أكدت مصادر إسرائيلية أن هناك مؤشرات على قيام مسؤولين سعوديين بالتنسيق مع إسرائيل في إصدار أحكام بحق المعتقلين الفلسطينيين لمحاربة فصائل المقاومة الفلسطينية. حيث أفادت قناة i24 News العبرية أن اعتقال عناصر من حركة المقاومة الإسلامية حماس في السعودية وإصدار أحكام بالسجن بحقهم هو عمل سري بين إسرائيل والرياض.
من جهة أخرى، قال ما يسمى بـ "مركز القدس للشؤون العامة" المحسوب على الكيان الصهيوني، إن حماس أصيبت بصدمة شديدة من قرارات المحكمة السعودية باحتجاز العشرات من الفلسطينيين والأردنيين بتهمة "تهريب الأموال" إلى غزة .وأضاف المعهد أن المحكمة السعودية الخاصة بقضايا الإرهاب أصدرت الأحد أحكاما قاسية بحق معتقلين أردنيين وفلسطينيين. حيث صدر حكم بالسجن 22 عاماً لـ 69 أردنيًا وفلسطينيًا، بينهم 10 سعوديين، في قضايا متعلقة بحركة حماس. وبحسب مركز القدس للشؤون العامة، فإن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وإسرائيل يقفان وراء تصرفات السعوديين ضد حماس، وأدت جهودهم إلى الفصل التام بينهما. وتستشهد حماس بولي العهد السعودي محمد بن سلمان كأداة سياسية أمريكية وإسرائيلية ضد الحركة. وذكر التقرير أن "اعتقال وإدانة نشطاء حماس يمثلان نهاية "العصر الذهبي" في العلاقات بين العائلة المالكة السعودية وقيادة حماس".
وتسارعت معاملة السعودية القاسية لحركة حماس بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حماس منظمة "إرهابية"، وبعد تعيين بن سلمان وليًا للعهد. وتبنى السعوديون موقف ترامب في عام 2017، وفي فبراير 2018، أعلن وزير الخارجية السعودي حماس منظمة إرهابية. في فبراير 2019، اعتقل السعوديون أكثر من 60 أردنيًا وفلسطينيًا مقيمين في السعودية، بينهم محمد الخضيري ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس، بتهمة دعم المقاومة الفلسطينية مالياً. شكلت موجة الاعتقالات التي بدأت في أبريل 2019 تحولًا كبيرًا في موقف آل سعود تجاه حماس. وتتهم العديد من المصادر الولايات المتحدة وإسرائيل بالضغط على السعودية لاحتجاز نشطاء حماس في السعودية ووقف أنشطة جمع التبرعات للحركة. وألقت الوكالة باللوم على تجاهل السعودية الكامل لمطالب حماس بالإفراج عن أعضائها بسبب التعاون السعودي السري مع الولايات المتحدة وإسرائيل. ووصفت حركة حماس إصدار هذه الأحكام بالسياسية وأكدت: هذه الأحكام ما هي إلا إذعان لمطالب الصهاينة. الأحكام الصادرة عن المحكمة السعودية سياسية، لأن نشاط الخضري قانوني ولم يرتكب أي جريمة. وشددت حركة حماس: أحكام السعودية هي استجابة للمطالب الصهيونية. تغيرت الأحكام مع تغير السياسة في المملكة العربية السعودية، واستخدمت وسائل الإعلام الخاصة لاسترضاء إسرائيل. هل يعتبر تقديم المساعدة السعودية لمن يستحقها في فلسطين جريمة بحق السعودية؟
وأدانت المنظمات القانونية الدولية اعتقال هؤلاء الأفراد وأعلنت أن محاكمة هؤلاء الأفراد كانت غير عادلة وبدون أي تهم أو أسباب قانونية. وقد تم احتجاز هؤلاء المعتقلين في ظروف سيئة خلال الأشهر القليلة الماضية وتعرضوا للإهانات والتعذيب وسوء المعاملة.