وصل وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث ملف تبادل الأسرى مع حركة "حماس" الفلسطينية.
وكشفت مصادر مصرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، النقاب عن جولة وصفتها بـ"الهامة" بشأن صفقة تبادل الأسرى، حيث وصل الوفد الأمني الإسرائيلي الذي يضم مسؤول ملف صفقة الأسرى، بعد وصول وفد رفيع المستوى من حركة "حماس" ضم مروان عيسى المفوض بإدارة ملف الأسرى من جانب الحركة.
وأوضحت المصادر أنّ المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، سيديرون مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين، على أمل اختراق الموقف المتأزم بشأن الصفقة من جهة، والشروع في عملية إعادة إعمار قطاع غزة، وكسر الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2007 من جهة أخرى.
وأشارت المصادر، إلى أنّ "هناك تفاؤلاً لدى المسؤولين في مصر بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينت".
وبحسب ما أوضحت المصادر، لـ"العربي الجديد"، فإنّ الوفد الإسرائيلي الذي يعد الثاني من نوعه الذي يزور القاهرة في غضون عشرة أيام، جاء حاملاً رؤية جديدة تحمل "تطورات إيجابية" بشأن صفقة الأسرى، لافتة إلى أنّ هناك اختراقاً في الموقف الإسرائيلي الذي كان يتمسك بالربط بين إتمام الصفقة، والسماح بإعادة إعمار قطاع غزة.
وأشارت إلى أنّ الجانب الإسرائيلي أبدى تساهلاً في هذا الأمر من خلال تخفيض مطالبه، بعدما اقترح تقديم "حماس" معلومات بشأن وضع الأسرى، مقابل عودة الأوضاع لما كانت عليه قبل المعركة الأخيرة.
وأوضحت المصادر أنّ وفداً من حركة "حماس"، وصل مساء الثلاثاء، إلى القاهرة، وسط حراسة أمنية شديدة من المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، في ظل تواجد شخصيات وصفتها المصادر "بشديدة الحساسية"، كاشفة أنّ من بين أعضاء الوفد مروان عيسى نائب القائد العام لـ"كتائب القسام" الذراع العسكري للحركة.
وتقول المصادر إنّ هناك تعويلاً مصرياً على الجولة الجديدة لنزع فتيل التصعيد المتبادل بين الجانبين، مضيفة أنّ هناك دعماً دولياً كبيراً، مشيرة إلى الدعم الأميركي والمساعي القطرية المبذولة لحلحلة أزمة الوضع الإنساني الحالي في القطاع.
وبحسب المصادر، فقد أبلغت حركة "حماس" المسؤولين في مصر، بعدم ممانعتها تقديم معلومات بشأن الأسرى، طالما كان ذلك مقابل تجاوب الاحتلال مع شروط المقاومة، موضحة أنّ المسؤولين في مصر لمسوا تجاوباً من جانب الحكومة الإسرائيلية الجديدة لإبرام الصفقة.
وأوضحت المصادر، أنه خلال اللقاء التشاوري الذي أجري في القاهرة خلال زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي الأول الأسبوع قبل الماضي، والذي ترأسه نمرود شفير نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أبدى الجانب الإسرائيلي تحفظاً على ضم "حماس" أسماء عدد من رموز النضال الفلسطيني، مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، لقائمة الأسرى المطالبة بتحريرهم ضمن الصفقة، وهو التحفظ الذي رفضته "حماس" مؤكدة تمسكها بتلك الأسماء.
وأشارت المصادر إلى أن تلك الخطوة من جانب "حماس" ساهمت بدرجة كبيرة في توحيد الصف الداخلي بين فصائل المقاومة الفلسطينية.
وكان الرئيس المصري أجرى اتصالاً هاتفياً، الإثنين الماضي مع رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينت، بمناسبة توليه مهام منصبه.
وقال المتحدث الرئاسي المصري بسام راضي، في بيان، إنّ "السيسي أكد خلال الاتصال الهاتفي على دعم مصر لكافة جهود التوصل إلى حل عادل ودائم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولاً لتحقيق سلام شامل بالشرق الأوسط".
كما أكد السيسي على أهمية الحيلولة دون تصاعد التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك أهمية دعم الجهود المصرية لإعادة الإعمار بالمناطق الفلسطينية، وكذلك تم التطرق لتطور العلاقات الثنائية.
فيما ذكر مكتب بينت، في بيان له، أنّ "رئيس الوزراء بينت شكر السيسي على الدور المهم الذي تلعبه مصر في تعزيز الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة، والجهود التي تبذلها في دورها كوسيط في الملف الفلسطيني، خصوصا على محاولاتها لإيجاد حل لقضية الأسرى الإسرائيليين".
في مقابل ذلك، التقى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، ووفد من قيادة الحركة، بقيادة حركة "الجهاد الإسلامي" في بيروت، وعلى رأسها الأمين العام للحركة زياد النخالة.
وقال بيان صادر عن مكتب هنية، إنّ اللقاء بحث آليات استثمار انتصار غزة ومقاومتها في معركة "سيف القدس"، فيما شدد الجانبان على ضرورة الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني حول القدس والمقاومة، ومواجهة التحديات بمواقف ثابتة.
هذا ويزور هنية بيروت في إطار جولة خارجية له شملت المغرب وموريتانيا.