصفتها المستشار الأكثر ثقة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سعود القحطاني، الذي عاد للظهور مرة أخرى في الديوان الملكي بعد ثلاث سنوات في الاختباء. وتمت تبرئة القحطاني من أي تورط، على الرغم من تقييم المخابرات الغربية بأنه كان العقل المدبر للاغتيال بأمر من الأمير محمد.

وأكد المصدر لـ"الغارديان" أن الطبيقي، وهو الطبيب الشرعي الذي قطع أوصال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، كان من بين الذين شوهدوا داخل المنشأة، مضيفا أنه قد شوهد مصطفى المدني، وهو "الجثة المزدوجة" التي أرسلها فريق الاغتيال لخلق الحيلة التي مفادها أن خاشقجي ترك القنصلية "حيا"، وكذلك منصور أبو حسين المتهم بقيادة العملية.

وأضاف أنه قد زار الشاهدان المجمع في عدة مناسبات خلال العامين الماضيين، وقالوا إن الرجال كانوا مرتاحين وبدا أنهم يؤدون واجبات عادية، ووفقا لمصدر المخابرات، فإن الزوار، بمن فيهم متعهدو الطعام والبستنة والفنيون وأفراد الأسرة، يحضرون بشكل متكرر إلى المجمع.

وأكد المصدر لـ"الغارديان" أنه تمت مشاهدة الطبيقي وأبو حسين ومدني في أواخر عام 2019 وقرب منتصف عام 2020، مضيفا أن الشهود لم يكشفوا عن أسمائهم علنا خوفا من عقاب الأمير محمد ومن أمن الدولة، الذي يسيطر على السعودية، ومن المعروف أن أبو حسين ومدني ضابطا مخابرات يعملان في أمن الدولة، وكان قد شوهد رئيسهم، عبد العزيز بن محمد الهويريني، مع بعض المتهمين، وغالبا ما شوهد وهو يستخدم صالة الألعاب الرياضية.
وأضاف أنه في كانون الأول/ ديسمبر من عام 2019، وبعد إجراءات تحت سرية عالية، برأت محكمة سعودية ثلاثة متهمين، وحكم على خمسة آخرين بالإعدام، وخمسة آخرين بالسجن.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرجال الخمسة المحكوم عليهم بالإعدام ليسوا منظمين، وفي النهاية تم العفو عنهم قانونيا في أيار/ مايو 2020 من قبل أطفال خاشقجي في ترتيب توسط فيه الأمير محمد بن سلمان.


حتى الآن، تم الكشف عن القليل حول مكان وجود اللاعبين الرئيسيين في العملية، ولكن وجودهم الواضح في مجمع استخبارات حديث ومجهز جيدا، حيث يتمتعون بحرية الحركة، يتعارض بشكل صارخ مع تأكيدات الديوان الملكي السعودي أن الجناة واجهوا عقوبات قاسية.

وقالت الصحيفة إن هذه الاكتشافات تأتي مع استمرار الغموض الذي يحيط بهوية رجل اعتقلته الشرطة الفرنسية هذا الشهر، والذي تم تحديده في البداية على أنه عضو في فريق ثانوي من قتلة خاشقجي، حيث قبض على خالد عايد العتيبي في مطار شارل ديغول في 7 كانون الأول/ ديسمبر بناء على مذكرة توقيف صادرة عن تركيا.

وقالت الشرطة في وقت لاحق إن الاعتقال يتعلق بخطأ في تحديد الهوية، ومع ذلك، يعتقد المسؤولون الأتراك أن فرنسا ربما ألقت القبض على الرجل المناسب وأطلقت سراحه لأسباب سياسية.

وأكد مصدر جيد لصحيفة "الغارديان"، أن المسؤولين الأتراك أبلغوا عن مخاوفهم، مدعيا أن البيانات التي قدموها للإنتربول تتطابق مع ما أرسلته الشرطة الفرنسية إليهم في البداية.

وقالت الغارديان إنه من المعروف أن ابن سلمان حريص على منع الإعلان عن مزيد من التفاصيل عن الاغتيال.

وأضافت أن بن سلمان استقبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في وقت سابق من هذا الشهر في أول زيارة يقوم بها زعيم غربي إلى السعودية منذ عملية اغتيال خاشقجي في أكتوبر 2018.

وبالمقابل، أصر ماكرون على أن يتلقى الزعيم السعودي الفعلي، دعوة من رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، على أمل فتح الطريق أمام الرياض لإرسال مساعدات إلى الدولة المفلسة.
 
وأضافت الصحيفة أنه في الأيام التي أعقبت إطلاق فرنسا للرجل الذي اعتقلته، فقد خفتت اللغة التي يستخدمها المسؤولون السعوديون والخليجيون تجاه لبنان إلى حد كبير.