2024-11-24 04:03 م

ماذا تخفي واشنطن خلف ستار ترحيبها بفتح الأردن حدوده مع سورية؟

2021-10-05
براء سمير إبراهيم
بالرغم من الأصداء الواسعة التي أخذها قرار الأردن بفتح حدوده مع سورية بشكل كامل في التاسع والعشرين من شهر أيلول الماضي عبر مركز “جابر_نصيب”، والذي أعلنه وزير الداخلية الأردني مازن الفرايه، عقب فتورٍ وجفاءٍ سياسي أصاب العلاقات بين البلدين وامتد لسنوات، إلا أن الترحيب الأمريكي بالقرار الأردني كانت له أصداءه الخاصة بالنظر إلى السياسية الأمريكية حيال سورية والقائمة على قطع الدبلوماسية وفرض العقوبات الاقتصادية ودعم المجموعات الإرهابية.

[ كسر قانون قيصر للحد من نفوذ إيران]

يتساءل البعض حول سبب التغيير الذي دفع الأردن لاتخاذ هكذا قرار خاصةً وأن العلاقات بين البلدين شهدت محطات توتر عالية، كان من أبرزها اعتبار عمّان السفير السوري السابق في الأردن بهجت سليمان “شخصاً غير مرغوب فيه” وإصدارها في العام 2014 قراراً رسمياً بمغادرته أراضي المملكة، ليعقب ذلك إعلان الأردن إغلاق حدوده مع سورية في حزيران/ يونيو 2016 بعد تفجير الرقبان الحدودي، وما تلا ذلك من شد وجذب في العلاقات بين عمّان ودمشق، وبالإضافة إلى ذلك علينا أن لا ننسى أن القرار الأردني هو تجاوز واختراق واضح لقانون قيصر المفروض على سورية والذي يحظر التعاون والتعامل مع الحكومة السورية في دمشق بأي شكل كان.

ولتفسير ذلك علينا أن نعود قليلاً إلى الأحداث الواقعة في الأشهر القليلة التي سبقت الإعلان الرسمي عن فتح الحدود ما بين عمّان ودمشق، ومنها زيارة وزير الطاقة والثروة المعدنية السورية بسام طعمة ووزير الكهرباء غسان الزامل إلى الأردن في الثالث والعشرين من شهر حزيران الماضي ولقائهما وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة الزواتي ومسؤولين في قطاع الطاقة الأردنية، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في قطاع النفط والغاز والربط الكهربائي، وإذا ما أشرنا إلى التحدي الكبير الذي قام به حزب الله اللبناني للولايات المتحدة الأمريكية بإدخاله النفط الإيراني إلى لبنان عبر سورية في السادس عشر من الشهر الماضي، يمكننا القول أن واشنطن لم ترد أن تنكسر شوكتها أكثر لذلك أرادت الحفاظ على ماء وجهها عبر السماح للأردن بإعادة العلاقات الاقتصادية والتجارية مع سورية، لتحصل دمشق على متنفس اقتصادي يدفعها قليلاً بعيداً عن إيران وبالتالي الحد من سلسة كسر الهيبة الأمريكية التي لطالما كانت إيران بطلتها الأولى في معظم الأحيان.

إلى جانب ذلك فإن استمرار سورية باستجرار حاجاتها النفطية من إيران فقط من شأنه تعزيز الوجود الإيراني في سورية الذي تسعى واشنطن إلى الحد منه بطرق عديدة ومختلفة وبشكل مستمر، كذلك فإن استيراد دمشق المشتقات النفطية من طهران يفضي بطبيعة الحال إلى خرق العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على إيران وخلق ثغرة فيها.

[ لعنة ترامب وتأثيرها على القرار الأردني]

أما فيما يتعلق بالترحيب الأمريكي بالمبادرة الأردنية فهو يرمي إلى تحقيق الأهداف الآتية :

_ الإعلان بأن عمّان لن تتجاوز الإرادة الأمريكية في قرارها الأخير كما فعل البعض عندما تحدّوا عقوبات واشنطن.

_بايدن يريد من خلال إعلان إدارته ترحيبها بعودة فتح الحدود مابين سورية والأردن، ترجمة ما جاء في برنامجه الانتخابي حول اعتماده للدبلوماسية والسياسية أكثر من الاتكال كلياً على الضغوط الاقتصادية والحلول العسكرية، وبالتالي اتخاذ نهج مختلف عن نهج الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، على اعتبار أن كل رئيس أمريكي يسعى نحو اعتماد استراتيجية تختلف عن أسلوب سلفه.

_ تذكير كل من روسيا وإيران وتركيا، بأن أمريكا ما زالت لاعباً رئيسياً في الحرب السورية ولها ثقلها ودورها الكبير في هذا الملف بالتزامن مع زيارة أردوغان إلى روسيا ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين في سوتشي لبحث الأزمة السورية، وتأكيد رئيس النظام التركي على أن السلام في سورية هو رهن العلاقات التركية_الروسية.

_محاولة التقرب والتودد من الشعب السوري بعد سنوات من الحرب التي فرضتها أمريكا ضده لإيهامه أن أمريكا هي الصديق والمخلص.

[